برزت ظاهرة النقل الخاص في مجال توصيل الطالبات والمعلمات بسيارات خاصة وغير مرخصة نظراً لانشغال الآباء عن توصيل أبنائهم لارتباطهم بالعمل وعدم مقدرتهم على توصيل أبنائهم إلى مدارسهم، إلا أن أغلب السائقين لا ينتمون إلى مؤسسة أو شركة مرخص لها بالعمل في هذا النشاط، مما زاد ذلك من وجود الحملات الترويجية التي أخذت طابع استغلال التجار، حيث إن البعض يسلمون أرواح أبناء الوطن لأيدي العمالة الوافدة غير مبالين بسلامتهم، إلى جانب رفع الاسعار والتمادي في السرعة، إضافة لذلك، فإن بعض هذه السيارات قديمة الصنع وتفتقد وسائل السلامة، وتشكل خطراً على الطالبات والمعلمات. استغلال وخدمة رديئة
في ذات السياق، أوضحت نورة الطويل أن نقل الطالبات والمعلمات لعبة التجار الذين يقومون باستغلال حاجة المعلمات والطالبات لتوصيلهن، فيقومون برفع الاسعار كل سنة، وأغلب من يمارس هذه المهنة هم من العمالة الوافدة والمخالفين للأنظمة والقوانين، حيث إنّهم يشترون أو يستأجرون السيارات الكبيرة لتوصيل الطالبات وتتراوح الاسعار على حسب بُعد المدرسة والمنزل، ولكن في الغالب، فإن النقل الخاص يتجاوز كلفة 300- 400ريال شهرياً، إذا كان في خلال 10كلم، وتصل إلى1000ريال للمسافات الطويلة.
وأضافت سارة العلي، أن السائق الخاص في الغالب لا يبدي أي اهتمام بالنظافة، مبينة أنه في أثناء صعودها إلى السيارة تتأثر ملابسها من غبار السيارة، إضافة إلى السرعة الهائلة التي يقوم بها السائق لتوصيل الطالبات، وفي كل سنة يرفع السائق السعر، ويعود بذلك إلى ارتفاع أسعار البنزين وكثرة المشاوير.
مخالفات رادعة
وأشار أبو صالح المهنا، إلى ضرورة تنظيم المشاوير الخاصة والسائقين والنقل الخاص الذي يُعتبر عشوائيا، ووصل إلى مرحلة الاستغلال بصورة سلبية، كما تكثر في الآونة الأخيرة الجرائم التي راح ضحيتها عدد من الطالبات والمعلمات، فيجب أن تتدخل وزارة النقل، بتنظيم شركات جديدة للنقل ذات ثقة وجودة عاليتين، بتكلفة مقبولة، وتكون هناك مراقبة ومتابعة لسير النقل الخاص، وتوضع كثير من الأحكام والشروط لتنظيم سير النقل الخاص، وتوضع لائحة ثابتة بقوانين النقل وتحديد الاسعار وربطها بالمسافات ووضع مخالفات وغرامات مالية لمخالفي الأنظمة.
وأبدى محمد حسن تضجره من قيام بعض العمالة باستخدام وسائل نقلهم الخاصة والتي لا تزيد حمولتها على 5 أشخاص في نقل الطالبات والطلاب، مما يؤدي ذلك إلى ازدحام السيارة فيؤدي ذلك إلى الكثير من المخاطر على سلامتهم كون هذا السائق لا يوجد ي مرجع يرجع له الأهل عند حدوث أي ضرر لا قدر الله.
وأوضح سالم الحمد أن هناك ترويجا كبيرا بعرض أرقام وهواتف السائق الخاص وعرضها في الأماكن العامة، مما يجعل المواطنين الذين لديهم أشغال متعددة يقبلون عليهم على الرغم من علمهم بأن فيه مخالفة للنظام.
وأجمع عدد من المواطنين، أن سائقي حافلات الطالبات والنقل الخاص يلتزم بالنظام لفترة معينة، ثم يبدأ في التراخي بعد أن يكسب ثقة الأهالي والركاب.
كما أن الاصرار على المخالفة من قبل أصحاب تراخيص الحافلات يتطلب وقفة صارمة من الجهات المسؤولة، ويُقترح أن تكون هناك شركة متخصصة بالنقل، بدلاً من الفوضى والعشوائية التي راح ضحيتها العديد من الأرواح بسبب الإهمال وتسليم المركبات لعمالة لم تقد السيارة إلا عند قدومها للمملكة.
