قال المرصد السوري لحقوق الإنسان أمس، إن ستة أشخاص قتلوا في هجوم بغاز سام شنته قوات الحكومة السورية بشمال غرب البلاد، وبث مسعفون تسجيلات مصورة لأطفال قالوا إنهم تعرضوا للاختناق، وقال مصدر عسكري سوري إنه ليست لديه أي معلومات عن الهجوم المزعوم بقرية سرمين في محافظة إدلب، ونقل عن مصادر طبية قولها إن القتلى سقطوا نتيجة استنشاق غازات منبعثة من براميل متفجرة وإن المادة الكيماوية المستخدمة كانت الكلور على الأرجح، ودعا الائتلاف السوري مجلس الأمن الدولي لتنفيذ بنود قراره الأخير 2209 الذي يعتبر غاز الكلور سلاحا كيميائيا، وان استخدامه عسكريا انتهاك جسيم للقانون الدولي وخرق فاضح للقرار 2118، مؤكدا انه يتوجب على مجلس الأمن فرض تدابير بموجب الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة.
وقال محققو الأمم المتحدة في جرائم الحرب بسوريا إنهم على استعداد لتقديم قائمة سرية بأسماء المشتبه بهم إلى أي سلطات ادعاء تعمل على إعداد القضايا. وحث باولو بينيرو رئيس لجنة التحقيق التابعة للأمم المتحدة السلطات الوطنية على التواصل مع المحققين المستقلين الذين جمعوا خمس قوائم سرية خلال الأعوام الأربعة الأخيرة، وسوف نقدم الأسماء والمعلومات عن جناة مشتبه بهم محددين لسلطات الادعاء الحكومية التي تعد القضايا لطرحها أمام قضاء مختص ونزيه.
من جهتها، اتهمت منظمة دولية النظام السوري بانتهاك القانون الدولي بقتله 115 مدنيا في سلسلة غارات شنتها طائراته على مدينة الرقة الخاضعة لسيطرة تنظيم «داعش» المتطرف في نوفمبر، متحدثة عن جرائم حرب محتملة.
المطالبة بتحقيق دولي
وفي التفاصيل، طالب ائتلاف المعارضة السورية مجلس الأمن الدولي بالتحقيق السريع في «استخدام النظام لغاز الكلور». وقال هشام مروة.
نائب رئيس الائتلاف في بيان أمس: «على الرغم من تعهد نظام بشار الأسد بعدم استخدام الأسلحة الكيماوية والغازات السامة، وعلى الرغم من إصدار مجلس الأمن قراره رقم 2209 القاضي بإدانة استخدام غاز الكلور في سوريا، قام الأسد بقصف مدينة سرمين بريف إدلب عبر طيرانه المروحي بأربعة براميل متفجرة اثنان منها يحويان غاز الكلور».
وأضاف: «ندين في الائتلاف الوطني بشدة الجريمة البشعة التي نفذها نظام الأسد، وندعو مجلس الأمن لإرسال بعثة تقصي الحقائق بالسرعة الممكنة لمكان الحادثة وفتح تحقيق حول استخدام النظام لغاز الكلور، كما نشدد على ضرورة محاسبة المجرمين وضمان عدم إفلاتهم من العقاب».
مرتزقة حزب الله
وقالت جبهة النصرة إن خمسة من مقاتلي حزب الله اللبناني والنظام السوري سقطوا بين قتيل وجريح، حين استهدفت الجبهة خيمتهم في نقطة جب اليابس بريف القلمون غربي سوريا، وقد جاء ذلك في بيان للجبهة على الإنترنت دون المزيد من التفاصيل.
جرائم حرب
وفي سياق ذي صلة قالت «منظمة العفو الدولية» في تقرير إن الغارات الجوية التي شنتها طائرات النظام السوري بين 11 و29 نوفمبر على المدينة الواقعة في شمال البلاد أدت إلى مقتل 115 مدنيا بينهم 14 طفلا، مشيرة إلى أن بعضا من هذه الغارات استهدف على ما يبدو عن عمد مناطق آهلة بالمدنيين.
وقال مدير المنظمة لمنطقة الشرق الاوسط فيليب لوثر «إن بعضا من هذه الهجمات تحمل كل عناصر جرائم الحرب».
ولفت التقرير إلى أن هذه الغارات استهدفت خصوصا مسجدا وسوقا تجاريا مكتظا اضافة الى أبنية اخرى غير عسكرية. وفي غالبية الحالات لم يكن هناك أي هدف عسكري قرب المواقع المستهدفة ولا سيما قرب السوق التجاري.
