DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C

انتظار الشباب للوظيفة.. تداعيات اقتصادية واجتماعية

انتظار الشباب للوظيفة.. تداعيات اقتصادية واجتماعية

انتظار الشباب للوظيفة.. تداعيات اقتصادية واجتماعية
قطاع عريض من الشباب، يظل في حالة انتظار وترقب لوظيفة تهبط عليه فجأة لتغير مسار حياته كلها، فمنذ أن يتخرج الكثير من "شبابنا"، تجدهم في حالة "قلق وتوتر" لأن التوظيف تأخر، في حين لم يقدموا أنفسهم لجهات تدريبية من شأنها ربطهم بمتطلبات السوق والعمل الذي جنوه من الجامعات والمعاهد والكليات بمختلف تخصصاتها، حتى يكونوا قوة فاعلة في سوق العمل. ولكن ما يُؤسف له أن عجلة الشباب على الوظيفة، ومطالباتهم بمرتبات مرتفعة، لا تصحبها- في كثير من الاحيان- أدوات الموظف المتميز، حيث تجد كثيرا منهم لا يملك حتى الصبر والجلد على أي وظيفة، بل تجده في حركة نشطة بحثا عن وظيفة أخرى، وفي دوامة القلق وعدم الاستقرار يفقد وظيفة كان يمكن له أن يترّقى فيها إلى أعلى سلم الوظيفة، ولكنه قلق، وكثير "التبرم". وإذا مضى الشباب وكثير من الخريجين الجدد يحملون هذا القلق غير المنتج، فإنهم يشكلون ثغرة في واقعهم الاجتماعي والاقتصادي، حيث يكون سوق العمل متاحا لغيرهم من الاجانب الذين أقبلوا من كل فجاج الأرض. أما إذا أراد الشباب أن يكون قوة ضاربة في مجتمعهم، لابد لهم أن يتحلوا بالصبر والمثابرة، والابتكار، ومواصلة العمل بانتظام حتى تصبح لهم خبرات كبيرة، بموجبها تتحقق غايات سعودة الوظائف كخيار إستراتيجي للدولة. وبطبيعة الحال، فإن الذين يتحدثون عن ازدياد معدلات البطالة في المملكة العربية السعودية، يتناسون كثيرا العوامل التي أدت إلى ازدياد معدلات البطالة على النحو الذي نشاهده الآن في جميع مناطق ومحافظات ومدن المملكة العربية السعودية. نعم أنهم يتناسون دائما، أن معظم الخريجين يبحثون عن وظائف بمواصفات مدراء عموم، رغم أنهم يقفون على أولى سلالم الوظيفة، ولعل هذا الواقع يحتم علينا أن تتضافر جميع الجهود من قبل صانعي القرار والمؤسسات والشركات، من أجل تمهيد السبل لشبابنا السعودي حتى يكونوا قادرين على قيادة سوق العمل بمختلف تخصصاته. كما أن هناك دورا كبيرا ينبغي أن تضطلع به الجامعات والمعاهد والكليات، بأن يكون لديها حيز كبير من المناهج يعنى بتهيئة الخريج الى سوق العمل، حتى يكون صاحب الشركة أو المؤسسة على ثقة من الخريج الذي يقف أمامه. وإذا قُدر للجامعات أن تقوم بهذا الدور، سيأتي يوم لن نتحدث فيه كثيرا عن ظاهرة البطالة التي تضرب المجتمع حاليا. أضف الى ذلك، رسالة الى الشباب الذين يتخرجون حديثا من الجامعات والكليات والمعاهد، بأن يرتضوا بالوظيفة دون رفع سقف المطالب، خاصة أنهم في بداياتهم العملية، وبمرور الوقت واكتساب الخبرات وإثبات الذات سيحتلون موقعهم الريادي في الجهة التي يعملون بها، وبالتالي يصبحون قوة ضاربة في المجتمع، وأيضا سيهزمون بهذا الفعل الايجابي النظرة السالبة من قبل المجتمع كونهم «في أعداد العطالة». ننتظر مستقبلا واعدا لشبابنا السعودي، في وطن زاخر بالإمكانيات والموارد والقيادة الرشيدة.