سعى أدباء من بلدان عربية مختلفة إلى تقديم مساعدة إنسانية للأطفال، من خلال المساهمة بالكلمة ولسان حالهم ينطق بما قاله المتنبي قبل أكثر من الف سنة:
لا خيل عندك تهديها ولا مال فليسعد النطق ان لم تسعد الحال
وبما ان النطق هو الكلام، وان الكلمة هي الفكر او التعبير عنه، وبما ان هؤلاء الادباء يتعاملون بها، فقد توصلوا في سعيهم إلى مساعدة الطفل العربي المشرد والمفجوع المعذب إلى انهم لا يملكون وسيلة للمساعدة الا الكلمة التي يحترفون التعامل بها.
والحديث هنا عن كتاب صدر أخيرا عنوانه "أسطورة الكتابة.. كتاب ينقذ طفلا"، اما المؤلفون فهم مجموعة من الكتاب. جاء الكتاب في 176 صفحة متوسطة القطع وصدر عن "الدار العربية للعلوم ناشرون" في بيروت.
اشترك في مواد الكتاب 29 أديبا معروفا، بينهم قصصيون وقصصيات وشعراء وشاعرات وباحثون وباحثات. وجاء هؤلاء من السعودية ومصر وفلسطين والسودان والبحرين ودولة الامارات العربية المتحدة والكويت وسلطنة عمان ولبنان وتونس وموريتانيا وسوريا.
وقّع مقدمة الكتاب اربعة ادباء، هم الروائية الكويتية بثينة العيسى والشاعرة والصحفية الكويتية سعدية مفرح ومعتز قطينة الشاعر الذي وصف بأنه فلسطيني سعودي والكاتب والروائي اللبناني غسان شبارو.
جاء في التقديم: «لا يزال العالم العربي غارقا في حروبه ومجاعاته، يحمل الجهل على كتف، وعلى الآخر فاقته التي تودي كل عام بأرقام إحصائية غدا ذكرها يشكل عارا لا يسبب جرحا، وصار الالم الذي تسببه عضوا من أعضائنا التي نتعايش معها، فما الذي يمكن لنا نحن عشيرة القلم ان نفعله لمجابهة ولو القليل من كل هذه الفوضى؟»
«يمكن ان نكتب.. لأن الكتابة انقذتنا يوما، وقد كنا قبلها نجهل الفرق بين الالم وبين الاحساس به والعيش معه.. ويمكننا ان نكتب لأن ثمة اطفال بحاجة، فهي نافذة النور الوحيدة التي بإمكانها ان تمسح زاوية من هذا الغبش».
«باستطاعتنا ان نضع كتابا صغيرا يكتب فيه 29 كاتبة وكاتبا يوجهون رسائلهم التي يختارون فيها طفلا يخاطبونه يتحدثون اليه عما يمكن للكتابة ان تفعل وما يمكن للمعرفة ان تنقذ».
«لقد تبنت الدار العربية للعلوم ناشرون تنفيذ الفكرة وتوزيع الكتاب، كما ستتولى الاعلان عنه، بالاضافة إلى ما سيقوم به الكتاب المشاركون من الترويج عبر الشبكات الاجتماعية والوسائط الاعلامية، وسيتم رصد الارباح للانفاق على تعليم أطفال عرب.. لا بد ان الكتابة تنقذ العالم، وإلا ما تعلقنا بها باعتبارها طوقنا الوحيد الذي رمينا به».
أما المشاركون في الكتاب فهم: إبراهيم الوافي وابراهيم عبدالمجيد وابراهيم نصر الله وامير تاج السر وأميرة شاكر صليبيخ وايمان اليوسف وبثينة العيسى ورندا الشيخ وسعدية مفرح وسعيدة خاطر الفارسي وسلطان العميمي وعبدالله العريمي وعبدالرزاق الربيعي وعبدالله السالم وعدنان الصائغ وعليا عبدالسلام وغسان سبارو ومجاهد عبدالمتعالي ومحمد الرفرافي ومحمد السالم ومحمد العباس ومحمد خضر ومحمد ديريه ومريم جمعة فرح ومسفر الغامدي ومعتز قطينة ومنال الشيخ ومنى الشمري ووديع سعادة ويوسف المحيميد».