سعى الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي لاستئناف مهامه كرئيس للدولة اليوم الأحد وعقد أول اجتماع علني مع مسؤولين بالدولة منذ فراره من الإقامة الجبرية بمقر إقامته في صنعاء التي فرضها عليه الحوثيون الذين يهيمنون على النصف الشمالي من البلاد.
واجتمع هادي بمحافظي عدد من محافظات الجنوب والقادة العسكريين بمنتجع رئاسي في العاصمة الاقتصادية عدن في اجتماع اذيع على قناة تلفزيون محلية بالمدينة.
وكان هادي قدم استقالته الشهر الماضي بعد استيلاء المسلحين الحوثيين على القصر الرئاسي وفرض الإقامة الجبرية عليه في صنعاء في صراع على السلطة بعد اشهر من التوتر بسبب خلافات حول مسودة الدستور.
لكن البرلمان اليمني لم يجتمع لقبول الاستقالة حتى تصبح نافذة طبقا للقوانين اليمنية.
ويبدو أن هادي سحب استقالته أمس السبت بعد فراره من صنعاء قائلا في بيان انه مازال الرئيس. وعدن خارج سيطرة الحوثيين تماما.
وقالت مصادر في الاجتماع ان هادي أكد مجددا التزامه بالمبادرة الخليجية التي رعتها دول مجلس التعاون الخليجي عام 2011 لنقل السلطة والتي سمحت لسلفه علي عبد الله صالح بالتنحي بعد أشهر من الاحتجاجات.
وهاجم هادي أيضا جماعة الحوثي التي سيطرت على صنعاء في سبتمبر أيلول واستكملت سيطرتها على الحكومة الشهر الماضي.
ونقل أحد المصادر عن هادي قوله أمام من حضروا الاجتماع "ما يجري هو صراع من أجل السلطة ... لا بدافع القلق على مصالح الشعب."
ودعا هادي إلى الإفراج عن رئيس الحكومة خالد بحاح ومسؤولين حكوميين آخرين مازالوا رهن الاقامة الجبرية في منازلهم وطالب بالسماح لهم باستئناف مهامهم.
وقال الحوثيون إن تحركهم -للسيطرة على العاصمة ومؤسسات الدولة- استهدف إنقاذ البلاد من الفساد والتقسيم بفعل مسودة دستور تدعو إلى نقل السلطات إلى حكومات محلية.
ونقل موقع الأخبار اليمني عن عضو المكتب السياسي للحوثيين علي القحوم أمس السبت قوله إن هادي هرب من مقر إقامته المحاصر متنكرا.
وأضاف القحوم أنه لم يعد يهم بقاء الرئيس السابق في صنعاء أو مغادرته.
وقد يقوض هروب هادي واستئنافه مهامه المحادثات الجارية بين القوى السياسية للاتفاق على إدارة انتقالية جديدة لحكم البلاد.
يأتي توجه هادي إلى عدن في أعقاب اتفاق بين الفصائل المتصارعة في اليمن بوساطة الأمم المتحدة يوم الجمعة على تشكيل مجلس انتقالي ويقضي ببقاء البرلمان والسماح للحكومة بأن تستمر في العمل بمشاركة بعض الجماعات الاخرى.