DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C

أرثيكَ أمْ أرثي زمانَكَ...؟!

أرثيكَ أمْ أرثي زمانَكَ...؟!

أرثيكَ أمْ أرثي زمانَكَ...؟!
أرثيكَ أمْ أرثي زمانَكَ...؟!
أخبار متعلقة
 
إلى روح الصديق الشاعر محمد رضي الشماسي رحمه الله حينما يرحل الجميلون فإنَّهم لا يرحلون وحدهم وإنما يأخذون معهم الزمنَ الجميلَ كلَّه أَرثيكَ أمْ أرثي زمانَكَ أَجمَعا؟! وَدَّعتَ أنتَ كأنَّما هُوَ وَدَّعا يا روحَ ذيَّاكَ الزمانِ، ونفحةً تحكي خلاصةَ ما أجادَ وأبدعا ما بين أوتارِ الكمانِ جميعِها وترٌ هناكَ بِهِ الكمانُ تَجَمَّعا! وَدَّعتَ أنتَ وما برحتَ حكايةً من كلِّ وادعةِ الحمائمِ أَودَعا ذكراكَ تفتقُ من نسيجِ جراحتي ما خاطَهُ الصبرُ الجميلُ، ورَقَّعا صَكَّ الرَّدى روحي بفقدِكَ فانزوتْ للشعرِ وانْسَفَحَتْ عليكَ تَفَجُّعا أَوْجَعْتَني بالموتِ حدَّ قصيدةٍ.. يا للقصيدةِ ما أَضَرَّ وأَوْجَعا!! أنا لا تُقَطِّعُني (العَروضُ) فلم أزلْ نَصًّا على (وزنِ) الجراحِ مُقَطَّعا عُمـري كأطرافِ الأظافرِ في يدي يومًا فيومًا تستطيلُ لـتُقلَعا! والخوفُ بَرقَعَ ضَحكَتي بـسوادِهِ.. ما أفجعَ الضَّحِكاتِ تلبسُ بُرقُعا! يا ابنَ السنابلِ في كريمِ أصولِها ما أطيبَ الحقلَ الذي بكَ أينعا! هذي (القطيفُ) وحَسْبُها بِكَ (فاعلاً) في الحبِّ، كُفؤًا أنْ (يُضَمَّ) و(يُرفَعا)! لك جوهـرُ القمحِ المُشِعِّ مَوَدَّةً في الناسِ.. إيمانًا بهم.. وتَوَلُّعا حصدوكَ من حقلِ القصائدِ مثلما حصدوا الحقولَ فكان جَنيُكَ أروعا! وأنا حصدتُكَ من حديقةِ صُحبةٍ ما بيننا، وجَنَيتُ حُبَّكَ مُمرِعا هل ذاكرٌ بالأمسِ كيفَ حَمَلتَني وَرْدًا على كفِّ الإخاءِ، وأشمعا؟! يا ما تهادينا الحَمامَ (مُشَطَّرًا) و(مُدَوَّرًا) و(مُخَمَّسًا) و(مُصَرَّعا) حتَّى إذا بلغَ المطافُ ختامَهُ جاءتْ هَدِيَّتُكَ الأخيرةُ مدفعا! عُدْ لاحتفائِكَ بي فليسَ بـبِدعةٍ أنْ يحتفي جذرٌ بما هُوَ أفرعا الشعرُ –يا أحلى لآلئِ تاجِهِ- ما زالَ يفخرُ أنَّهُ بِكَ رُصِّعا لم أعهد الإنسانَ يعثرُ بالنَّدى حتَّى رأيتُكَ –من طيوفِكَ- أنصعا صافٍ كإكسيرِ الوجودِ.. فلم تَخِبْ شمسٌ تحاولُ عبر قلبكَ مطلعا! أَ(مُدَوزِنَ) المشمومِ في نغماتِهِ لحنًا على جيدِ الحياةِ مُوَقَّعا! منذُ البيانِ وأنتَ في لهواتِهِ تحتلُّ من صدر القصائدِ موقعا ما زلتَ في الغزواتِ تُتبِعُ غزوةً أخرى، وتمتشقُ الخيالَ المُشرَعا تَسري إلى الفِكَرِ المنيعةِ فاتحًا حتَّى تدكَّ قلاعَهُنَّ الأمنعا يا صاحبي.. والشعرُ موتُ شهادةٍ يَهَبُ الحياةَ قيامةً وتَطَلُّعا سِيَّانِ جُنديٌّ يُصَوِّبُ نارَهُ شَرَفًا، و(نابغةٌ) يُصَوِّبُ إصبعا