استغل رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، مجددا، الهجوم الذي استهدف كنيسا يهوديا في عاصمة الدنمرك كوبنهاغن، لتشجيع هجرة اليهود إلى فلسطين المحتلة. وقال: إن الهجمات في أوروبا ستتواصل وإسرائيل ستواصل استعداداتها لاستيعاب المهاجرين وستقر خطة لتشجيع هجرة اليهود الى فلسطين من أوروبا. وزعم في مستهل جلسة حكومة الاحتلال الأسبوعية: "نرسل تعازينا الحارة للشعب الدنماركي وللجالية اليهودية في الدنمارك. مرة أخرى يُقتل يهود على أرض أوروبا بسبب كونهم يهودا، وموجة الهجمات تلك يتوقع أن تستمر، لا سيما الهجمات الدموية المعادية" للصهيونية.وأضاف في مزاعمه قائلا: "اليهود بحاجة إلى حماية في كافة الدول. لكننا نقول لليهود، إخوتنا وأخواتنا: إسرائيل هي بيتكم. نحن ندعوكم ونستعد لاستيعاب الهجرة بشكل واسع من أوروبا". وأوضح أن حكومته ستقر خطة لتشجيع الهجرة الى فلسطين ولاستيعاب المهاجرين من فرنسا وبلجيكا وأكرانيا ودول أوروبية أخرى، مشيرا الى أن التكلفة الإجمالية للخطة تبلغ حوالي 180 مليون شيكل.
وكانت إسرائيل استغلت الهجمات التي شهدتها فرنسا الشهر الماضي، لتشجيع اليهود للهجرة الى فلسطين المحتلة، الأمر الذي لم يلق استحسان الحكومة الفرنسية.
وتأتي الخطة الإسرائيلية بعد توتر بين احزاب اليمين آخذ في التصاعد على خلفية خشية حزب "البيت اليهودي" من أن بنيامين نتنياهو ينوي تفضيل حكومة ائتلاف مع المعسكر الصهيوني على ضمهم لحكومته. وقد نفى نتنياهو ادعاءات قادة "البيت اليهودي" وصرح بأن المعسكر الصهيوني لن يكون شريكا له في الحكومة التي سيشكلها. مع ذلك اتضح بالمقابل بأن نتنياهو يخطط لزيارة الخليل ومستوطنة غوش عصيون جنوب بيت لحم اللذين يعتبران معاقل بارزة لحركة البيت اليهودي، وذلك بهدف كسب أصوات المستوطنين في انتخابات الكنيست. وتشمل جولته اقتحام الجامع الإبراهيمي في مدينة الخليل. وبحسب ما نشر موقع القناة السابعة للتلفزة الاسرائيلية، قام نتنياهو الأسبوع الماضي، بزيارة لمستوطنة "عالي" جنوب مدينة نابلس، وذلك في جزء من جولات للمستوطنات في مسعى منه لكسب أصواتهم في الانتخابات.
وعلقت عضو الكنيست ايلات شكيد من حزب "البيت اليهودي" على جولات نتنياهو في المستوطنات بالقول "من المؤسف أن يستغل نتنياهو المستوطنين في الانتخابات".
يتكشف مع مرور الوقت مدى ضلوع وارتباط رئيس حكومة إسرائيل، بنيامين نتنياهو، في الأجواء العنصرية والفاشية ضد العرب السائدة في إسرائيل، ويتبين الآن أن أبرز المتبرعين له ولحملاته الانتخابية يمولون جمعية إسرائيلية عنصرية أسسها بنتسي غوبشطاين، رئيس منظمة 'ليهافا' العنصرية والتي تنشط ضد العرب بزعم معارضتها لما يسمى 'الانصهار' أي الاختلاط بين اليهود والعرب.
وكشفت صحيفة 'هآرتس'، الأحد، عن أن عائلة فاليك، من مدينة ميامي الأميركية، هي الممول الرئيسي، بملايين الدولارات التي تم تحويلها من بنما، إلى جمعية إسرائيلية باسم 'كيرن سيغال' (صندوق سيغال)، وتُمول منها أهداف لا يتم النشر عنها.وتأسست جمعية 'كيرن سيغال' في العام 2007، وعضو في لجنتها الإدارية كل من سايمون وجيروم وليئون فاليك، وهدفها هو 'إقامة، تطوير وإدارة مبادرات تربوية وثقافية حول تراث إسرائيل والاستيطان اليهودي في القدس وإسرائيل'. وأكدت الصحيفة على أن كل الأموال التي تستخدم في تمويل نشاط هذه الجمعية جاءت من أبناء عائلة فاليك وشركات في بنما بملكية هذه العائلة. وحصلت جمعية 'كيرن سيغال' في العام 2013 على 7.8 مليون شيكل، وفي العام 2012 على 5.8 مليون شيكل، وفي العام 2011 على 4.4 مليون شيكل، لكن التقرير الأخير للجمعية الذي تضمن الأهداف التي رُصدت إليها أموال الجمعية كان في العام 2009.