سرعات واستهتار بالأرواح
من جهة أخرى، أوضح السائق حمدي أحمد، أنه يقود حافلة خاصة تحمل ما يقارب 7 طالبات، موضحاً أنه يصل بالطالبات في الوقت المناسب إلى المدرسة دون أي تأخير، ويصل سعر المدارس القريبة 250 ريالا، والمدارس البعيدة إلى 300 ريال أو اكثر في الشهر على حسب البعد، باستثناء هجر وقرى الأحساء التي تأخذ مسافات طويلة تتعدى 1500ريال، كما أن الاسعار تتفاوت من سائق إلى آخر.
ويوضح المواطن خالد الحنين، قائلا: إن أبناءنا مهددون بالخطر نتيجة صعودهم إلى سيارات النقل الخاص في ظل نقص الرقابة والسرعة الهائلة ولكن يجب على الأهالي التأكد من السائق الخاص ومعرفة صاحب السيارة، وأن يكون السائق في عمر يفوق 30 سنة، ولابد من وضع عدد من المعايير على السائق الخاص لمصلحة الركاب.
مراقبة مستمرة
ومن جهة أخرى، بادرت إدارة تعليم الأحساء لتدريب 313 سائقا للنقل المدرسي، بالتعاون مع شركة حافل في التدريب على برنامج السائق المحترف، حيث تم تنفيذه من قبل مدربين من الرياض في شركة حافل.
كما قدمت إدارة خدمات الطلاب مسبقاً لقاء لمديري ومديرات المدارس، تحت عنوان «لقاء النقل المدرسي» بالتعاون مع إدارة مرور الأحساء، حيث يبلغ عدد الحافلات المدرسية للبنات بالمحافظة 571 حافلة، مقابل 222 حافلة للبنين.
كما تسعى الحافلات المدرسية لحماية الأطفال من خلال النقل المدرسي، والتي تنطلق بشكل سنوي ضمن أعمال تعليم الأحساء، تطبيقاً لمعايير وتشريعات النقل المدرسي، ويُعد تدريب السائقين من أهم أهداف سلامة الأطفال في حافلات النقل المدرسي، وذلك من خلال مراقبة موقع ومسار الحافلة ونقاط التوقف، والمراقبة، ومراقبة عملية صعود ونزول الأطفال من وإلى الحافلة.
ويعتبر النقل المدرسي هو الوسيلة الآمنة التي وضعها التعليم من أجل تحقيق عدد من الأهداف، من حيث اطمئنان أولياء الأمور على سلامة أبنائهم وذات جهة رسمية، إضافة لرفع إنتاجية عمل الآباء وتخفيف عبء توصيل أبنائهم يوميا إلى المدارس عن كواهلهم وايقاف هدر المال على وقود مركباتهم، والحد من الاختناقات المرورية في الطرق العامة وحول المدارس، وبالتالي ضمان سلامة المشاة سواء كانوا طلابا أو القريبين من المدارس.
975 مخالفة
وكشف المتحدث الإعلامي لمرور المنطقة الشرقية العقيد علي الزهراني، عن عدد مخالفات النقل الخاص التي تبلغ 975 من بداية عام 1436هـ، منوهاً إلى أن هناك في الآونة الأخيرة وعيا أكثر لأصحاب النقل الخاص، مما جعل المخالفات تقل تدريجياً مع انتشار الوعي بشكل أكبر.
موضحاً أن المخالفات تتضمن عدم حمل السائق الرخصة، أو أن هناك سيارة عليها عدد من الملاحظات أو فك في مقاعد السيارة أو أن تكون السيارة غير مؤهلة أو التظليل غير نظامي، منوهاً إلى أن المرور يقوم بحملات مستمرة لتوعية السائقين وتوعية المجتمع، وتنظيم حركة السير، من أجل تقليص الحوادث المرورية، والحفاظ على الأرواح، وردع المتهورين والمخالفين لأنظمة وقواعد المرور. بالإضافة إلى تسليط الضوء على السائقين بعدم السهر ليلاً وعدم السرعة أثناء قيادة السيارة، مؤكداً أنه يجب على أولياء الأمور التأكد من هوية المركبة الحاملة لأبنائهم وانتسابها لجهة مصرح لها.
