عندما تغيب شخصية مخلصة كالدكتور راشد بن عبدالعزيز ال الشيخ مبارك عن الدنيا تعود بنا الذاكرة الى مآثره وعطائه في مجالات عدة، اذ كان له الباع الطويل في انجازها وحل كثير من الامور سواء للأشخاص على اختلاف مشاربهم أو أطرهم المرجعية والمذهبية أو بعض المؤسسات الحكومية. مستفيدا من شفاعته المؤثرة عند أصحاب القرار أو الخيرين من الناس بجانب كثير من المهام والمجالس التي تقلد رئاستها أو عضويتها ومثلها في قضايا كثيرة من قبل كبار المسؤولين في الدولة وكللت بالنجاح لأن الرجل يملك رؤية واضحة وصريحة وناصحة وخالية من زيف الدنيا الذي يلهث خلفه كثير من الناس فيقولون ما يرضي وإن كان الضرر فيه، أما الدكتور راشد فكان يقول الحق بلمساته المعهودة دون أي مجاملة.
كلنا يتذكر حديثه المعهود في الرياض وما يطرح فيها من موضوعات جريئة ومسئولة وكم كان منبر علم وثقافة يحضرها بين الحين والآخر كبار المسؤولين في الدولة وكان في مقدمتهم أصحاب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز وصاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز - يرحمهما الله - اللذان تربطهما بالدكتور راشد علاقة وثيقة وثقة كبيرة.
لقد تعلمت من الدكتور راشد - يرحمه الله - الكثير رغم قلة لقائي به عبارة جميلة قالها لي يوما : "معظم الناس يبحثون عن الاطوع وليس الأنفع" فافعل ما يمليه ضميرك وكن مخلصا لوطنك، لأنه الابقى ولا تنتظر من أحد شكرا إن بخل به. فالنبات الطيب يبقى طيبا بإذن ربه وينفع البلاد والعباد ، وهكذا نحن والزمن كفلاء بإظهار جهود المخلصين لله، ثم الوطن.
رحمك الله أبا بسام وأسكنك الفردوس الأعلى في الجنة، وجعل ما فعلته من خير ثقلا في موازين حسناتك يوم تلقاه .."إنا لله وإنا إليه راجعون".
جامعة الملك فيصل بالاحساء