وتبين أنه في العام 2009 تبرعت 'كيرن سيغال' بأموال إلى كل من الجمعيات اليمينية والاستيطانية التالية: 'إم تيرتسو'، التي يتركز نشاطها على ترسيخ حكم اليمين ونفي الرواية الفلسطينية للصراع؛ 'صندوق تراث الهيكل'؛ 'يشيفاة الهيكل'؛ جمعية 'على طريق معلمنا عمانوئيل'؛ جمعية 'إدخال ضيوف الخليل' وجمعيات أخرى. ولفتت الصحيفة إلى أن عائلة فاليك، التي تملك شبكة 'ديوتي فري أميركا'، هي داعمة دائمة لنتنياهو. وعشية الانتخابات التمهيدية التي جرت في حزب الليكود مؤخرا، تبرع الأشقاء الثلاثة ووالدتهم، نيلي فاليك، وهي رئيسة أصدقاء الرابطة من أجل الجندي الإسرائيلي في الولايات المتحدة، بمبلغ 300 ألف شيكل تقريبا لعدة متنافسين في الانتخابات التمهيدية، فيما القسم الأكبر من هذا المبلغ، 180 ألف شيكل، ذهب لحملة نتنياهو. كذلك فإن هذه العائلة تتبرع لسياسيين أميركيين من الحزب الجمهوري بالأساس، ولتمويل أهداف سياسية ذات علاقة بإسرائيل في الولايات المتحدة. ويذكر أن اسم منظمة 'ليهافا' العنصرية الفاشية برز مؤخرا في أعقاب معارضته لزواج محمود منصور ومورال مالكا(يهودية أعلنت إسلامها ) من يافا والتظاهر ضد هذا الزواج قبالة قاعة الأفراح التي جرى فيها حفل زفافهما. لكن هذه الجمعية برزت في سياق أخطر في أعقاب اعتقال غوبشطاين ونشطاء آخرين بعد حرق مدرسة يهودية – عربية في القدس. كذلك اعتقل غوبشطاين بشبهة التحريض على العنف والعنصرية. وبعد ذلك أعلن وزير الأمن، موشيه يعلون، أنه يبحث في الإعلان عن 'ليهافا' بأنها منظمة إرهابية. في القدس، اقتحمت مجموعة كبيرة من المستوطنين، صباح أمس، المسجد الأقصى المبارك من باب المغاربة وسط حراسة مشددة من الشرطة والقوات الخاصة. وقال أحد الموظفين في دائرة الأوقاف الإسلامية في المسجد" إن 16 مستوطنًا اقتحموا المسجد الأقصى على ثلاث مجموعات، وتجولوا في أنحاء متفرقة ثم انصرفوا من باب السلسلة وقاموا بالاحتفال قرب المدرسة التنكزية المملوكية. وأوضح حراس الأقصى أن أحد المستوطنين المقتحمين منع عددًا من الأطفال من لعب الكرة في إحدى باحات المسجد الأقصى، فحدثت مشادة كلامية بينهم، تدخل الحراس على إثرها وأجبروا المستوطنين على الخروج من المسجد. وأضاف أن أحد أفراد شرطة الاحتلال المتمركزة على باب السلسلة تلفظ بألفاظ بذيئة واستفزازية بحق المرابطات وتصدى له الحراس.
وأشار إلى أن ساحات الأقصى شهدت تواجدًا ملحوظًا للمصلين وطلاب مجالس العلم الذين تصدوا بالتكبير والتهليل لاقتحامات المستوطنين.
وأوضح الحراس أن شرطة الاحتلال المتمركزة على البوابات واصلت احتجاز هويات النساء أثناء دخولهن للأقصى، فيما انتشرت عناصر القوات الخاصة داخل المسجد. ويشهد المسجد الأقصى بشكل شبه يومي سلسلة اقتحامات وانتهاكات من قبل المستوطنين والجماعات اليهودية المتطرفة وسط تضييق الخناق على المصلين، وخاصة النساء.في نفس السياق، أعلنت مؤسسة إسرائيلية تطلق على نفسها "الحفاظ على تراث حائط المبكى" عن مناقصة من أجل تنفيذ أعمال حفريات في الأنفاق أسفل الحائط الغربي للمسجد الأقصى المبارك، في العشرين من الشهر الجاري.
وعقب أحمد قريع (أبو علاء) عضو اللجنة التنفيذية في منظمة التحرير الفلسطينية رئيس دائرة شؤون القدس، في بيان صحفي الأحد، أن قيام ما تسمى بـ "مؤسسة الحفاظ على تراث حائط المبكى" بالإعلان عن مناقصة من أجل تنفيذ أعمال حفريات في الأنفاق أسفل الحائط الغربي للمسجد الأقصى المبارك يشكل خطراً، مشيراً إلى خطورة قيام مهندسين ومقاولين إسرائيليين بتنفيذ جولات سرية قبل عدة أيام في المسجد الأقصى المبارك بهدف التعرف على أهداف هذه الحفريات وطبيعتها والمشاركة في المناقصة المطروحة من قبل ما تسمى بـ"مؤسسة الحفاظ على تراث حائط المبكى".
وحذر قريع من خطورة الأنفاق الإسرائيلية الموجودة في المدينة المقدسة والمنتشرة بشكل جنوني بهدف تهويد مدينة القدس وبسط السيطرة عليها وتهجير المواطنين المقدسين واقتلاعهم من أرضهم وإحلال المستوطنين مكانهم، لافتا إلى انتشار عشرات الأنفاق التي تحيط بالمدينة المقدسة، منها نفق من عين سلوان باتجاه حائط البراق ونفق آخر من حائط البراق باتجاه المدرسة العمرية في الحي الإسلامي، ونفق من داخل الحي الإسلامي باتجاه الحائط الغربي للمسجد الأقصى المبارك، بالإضافة إلى أعمال الحفريات الإسرائيلية التهويدية المستمرة بهدف ربط البؤر الاستيطانية الموجودة في مدينة القدس.