أثبتت البحوث أن ممارسة التأمل لمدة 25 دقيقة يوميا، على مدار ثلاثة أيام متتالية، تزيل التوتر والضغط النفسي وتقلل مستويات هرمون الكورتيزول المعروف باسم هرمون الإجهاد.
ويتحقق التأمل عندما يقوم الشخص بخلق صورة في العقل لشيء معين، ثم التركيز عليه بشكل كلي يمكّنه من عدم رؤية أي شيء من حوله، باستثناء هذه الصورة التي رسمها في عقله.
ويستحسن أن يكون التأمل في مكان هادئ، وأن تكون الإضاءة طبيعية ومعتدلة، وأن يملأ الهواء النقي جنبات الحجرة، وأن تكون درجة حرارة الغرفة معتدلة، مع مراعاة اهمية التنفس بعمق وهدوء، وبمجرد البدء في التأمل ستتم عملية التنفس بانتظام.
ويجلس المتأمل في وضع مريح، على أن يكون العمود الفقري في وضع مستقيم ومريح، والرأس متعامدة علي الكتفين، وكلما كان العمود الفقري في وضع مستقيم تمت عملية التنفس بسهولة أكثر وانتظمت الدورة الدموية، ومن الممكن إمالة الرأس قليلا إلى الأمام لمزيد من الاسترخاء، مع ارتكاز اليدين على الركبتين. الباحثون أشاروا إلى أن تراكم الأدلة العلمية، التي أثبتت فوائد التأمل في تغيير الدماغ، قد تسمح في نهاية المطاف، بالحصول على فوائد علاجية ليس فقط لشيخوخة الدماغ، لكن للشيخوخة المرضية أيضا”. وكانت دراسة أمريكية قد أوضحت أن ممارسة رياضة التأمل، تقلل من شيخوخة الدماغ، التي تصيب البشر مع التقدم في العمر، ما يؤثر على وظائف الجهاز العصبي المسؤول عن معالجة المعلومات.
وبيّن الباحثون بكلية «ديفيد غيفن» للطب في جامعة كاليفورنيا، في دراستهم التي نشروا تفاصيلها، في دورية «حدود علم النفس»، أن التأمل يحافظ على المادة الرمادية في الدماغ، وهى الأنسجة التي تحتوي على الخلايا العصبية المسؤولة عن معالجة المعلومات، وتتآكل تلك المادة كلما هرمنا.
ولكشف العلاقة بين التأمل وشيخوخة الدماغ، راقب الباحثون 100 شخص، تتراوح أعمارهم بين 24 إلى 77 عاما، وكان نصفهم قد مارس رياضة التأمل لمدة تراوحت بين 4 إلى 46 عاما، فيما لم يمارس النصف الآخر رياضة التأمل.
وفحص الباحثون أدمغة المشاركين، باستخدام تقنيات التصوير بالرنين المغناطيسي، وتبين أن المجموعة التي مارست رياضة التأمل حافظت على المنطقة الرمادية في أدمغتها، حتى مع التقدم في العمر مقارنة بمن لم يمارسوا التأمل.