أعلن نير بركات رئيس بلدية القدس (يميني عنصري متطرف) عن عزم حكومة الاحتلال الإسرائيلية ضخ ملايين الشواكل (الشيكل: عملة إسرائيل) لتعزيز الهوية اليهودية في القدس تحت مسميات تنفيذ مشاريع حيوية واستثمارية. وقال، في سياق مؤتمر صحفي عقد في مقر البلدية: إنه تم تخصيص 300 مليون شيكل كخطة لتنفيذ مشاريع في القدس الشرقية، ويدور الحديث عن خطة على مدار 5 سنوات منها 100 مليون شيكل للشؤون الأمنية، بإضافة المزيد من أفراد الشرطة وحرس الحدود و200 مليون للبنية التحتية التي أشار إلى أنها في القدس الشرقية مازالت غير مناسبة، وفيها فارق كبير عن القدس الغربية. وأكد بركات، أن من أولويات البلدية الاستثمار في تغيير المناهج الدراسية الفلسطينية العربية في المدارس في القدس الشرقية، وإيجاد فرص عمل لشريحة العاطلين عن العمل، وزعم أن المناهج الإسرائيلية أفضل ومتطورة أكثر وتعززـ ما وصفه ـ يهودية الدولة، وقال: "إنه تم تخصيص 350 مليون شيكل لتعزيز السياحة والشؤون الثقافية في القدس – القدس بطابعها اليهودي التوراتي على حد زعمه. وقال: إن مجمل هذه الأموال تأتي ضمن إطار ميزانية إضافية، لتعزيز استراتيجية البلدية ورؤيتها في ترسيخ التهويد واستعادة المدينة من السكان الفلسطينيين في المرحلة المقبلة. مؤكداً، أنه حصل على دعم كامل من مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو والحكومة لإنجاح هذه الاستراتيجية عبر تنفيذ المشاريع الإسرائيلية في القدس الشرقية، وقال:" يعد هذا الأمر بالنسبة لنا تحدياً يكمن في تقديم اقتراحات وخطط لتنفيذها على أرض الواقع لترسيخ توحيد القدس تحت السيادة اليهودية الإسرائيلية . وتطرق بركات الذي يعتبر أحد المستوطنين والداعمين للاستيطان في الأراضي الفلسطينية المحتلة، إلى ما سماها (أحداث العنف) التي تقع في المدينة، فقال: إن من يقف وراء( العنف) شريحة الشباب المراهقين فأغلبيتهم تحت سن 18 عاماً، مطلقاً عليهم وصف "جيل الفيسبوك" مدعياً أن هؤلاء لا ينصاعون لأوامر الأهل في البيت، ويقومون بتحويل أنفسهم إلى "أبو علي" يمارسون الفتوة والعنف وحسب تعبيره "الغالبية من سكان مدينة القدس وأحياء شرقيها، عانوا من ممارسات تلك الشريحة من المراهقين" ـ على حد زعمه ـ. وأعلن بركات أنه سوف يستخدم سياسة إسرائيلية حازمة تجاه الفلسطينيين الذين يمارسون المقاومة، نافياً أن تكون القدس الشرقية محتلة من قبل إسرائيل.
وأردف بركات أمام ممثلي وسائل الإعلام، أنه على ضوء الأحداث في المدينة، تقرر نشر المزيد من أفراد من الشرطة الإسرائيلية في الأحياء العربية الفلسطينية المختلفة، بغية توفير الهدوء، وكل ذلك تحت شعار سياسة "العصا والجزرة" وقال: نحن نفضل استخدام سياسة الجزرة المتمثلة في تحسين نوعية الحياة وحل مشاكل السكان ومنع تسرب الأولاد من المدارس على حد زعمه. واعترف رئيس البلدية، الذي ينتمي إلى حزب الليكود اليميني الصهيوني، بالعراقيل التي تضعها حكومة الاحتلال أمام تقديم الخدمات البلدية للمقدسيين ما يجعلهم يعيشون في معاناة. ورداً على سؤال حول الفجوة الواسعة في البنية التحتية بين القدس الشرقية (العرب) والغربية (اليهود) وحاجة المدينة إلى 2200 غرفة صفية لنقص المدارس وتسرب 11 % من الطلاب الفلسطينيين بسبب سياسات البلدية وتجاهلها لواقع المدارس المتدني، والاكتظاظ الكبير في المدارس الفلسطينية في القدس المحتلة، قال بركات :"أوافق أن البنية التحتية في شرقي القدس هي في حالة سيئة مقارنة في غرب القدس، وهي تحتاج إلى ميزانيات بعشرة أضعاف، وسوف يحتاج إيلاء البنية التحتية في شرقي المدينة إلى وقت طويل بغية سد الفجوات الحدي". وفي خطوة لترويج المنهاج التعليمي الإسرائيلي الذي يربي الطلاب على المبادئ الصهيونية في المدارس العربية الفلسطينية في القدس، اعتبر رئيس البلدية أن منهاج التوجيهي الفلسطيني الوطني ليس الأحسن اليوم، كما قال: "لا يؤهل الطلاب عند إنهائهم دراستهم للدخول في الجامعات والمعاهد الإسرائيلية، فهو نظام قديم وغير مقبول في الجامعات الإسرائيلية، موضحاً، أن نظام التعليم الإسرائيلي "البجروت" يعد أفضل للطلاب بهدف تأهليهم وخوض غمار الأشغال والأعمال على حد زعمه، متجاهلاً الأفكار والتعليم الصهيوني الذي يلغي الهوية الفلسطينية، وكل ما يمت للفلسطينيين بصلة، وعلاقة بأرضهم ودينهم الإسلامي الحنيف . وأكد أن هناك قفزة في ميزانية البلدية الصهيونية سوف تكون ممكنة وستحقق بفضل الزيادة الكبيرة حوالي 770 مليون شيكل من ضمن الاستثمارات الحكومية في مدينة القدس الشرقية لترسيخ ضمها ومساواتها بالقدس الغربية، والتي استطاع تجنيدها بركات من رئيس الوزراء ومكتب رئيس الوزراء ووزارة المالية، وبدعم من الوزراء والوزارات المختلفة. وقال: إن ميزانية بلدية القدس في العام 2015 ستصل إلى نحو مليار ونصف المليار دولار (بزيادة قدرها 27 مليون دولار عن السنة الماضية 2014 مما يمثل زيادة قدرها 5.8 %). وميزانية التنمية والتطوير لعام 2015 إلى 1.8 مليار (بزيادة قدرها 500 مليون والتي تشكل 38.5 %). ومجموع الزيادة في ميزانية البلدية القدس للعام الحالي تصل إلى حوالي 13 %.