وكثير من الطالبات يفقدن جوالاتهن في الباص وهذا يعرضهن للمشاكل، في حالة سرقته من طالبة أخرى أو تسربت معلومات منه، وما أن تنتهي صلاة الفجر، تبدأ رحلة سائقي الباصات في توصيل طالبات الجامعة من منازلهن إلى الجامعة وإرجاعهن إلى المنازل مرة أخرى، ولهذه المهنة العديد من المشاق، فالسائق أمين على هؤلاء الطالبات أمام أولياء أمورهن الذين وضعوا الثقة فيه، وأمام القضاء لو حصل لهن أي مكروه.
الاتفاق والانتظام أولاً
وذكر السائق جواد العبدالله، والذي يعمل في توصيل طالبات الجامعة والمشاوير الخاصة منذ 10 سنوات، قائلا: إنني تخرجت من الثانوية العامة وعملت في أحد محلات الملابس في سوق السويق، ولكن لم يرق لي العمل؛ لأنني أفضل العمل الحر فاشتريت الباص وبقدر جهدي في العمل أجني المال، كما أن انتظامي في الحضور إلى الطالبات في الموعد المحدد هو الذي يدفع الطالبات إلى الاتصال بي من أجل المشاوير الخاصة. وفي أحد الايام أوصلت عائلة في مشوار خاص، وعندما أرجعتهم إلى المنزل ووصلت منزلي اتصلت بهم وقلت هل نسيتم أي شيء في الباص، فقالوا: نسينا أبناءنا في الباص نائمين، فأرجعتهم دون تذمر أو طلب مبلغ آخر، وهذا ما دعاهم للتسويق لي.
وذكر السائق حبيب العبيد قائلا: كنت موظفا في إحدى شركات الحفر الاهلية وكنت في منتهى الراحة، ولكن بعد انتقال المشروع إلى شيبة قدمت استقالتي بسبب ظروفي التي لا تسمح بالابتعاد عن الاهل والمرتب لا يساعد على التغرب، وقدمت في العديد من الوظائف ولم يتم قبولي فعملت بمهنة سائق في إحدى شركات توصيل الطالبات، وعملي من الساعة 6 صباحاً حتى الساعة 6 مساء حسب نظام الجامعة التي تفرض التواجد في كل ساعة وأنظمة المرور التي تضايقنا كل يوم، فأتمنى الحصول على أي وظيفة غير هذه.
وذكر السائق زكي الجويد، الذي يعمل في مهنة توصيل الطالبات منذ 4 سنوات قائلا: كنت أعمل موظفا في شركة وبسبب المضايقات في العمل وعدم المساواة بين الموظفين استقلت من الشركة، وعملت سائقا بإحدى الشركات في التوصيل والعمل معهم ممتاز، ويوجد ما يقيدني في العمل ولكن كثرة السياقة متعبة جداً، كما أن هناك كثيرا من البنات ينسين جوالاتهن في الباص، كما أن هناك حججا من الطالبات فالبعض منهن يقول: سياقتك سريعة والبعض الاخر يقول: أسرع أكثر.
تذكير الطالبات بأغراضهن
وذكر السائق حسين القطان، الذي يعمل في التوصيل منذ عشر سنوات، أن العمل ممتاز جداً وبقدر حرصك على الوقت والامانة يكون قدر زبائنك، فمنذ 6 سنوات نسيت إحدى البنات ذهبا وكان من الصعب أن أخبر جميع من أوصلتهن في ذلك اليوم هل نسيت الذهب، فلربما تقول إحداهن نعم هو لي وربما يكون ليس لها، فانتظرتها حتى اتصلت بعد يومين وقالت: هل وجدت ذهبا بالباص؟
مخالفة دون علم
وذكر السائق أحمد ابراهيم الجاسم، والذي يعمل في مهنة توصيل الطالبات منذ 7 سنوات، أن المهنة ممتازة ولكن هناك تشديدا من المرور وسؤالهم في بعض نقاط التفتش عن الركاب و أين سوف تذهب بهم يجعلك تمل من هذه المهنة، كما أن أنظمة المرور تتغير ولا نعلم عنها شيئا، فيتم توقيفنا وتسجيل مخالفة دون أن نعلم بذلك.
سائقو الباصات ينتظرون خروج الطالبات بالجامعة
اثناء صعود الطالبات وسيلة النقل الخاص