أظهرت تقارير نفطية ان العرض والطلب على النفط من المحتمل أن يتأثر بالقلاقل في ليبيا وعدد الحفارات الأمريكية العاملة وخطط الإنتاج لمنظمة أوبك وفرص التوصل إلى اتفاق نووي مع إيران، إلا أن الآونة الأخيرة شهدت ترقبا عن كثب من تجار النفط للمستثمرين الأفراد.
حيث ضخ المستثمرون وصناديق التحوط مليارات الدولارات في منتجات المؤشرات عندما بلغ تراجع السعر مداه العام الماضي مراهنين على عودة النفط للارتفاع بعد خسائره الطويلة وهو ما قدم دعما لم يكن متوقعا ساعد في استقرار الأسعار.
وعندما تزايدت المخاوف بشأن الطاقة التخزينية للولايات المتحدة تمسك المستثمرون برأيهم تجاه هبوط الأسعار مبررين ذلك بعبارة «ربما يكون قد بلغ منتهاه وضخوا مزيدا من السيولة في المنتجات المالية المعززة بالعقود الآجلة للنفط».
وأكدت التقارير ان ثمة خطر من تصفية رهاناتهم لتعاود أسعار النفط انحدارها بسبب احتمال أن تتراجع الأسعار الفورية بينما يؤدي شح الطاقة التخزينية إلى ارتفاع تكاليف عقود التسليم الآجل كما حذر بعض المتعاملين في السوق من أن حدوث ذلك قد يدفع الخام الأمريكي صوب 20 دولارا من حوالي 47 دولارا حاليا.
ووفقا لبيانات من مورننج ستار لأبحاث الاستثمار تنامت حيازات منتجات المؤشرات منذ مطلع العام ولاسيما عالية الاستدانة منها مثل صندوق «فيلوسيتي شيرز ثري إكس» للمراكز الدائنة في النفط الخام.
ويظهر تحليل رويترز لبيانات التدفقات الأسبوعية أن المستثمرين يعززون المراكز في عدد من صناديق الشراء بينما أخذوا يقلصون المراكز المدينة على مدى الأسابيع الأربعة الأخيرة.
وفي الوقت الحالي يحوز صندوق «يو.اس.أو» النفطي الأمريكي وهو من أشهر تلك المنتجات 60 ألفا من العقود الآجلة للنفط الخام بزيادة أكثر من 10% عن المراكز المفتوحة في عقد الخام الأمريكي ببورصة نيويورك التجارية.
لكن في ظل ارتفاع تكلفة التسليم الآجل قياسا إلى السعر الفوري فإن المستثمرين يتحملون تكاليف إضافية عند تجديد العقود من شهر إلى شهر بينما ينتظرون انتعاش السوق وعندما جدد صندوق «يو.اس.أو» في وقت سابق هذا الشهر مراكزه فإن العقد الجديد تكلف حوالي 1.70 دولار الأمر الذي أدى عمليا إلى تقلص حيازات المستثمرين، ويبدأ التجديد التالي للصندوق في السابع من ابريل نيسان.
وقال مدير المحفظة لدى صندوق بون بيكنز ديفيد ميني إنه إذا عجز المستثمرون عن المحافظة على مراكزهم مستغلين تذبذبات الأسعار فإنهم قد يخرجون خروجا جماعيا مما سيضغط على السعر، وأعتقد أنه بدرجة ما على الأقل سنرى بعض أصحاب المراكز الغارقة يرفعون الراية البيضاء.