جاءت النهاية لبداية خلاقة في عالم الشعر النبطي، مع الحلقة الخاصة التي بثت عبر أثير سما دبي، أسدل بعدها الستار على الموسم الثاني من برنامج البيت، الذي ينتجه ويشرف عليه مركز حمدان بن محمد لإحياء التراث. ولمع نجم الشاعر الشاب، أحمد البدواوي، وهو يستضيف بحفاوة صانعي البرنامج الحقيقيين، الذين لطالما حرصوا على إدارة دفة هذا العمل الإنتاجي الضخم من وراء الكواليس كلا من السيد/ عبد الله حمدان بن دلموك الرئيس التنفيذي لمركز حمدان بن محمد لإحياء التراث، والسيد/ ماجد البستكي المنسق العام لبرنامج البيت، مودعاً في نفس الوقت الشعراء المتميزين الذين أضاءوا شعلة الشعر النبطي، وأثروا البرنامج بكم هائل من النقد البناء، وعلى رأسهم الإعلامي الكويتي بركات الوقيان، الذي حول البرنامج لمنبر معاصر، وخاطب الجماهير بسلاسة الفذ البليغ المتمكن من لغة الضاد وفنون إلقاء الشعر النبطي.
تقارير عن حجم العمل.. قبيل الوداع
وتضمنت الحلقة الخاصة العديد من التقارير الخاصة لصاحب فكرة البرنامج سمو ولي عهد دبي، ومقتطفات من الحلقات السابقة، وأجمل ما في الشعر، ووقفة مع الشعراء وكوادر العمل وطاقم العمل المكلف من مركز حمدان بن محمد لإحياء التراث، وغيرها من المواقف المرئية التي تلقي الضوء على حجم البرنامج وأهميته، وتبين عمق الأبعاد الفنية والتقنية لبرنامج صمم خصيصا لإحياء تراث الأشعار النبطية بحلة معاصرة تستهوي وتستقطب الجيل الجديد والمواهب اليافعة، ليكون بذلك الأول من نوعه على صعيد المنطقة والعالم على حد سواء.
قصة نجاح
وبدأ بن دلموك يروي عن فكرة سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد بن سعيد آل مكتوم ولي عهد دبي، وكيف تبلورت واكتملت ورأت النور خلال الموسم الأول، ملأ بعدها البستكي التفاصيل الغائبة عن المشاهدين، وكيف أراد سمو ولي عهد دبي ألا تكون هناك خسارة في الشعر، وألا يعتلي المنصة شعراء فائزون على حساب شعراء آخرين أثناء المنافسات، مستدلا بعبارات سموه: بأن الشعر عنقود الفرح وصفوة الروح وبهجة الحياة، فهو تاج الأدب وأرقى وسيلة أدبية أنتجها الإنسان عبر مرّ العصور، مشيراً إلى أنه كيف يكون الشاعر خاسراً وهو شاعر الأمل والحيوية ورئة الكلمة الصادقة والمعبّرة.
وجاء حديث بن دلموك في الإطار نفسه، حيث أفاد بأن الكثير من المشاريع الأدبية، التي سبقت إطلاق برنامج البيت، تم طرحها أمام سموه، لكنه رفضها إيماناً منه بأنها لا تتناسب مع واقع الشعر كلغة أدبية نخبوية ومكانة الشعراء وحجم قاماتهم.
وبيّن البستكي أن الخيوط العريضة للبرنامج، بفضل رؤية وفكر سمو الشيخ حمدان، تمحورت حول استدعاء ذاكرة الشعراء والمشاهدين من خلال استحضار ما كان يجري في مراكز الإشعاع الفكري والأدبي مثل سوق حجر اليمامة وعكاظ، ولكن بقالب عصري وأدوات مبتكرة، لافتاً إلى أن برنامج البيت بات الآن “عكاظ الشعر النبطي”.
ونوّه البستكي إلى أنه لا يخلو أي برنامج في نسخته الأولى من بعض الإشكاليات البسيطة، مشيراً إلى أن النجاح المنقطع النظير للبرنامج في موسمه الثاني هو بفضل من الله، وحصر تلك العقبات ومهنية أعضاء لجان التحكيم وشفافيتهم في اختيار الأشطر الجميلة وإدراج بعض الإضافات التي لاقت ردود أفعال إيجابية من خلال التعليقات الواردة للبرنامج عبر موقعه على تويتر.
البيت: منصة تفاعلية على وسائل التواصل الاجتماعي
وأشار بن دلموك إلى أن البيت.. بيت الجميع، وأن نجاحه ينبع من كونه أول قناة تفاعلية ووحيدة وظّفت موقع التواصل الاجتماعي “تويتر” لإشراك أكبر قدر من محبي الشعر النبطي، لتجعل الرتابة التي تسير عليها قواعد وضوابط المشاركة في البرامج الأدبية في عداد صفحات الماضي، وتفتح المجال أمام الجميع للمشاركة من أجل إنصاف الشعر والشعراء في ضوء كثرة البرامج الأدبية وإحداث تحول مفاصلي ونقطة انعطاف في مسار الإبداع الشعري.
وأشاد كل من البستكي وبن دلموك بمتابعة سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد بن سعيد آل مكتوم لكافة التفاصيل والجزئيات، ممتنين لزيارة سموه الكريمة لحضور الحلقة الأخيرة من البرنامج، مؤكدين أنها برهان حيّ يعكس قصة نجاح البيت وتثّمن الجهود الجبّارة التي بذلها القائمون عليه.
مليون درهم لكل فائز
وتخلل تلك الحلقة استضافة كل من الفائزين بلقبي شاعر نبض الصورة وشاعر الشطر وهما: الشاعر متعب الشراري والشاعر يزيد الحربي. وأعربا عن جزيل شكرهما لراعي الشعر الأول، سمو الشيخ حمدان بن محمد ومبادراته الكريمة الهادفة إلى خدمة الشعر والشعراء وإنصاف هذا اللون الأدبي الرفيع، من خلال قصيدتين معبرتين.
كما استضاف البدواوي الشاعرين مسلط ناصر السعيدان وعبدالله ضاوي الثبيتي الفائزين ببرنامج البيت بدورته الأولى، حيث بيّنا أنهما لم يشاركا في الموسم الثاني، لأن للقب نكهة خاصة يصعب على المرء أن يخسرها. وألقى كل منهما قصيدة أثنيا على اهتمام سمو الشيخ حمدان ومبادراته الأدبية الهادفة لخدمة الأدب وقضايا الشعر.
الفائزان في مسابقة تصويت الجمهور
كما كشف البدواوي عن هوية الفائزين بمسابقة تصويت الجمهور، التي بلغ عدد مشاركيها حوالي 15 ألف مشارك، واختار الكمبيوتر وعلى الهواء مباشرة كلاً من عائشة محمد الظاهري عن فئة مسابقة نبض الصورة وعلي سالم الكعبي عن فئة مسابقة الشطر، ليحصلا على جائزة مالية قيمة كل منها 100 ألف درهم إماراتي.
واختتمت الحلقة بإلقاء السيد عبدالله حمدان بن دلموك قصيدة تشيد بمناقب سمو الشيخ حمدان بن محمد ودعمه المتواصل في إثراء المشهد الأدبي والثقافي العربي ورعاية الشعراء، وكذلك بتقرير مصور ألقى الضوء على أجواء المحبة والود السائدة بين أعضاء فريق العمل.
لقطة جماعية