تراجعت أسعار النفط بحوالي 50% من مستويات منتصف عام 2014م، وقد جاء هذا التراجع مصحوبًا بزيادة كبيرة في إنتاج الولايات المتحدة وكندا من النفوط غير التقليدية.
ولقد قال الأمين العام لمنظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك)، مؤخراً، إن على المنتجين من داخل المنظمة وخارجها العمل سويا؛ لتحقيق الاستقرار في أسواق النفط. مشيرا إلى أن تخمة المعروض ربما تبلغ حوالي مليوني برميل يوميا. وأضاف عبدالله البدري في تصريحات لمؤتمر بالبحرين، أنه لا يشك في أن الأسواق ستسترد توازنها في النصف الثاني من 2015، موضحا أنه لا يعتقد أن العوامل الأساسية تبرر تراجع السعر بالشكل الذي شهدته الأسواق. كما أوضح البدري أن الدول الأعضاء لا تستطيع "دعم سعر" النفط الصخري الذي يتنامى إنتاجه في السنوات الأخيرة، وتلقي عليه المنظمة باللوم في إضعاف أسواق النفط. وأضاف البدري أن النفط الصخري "ليس تحديا لنا". وتراجعت أسعار النفط تراجعا حادا في الأشهر الأخيرة؛ بسبب تخمة ضخمة في المعروض نتيجة لزيادة إنتاج النفط الصخري الأمريكي والطلب العالمي الضعيف.
ولقد ارتفع الإنتاج الأمريكي من السوائل البترولية من نفط وسوائل البترول الطبيعية كالتالي: في عام 2011م كانت حوالي 9 ملايين برميل باليوم، ثم ارتفعت إلى 10 ملايين برميل باليوم في عام 2012م، وإلى 11.22 مليون برميل باليوم في عام 2013م، وفي عام 2014م وصل الإنتاج الأمريكي إلى 12.8 مليون برميل، وتتوقع منظمة أوبك في تقريرها الشهري الأخير أن يصل معدل الإنتاج الأمريكي من هذه السوائل في عام 2015م إلى 13.65 مليون برميل باليوم، وبذلك تصبح أمريكا اكبر منتج للسوائل البترولية بالعالم. ورغم أن عدد الحفارات قد بدأ يتناقص مع هبوط أسعار النفط، إلا أن الإنتاج الأمريكي -وكما يبدو واضحاً من الأرقام- لم يتأثر واستمر بالتصاعد، ويتوقع أن يقترب من 14 مليون برميل باليوم بنهاية العام الحالي، ليكون بذلك أكبر إنتاج بالتاريخ من قبل أى بلد بالعالم.
ولا شك أن اقتراب أمريكا من الاكتفاء الذاتي قد بدأ يلقي بثقله على الأسواق العالمية، التي تعودت أن ترسل الى الولايات المتحدة حوالي 6 ملايين برميل يومياً، اقتربت أمريكا كثيراً من الاستغناء عنها، ولا سيما وهى تستورد من كندا كميات كبيرة من النفط عبر الأنابيب الحدودية.
إن الارتفاع الكبير بالإنتاج الأمريكي للسوائل النفطية قد أصاب العالم بالدهشة، ولم يكن متوقعاً أن يأتى بهذه السرعة. ومما أسهم بعدم التنبه له أنه بدأ في وقت كانت بعض دول الأوبك تعاني من بعض المشاكل التي أدت إلى خفض الإنتاج في هذه الدول. ولذلك لم يشعر العالم كثيراً بظاهرة زيادة الإنتاج الأمريكي ولم تتأثر أسعار النفط كثيراً. ولكن ما ان رجعت بعض دول أوبك إلى إنتاجها الرئيسى أو كامل طاقتها، حتى بدأت الأسواق تشعر بالتخمة، وهو ما عرض أسعار النفط إلى التدهور.
وتبلغ حالياً أسعار النفط الأمريكى حوالي 50 دولارا للبرميل، ويبلغ سعر برميل برنت حوالي 60 دولارا، وهذا يشرح بكل بساطة ويدل على أن الولايات المتحدة متخمة بالنفط، ولذلك أصبحت الأسعار فيها أقل بحوالي 20% عن الأسعار في باقي دول العالم.
الأكيد أن الطاقة في العالم ستتعرض لأزمة كبيرة؛ لو استمرت أمريكا برفع إنتاجها من النفوط غير التقليدية. هذا سيخفض أسعار النفط وسيعيق الاستثمار في صناعة النفط، مما سيقود لأزمات كبيرة في عالم النفط والغاز.