بدأ دوري جميل مرحلة صراع مشتعلة، فيها كثير من الـ»أكشن» وهو ما يشير إليه عنوان المقال، ولا أقصد بطبيعة الحال البرنامج الجميل «أكشن يادوري» الذي يديره الصديق العزيز وليد الفراج على قناة ام بي سي أكشن.
«الأكشن» المنتظر في الدوري حدث فجأة وبدون مقدمات بدخول أندية الهلال والاتحاد والشباب الى حلبة السباق بعد أن كانت المنافسة منحصرة بين المتصدر نادي النصر والأهلي الذي يحل ثانيا.
اقتراب تلك الأندية من المتصدر وملاحقه جاء بخدمة قدماها لهم بوقوعهما في فخ التعادل مرتين وأمام فرق كان يتوقع ان يحسما نتيجتها بسهولة، إلا أنهما عجزا عن ذلك، وهذا يفتح بابا آخر للتساؤل حول انخفاض مستواهما وتأثير مشاركتهما الآسيوية على نتائجهما في بطولة الدوري.
بالتأكيد، إن تعدد المشاركات في بطولات مختلفة امر مرهق وهو احد اهم اسباب تراجع نتائج الناديين، ولن اضيف جديدا ان قلت إن عليهما تحديد اولوياتهما إما بطولة الدوري أو بطولة آسيا، والتركيز على البطولة التي يعتقد كل فريق انها الأولى والأهم والعمل على ذلك فعلاً، فالنصر مثلاً أعلن رئيسه الأمير فيصل بن تركي اكثر من مرة ان دوري جميل هو البطولة الأهم لدى النصراويين، لكن ذلك لم يترجم عملياً فأغلب اللاعبين يشاركون هنا. وهناك أما الأهلي فيبدو انه ما زال لم يحدد هدفه او بتعبير ادق لا يريد وربما يجني عاقبة هذا الطمع بخسارة البطولتين.
الأهلي أكثر حاجة من النصر لتحديد بطولته المستهدفة وإن كنت أرى ان بطولة الدوري التي غاب عنها طويلاً اقول إنه الأكثر حاجة لسببين، أولهما: لعنة الاصابات التي تحيط بالفريق منذ أكثر من موسم، أما السبب الثاني فهو دكة البدلاء التي قد لا تخدم الأهلي في موضوع تدوير اللاعبين في بعض المراكز، فدكة الأهلي قوتها في خط المنتصف اما بقية الخطوط فهناك تباين كبير، وقد بدا واضحا بغياب معتز هوساوي في الدفاع وعقيل بالغيث وعبدالشافي في الظهيرين، كذلك خط المقدمة فليس هناك لاعب بمستوى السومة؛ لذلك كان لزاماً على الأهلاويين ان يضعوا ثقلهم في بطولة واحدة.
ومع استمرار الأهلي والنصر في انتهاج هذه الطريقة، فلا يستبعد ان يتعثرا مجددا ونرى تقلبات كبيرة في مراكز الترتيب خصوصا من الثاني الى الخامس، وإن كان ذلك قد يبدو ليس سهلاً، فيجب ان لا ننسى ان الاتحاد حتى وان حقق فوزا متتاليا في عدد من المباريات الا ان جميع مبارياته كانت مع فرق المؤخرة، ولم يقابل ايا من الكبار في الدور الثاني حتى الآن، وتجربة الفريق في الدور الأول غير بعيدة، كذلك الهلال والشباب ايضا لا يزالان في مرحلة عدم اتزان ومبارتهما الاخيرة امام الخليج والأهلي توحي بذلك.
وبخلاف هذا «الأكشن» ايضا فرق المؤخرة من الثامن وحتى الثالث عشر تشهد تقاربا نقطيا لا يتعدى الفارق فيه خمس نقاط، ما يعني ان هناك ايضا «اكشن» آخر يدفعنا لأن نقول: أكشن يادوري.