يبدو أن دوري عبداللطيف جميل دخل في المرحلة الأصعب والأكثر إثارة وذلك بعد أن تمكن نادي الأهلي الاحد الماضي من قلب نتيجة مباراته أمام مضيفه نادي النصر من خسارة بهدفين نظيفين إلى فوز بأربعة أهداف مقابل ثلاثة ليبقي هذا الفوز أربعة فرق على المنافسة في بطولة الدوري.
تظل المنافسة في دوري عبداللطيف جميل بشكل رئيس مرتبطة بفريقي النصر متصدر الترتيب بثماني وأربعين نقطة وصاحب المركز الثاني النادي الأهلي بست وأربعين في حين ما زال صاحبا المركزين الثالث والرابع ينتظران الفرصة لتعثر صاحبي المركز الأول والثاني ليقتربا أكثر من فرق المقدمة، فالاتحاد صاحب المركز الثالث يحمل رصيد اثنين وأربعين نقطة وبفارق ست نقاط عن متصدر الترتيب نادي النصر في حين يلحقه نادي الهلال بفارق نقطة واحدة في المركز الرابع.
صدارة مهددة
يبدو أن وضع نادي النصر ليس بالسهل أبدًا وذلك بالرغم من أن صدارته للترتيب ما زالت بيده في ظل تبقي ست جولات على نهاية دوري عبداللطيف جميل إلا أن هذه الجولات الست ستحمل الكثير في طياتها للفريق النصراوي، ففي حال رغبة النصراويين بعدم الدخول في أي حسابات وكذلك عدم النظر لنتائج مختلف المنافسين على صدارة ترتيب الدوري فأي تعثر للنصر قد يعني اهتزازاً كبيراً في فرصته لتحقيق الدوري في ظل أن تعادله مع الأهلي بالنقاط سيعني بما لا يدع مجالاً للشك خسارته للدوري حيث تفوق الأهلي عليه في مواجهة الدور الأول بهدفين لهدف وفي الدوري الثاني بأربعة أهداف أهلاوية مقابل ثلاثة للنصر؛ لذا يبقى النصر مطالباً بتحقيق الفوز في كافة المواجهات المقبلة له في الدوري، حيث يخوض الفريق ثلاث مواجهات من العيار الثقيل في الكرة السعودية، تبدأ أولاها بمواجهة نادي الاتحاد في الجولة الحادية والعشرين في موقعة صعبة على أرض نادي الاتحاد بملعب الملك عبدالله بمدينة جدة، ثم يخوض مباراة أقل سخونة بمواجهته للتعاون والذي ضمن مركزه ضمن فرق منتصف الترتيب، فهجر والفيصلي واللذان اقتربا أيضًا من تحقيق أملهما بحصد النقاط التي تحقق لهم البقاء في دوري عبداللطيف جميل، إلا أن سخونة مباريات النصر ستزداد بمواجهة بنظيره الهلال في الجولة قبل الأخيرة وهي المواجهة التي ينتظر أن تلقي بظلالها كثيراً على الترتيب العام للدوري، ففوز الهلال بها قد يعني ابتعاد النصر عن أمله بتكرار إنجاز الموسم الماضي والحفاظ على لقبه، والفوز بها سيقربه كثيراً من ذلك، إلا أنه سيتبقى للفريق مواجهة صعبة يخوضها أمام نظيره نادي الشباب في ختام مباريات الدوري.
«ديربي» الحسم
قد يكون وضع مباريات الأهلي المقبلة أفضل بكثير من نادي النصر، فهو لن يخوض إلا مواجهة واحدة من العيار الثقيل «ديربي جدة امام الاتحاد»، ولكنها الأصعب بالنسبة للأهلاويين في ظل رغبتهم بتحقيق الدوري الغائب منذ ما يزيد على الثلاثين عامًا عن خزائن ناديهم، ولكن قبل هذه المواجهة على الأهلاويين أن يخوضوا خمسة لقاءات أمام فرق بعضها يبحث عن تأمين مركزه بنقاط تضمن بقاءه في دوري عبداللطيف جميل وهو الأمر الذي سيزيد من صعوبة المواجهات على الفريق الأهلاوي في الدوري، ففي الجولة المقبلة سيواجه الرائد في جدة، ثم العروبة في الجوف والفصيلي على أرضه، وثم يستقبل الفتح والتعاون في جدة، وفي الختام بالنسبة للأهلاويين سيكون نارياً ففي حال تمكنهم من تحقيق اللقب فإن ذلك يجب أن يكون من بوابة غريمهم التقليدي نادي الاتحاد في مواجهة لن تقبل أنصاف الحلول.
