وقف الكثير من الزوار لمعرض (كلنا منتجون)- الذي تنظمه جمعية فتاة الاحساء التنموية الخيرية بشراكة إعلامية مع «اليوم» بقصر إبراهيم الأثري بالهفوف ويستمر مدة أسبوع- على منتجات الأسر لشراء منتجاتهم المختلفة من صناعات وطنية ومأكولات ومهارات فنية وسط تنظيم جيد ومتميز.
«اليوم» بدروها، وقفت عند أحد العروض لصناعة العباءات والذي تقوم به أمجاد وإيمان، وهما فتاتان دخلتا عالم صناعة العباءة حبا في هذه الصناعة بعد تلقيهما تشجيعا منقطع النظير من الأهل، وذكرت إيمان أنها دخلت هذه الصناعة بعد أن درستها في المعهد وتخرجت في قسم الخياطة ومنه انطلقت إلى صناعة العباءة السعودية بتفاصيلها وما يمكن أن يرضي طموح الفتيات من جمال بعيدا عن المبالغة، فيما تقول أمجاد: دفعني طموحي وإصراري الدائم على النجاح والبحث عن الذات وسط كل الظروف التي كانت تدفعني للنجاح.
بينما تشير إيمان، إلى أن المعرض لا شك فرصة من أجل تطوير ونشر ثقافة الأسر المنتجة وتسويق منتجاتها، وبث روح الوعـي الثقافي بأهمية العمل التطوعي، وتأصيل الحرف اليدوية وتطويرها، وإعطاء الأسر المنتجة الفرصة من خلال استثمارات القطاع الخاص، من هنا انطلقت فكرة إقامة مشروع مستقبلي في هذه الصناعة.
وترى أم حسين المشاركة في المعرض وهي متمرسة في صناعة الخوص، أنها تعلمت هذه الصناعة من والدتها، وقد عمدت الى صناعة الكثير من المشغولات، بل تعتبرها جزءا من الهوية الاجتماعية للأسرة، وهي تعتمد بالدرجة الأولى على منتجات الخوص متنوعة الأشكال والأحجام، متعددة الاستخدام.
وتقول أم حسين (من سكان بلدة الفضول بالاحساء)، أعمل ليل نهار دون كلل أو ملل، وتتمثل منتجاتي من الخوص، في السفرة، والمنسف، والمهفة، والزبيل، والمرحلة، والمحصن، والقفة، والقبعات الخوصية، والأقفاص، والحصير، والمكبة، والمداد، وغير ذلك. وتضيف، إن هذه المنتجات هي مصدر رزقها لعائلتها ولا ترغب في التخلي عنها ألبتة بعد أن التحقت بالجميعة الخيرية.
في غضون ذلك، شهد المعرض حضورا غفيرا من الزوار، بلغ 4000 زائر من المواطنين والمقيمين في اليوم الثالث على التوالي، وزاده زخما زيارة عدد من الوفود الخليجية والممثلين السعوديين، وعدد من مدراء الدوائر الحكومية بالمحافظة، بينما يستكمل المعرض مساء اليوم السبت عددا من البرامج والورش التدريبية التي تركز بشكل كبير على تدريب الأسر المنتجة والراغبات من الزائرات، كما ستشهد المقطورة عددا من البرامج التثقيفية الصحية والتدريبية، في حين أبدى عدد من الزوار تفاعلهم مع البرامج والتنظيم داخل المعرض.
من جهته، قال مدير رعاية الشباب بالأحساء يوسف الخميس: «جميل ما شاهدناه في حفل الافتتاح، وأنا اليوم أزور المعرض للمرة الثانية، وقد سرّني كثيراً العمل الكبير داخل القصر الذي أصبح منطقة ورش، إنه عمل لا يهدأ، وهو يدل على تميز القائمين على هذا المشروع وتطوره عاما بعد عام.
فيما أبدى الفنانان جعفر غريب وعبدالباقي البخيت، رضاهما عن المعرض، فيما قال الزائر محمد السالم: حضرت هنا مع اسرتي واستمتعت بهذا المكان والبرامج والفعاليات، وسرني تواجد الابناء مع اسرهم في مكان واحد. فيما أكدت الزائرة أم بدر من الدمام، أنها زارت المعرض العام الماضي وزارته هذا العام، ووجدت فرقا شاسعا جدا، ولم اتوقع هذا التنظيم المميز، خاصة وأن مستوى النظافة ممتاز في الموقع، وأعربت زائرات من دول عدة عن رضائهن عن المعرض وفعالياته.
أم حسين تعكف على صناعة الخوص بكل جد واجتهاد