واضافت المنظمة «إن الحكومة تبدو غير مبالية بالمجزرة الناجمة عن هذه الغارات وترفض في الوقت نفسه الاعتراف بسقوط ضحايا مدنيين».
ونقلت «العفو الدولية» عن شاهد عيان ان الغارة التي استهدفت السوق التجاري الرئيسي في المدينة أدت إلى تدمير حوالى 40 مبنى. وقال «كانت كارثة (...) رأيت اشلاء في كل مكان».
وقال شاهد آخر للمنظمة إن احدى الغارات استهدفت مسجدا «مكتظا بالمصلين»، وان بين القتلى الذين سقطوا في الغارة جهاديين مفترضين ولكنهم كانوا في المسجد بصفتهم مصلين إلى جانب عدد كبير من المدنيين.
وقال لوثر في التقرير «إن مجرد وجود أعضاء في تنظيم داعش لا يجيز للقوات السورية إلقاء وابل من القنابل على المنطقة وعدم الأخذ في الحسبان امكانية سقوط ضحايا مدنيين».
واكدت العفو الدولية ان هذه الاعمال تجسد عادة القوات الحكومية في السعي الى معاقبة السكان المدنيين في المناطق التي توجد فيها مجموعات مسلحة معارضة للنظام.
غارات متواصلة
ميدانيا، قتل ثلاثة أشخاص وأصيب العشرات في بلدة كفرتخاريم بريف إدلب في غارة لطيران النظام السوري، وذلك في وقت تواصلت فيه الغارات على مدينة دوما بريف دمشق متسببة في سقوط عشرات الضحايا. وقد استهدفت طائرة حربية تابعة للنظام السوري وسط مدينة كفرتخاريم وألقت صاروخا فراغيا دمر عمارة من ستة طوابق بشكل كامل، وأدى إلى مقتل الأشخاص الثلاثة وعشرات الإصابات.
يذكر أن مدينة كفرتخاريم تقع على الحدود السورية التركية وهي خارجة عن سيطرة النظام منذ منتصف عام الفين واثني عشر.
يأتي ذلك في وقت واصل النظام السوري غاراته على مدينة دوما بريف دمشق متسببا في سقوط عشرات الضحايا.
وأكد ناشطون مقتل طفلين وجرح عشرات المدنيين جراء قصف جوي ومدفعي من قوات النظام السوري طال أحياء سكنية في مدينة دوما بغوطة دمشق الشرقية، علما بأن المدينة تتعرض منذ ثلاثة أيام لقصف جوي وصاروخي كثيف راح ضحيته نحو ستين مدنيا، معظمهم نساء وأطفال.
كما ألقت مروحيات النظام ثمانية براميل متفجرة على مدينة داريا غرب دمشق فتسببت في تدمير أبنية سكنية، بينما أكدت وكالة مسار برس سقوط قتيلين وعدد من الجرحى بغارات على بلدة حمورية قرب دمشق.
أما العاصمة نفسها فشهدت إصابة عدة أشخاص بجروح جراء سقوط قذيفة هاون على حي باب توما شرق دمشق، بحسب شبكة سوريا مباشر.
قصف ومعارك
في ريف إدلب، قتل طفل وأصيب سبعة أشخاص بينهم نساء وأطفال بغارتين من طائرات النظام على مدينة بنش، كما أسفر القصف أيضاً عن دمار أبنية وممتلكات.
وقتل شخص جراء إلقاء الطيران المروحي براميل متفجرة على قرية السكيك في ريف إدلب الجنوبي، بينما تواصل القصف الجوي على مدن سرمين وكفرنبل وسراقب ومعرة مصرين وتفتناز، دون ورود أنباء عن إصابات.
وقالت مسار برس إن المعارك متواصلة بين داعش ومليشيات كردية في محيط بلدة تل تمر بريف الحسكة، ما أوقع عددا من الجرحى في صفوف الجانبين، وذلك تزامنا مع غارات للتحالف الدولي بمحيط البلدة أدت لسقوط عدة ضحايا، وأضافت ان النظام شن غارات أيضا في المنطقة نفسها وتسبب بأضرار لكنيسة «مريم العذراء».
وفي دير الزور شرق البلاد، تحدث ناشطون عن غارات استهدفت تنظيم داعش في البوكمال وبادية الشعيطات، بينما يخوض التنظيم معارك في محيط حقل التيم النفطي وعلى أسوار المطار العسكري وقرية الجفرة.