وحتى في حال تمكن الفريق الأهلاوي من تحقيق الانتصارات في المباريات الست المتبقية له في دوري عبداللطيف جميل إلا أن الأمر لن يكون كافياً أبداً بالنسبة له، فهو يحتاج لهدية من خصوم نادي النصر في الجولات المقبلة حيث إنه وفي حال تحقيقه للعلامة الكاملة إلا أن الدوري سيعتمد على أقل تقدير على فقدان النصر لنقاط مباراة واحدة على الأقل وإن كان ذلك بالتعادل، حينها سيكون كفيلاً بتتويج الأهلي بلقب دوري عبداللطيف جميل السعودي للمحترفين، إلا أن خسارة أي نقطة للأهلاويين قد تعني تغيراً كبيراً في حظوظه بتحقيق اللقب فهي تعني أن الفريق الأهلاوي سيكون حينها محتاجاً لتعثر آخر للنصر وهو الأمر الذي تبقى فرصة حدوثه رغم صعوبتها مرهونة بنتائج فرق أخرى.
الاتحاد وعودة الأمل
يبدو أن فوز الأهلي الأخير على نظيره نادي النصر لم يشكل خدمة له فحسب، بل إنه أعاد نادي الاتحاد للمنافسة، وذلك من خلال تقلص الفارق في الترتيب بين نادي الاتحاد ونظيره نادي النصر المتصدر إلى ست نقاط، وبين الاتحاديين ونادي الأهلي إلى أربع نقاط في ظل تبقي ست جولات في الدوري، وهو ما يعني أن الفرصة ما زالت متاحة للاتحاديين لتحقيق الفوز بلقب الدوري في موسم كانت الجماهير الاتحادية هي العلامة الأبرز في دوري عبداللطيف جميل وتأرجح خلاله الفريق الاتحاد بمستوياته كثيراً.
الفريق الاتحادي وبالرغم من أن حظوظه في المنافسة ما زالت قائمة خاصة اذا واجه المتصدر نادي النصر ووصيفه النادي الأهلي، إلا أن مواجهاته المتبقية في دوري عبداللطيف جميل هي الأصعب بين الفرق الأربعة التي تمتلك فرصة لتحقيق اللقب، فالاتحاد سيفتتح المتبقي من مشواره في دوري بمواجهة ستحدد مصيره في المنافسة وذلك عندما يلتقي النصر في ملعب مدينة الملك عبدالله الرياضية بجدة، وفي حال تحقيقه الفوز فإنه سيتمكن من الاقتراب من صدارة الترتيب، حيث يتقلص الفارق بينه وبين نادي النصر إلى ثلاث نقاط، وسيواجه بعد ذلك هجر في الأحساء، ثم الهلال في الرياض، ويستقبل التعاون في جدة، ثم يرحل للرياض لملاقاة الشباب، ويختتم مشواره بمواجهة الأهلي وهي المواجهة التي قد تكون ذات أهمية كبرى في الدوري.
الاتحاد يحتاج لتحقيق الدوري إلى الفوز على متصدر الترتيب نادي النصر في المواجهة التي ستجمهما في الجولة الحادية والعشرين بفارق هدفين أو أكثر، وكذلك إلى خسارة أخرى لنادي النصر ليتساوى معه نقطيًا، كما أن هذا الأمر لوحده لن يكون كافياً، فهو سيحتاج أيضاً إلى تعثر الأهلي بالتعادل على الأقل ومن ثم عليه أن يحقق الفوز عليه في الجولة السادسة والعشرين والأخيرة من دوري عبداللطيف جميل ليتمكن في حال توافر كافة هذه العوامل من تحقيق الدوري.
آمال ضعيفة
يعد نادي الهلال صاحب الحظوظ الأصعب بتحقيق الدوري وهو يحتل المركز الرابع في الترتيب برصيد إحدى وأربعين نقطة وبفارق سبع نقاط عن المتصدر نادي النصر وخمس نقاط عن صاحب المركز الثاني الأهلي.
الهلال سيخوض ست مواجهات بدءًا من التعاون في القصيم ثم الفيصلي في الرياض، ويستقبل الاتحاد في الرياض، ثم يتجه إلى القصيم مرة أخرى لمواجهة الرائد، فيخوض المواجهة الأهم في حال محافظته على حظوظه بالمنافسة أمام نادي النصر، وهي المواجهة التي سينتظر الأهلاويين نتيجتها كثيراً لتأثيرها الكبير والمتوقع على حظوظهم بتحقيق اللقب، ثم يختتم مشواره بمواجهة هجر في الرياض.
ليتمكن الهلال من تحقيق اللقب فهو يحتاج لثلاث أمور، أولها تعثر النصر بخسارتين (إحداها في مواجهة الفريقين) وتعادله في مواجهة ثالثة، والأمر الثاني هو أيضاً خسارة الأهلي لمواجهتين من مواجهاته وسيكون الأمر مرهونًا حينها بفارق التسجيل في مواجهات الفريقين وفارق الأهداف لكليهما في الدوري أو أن يتعثر الأهلي في مواجهة ثالثة، كما سيكون على الفريق الهلالي أيضاً النظر لنتائج صاحب المركز الثالث الاتحاد إلا أن نتيجة هذا المركز ستكون بيد الهلاليين أنفسهم كون الفارق بين الفريقين نقطة واحدة وفوز الهلال على الاتحاد سيعني تخطيه له في الترتيب.