بارك عدد من المتخصصين في المجال الشرعي عملية "عاصفة الحزم" التي انطلقت بأمر خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، القائد الأعلى لكافة القوات العسكرية "حفظه الله"، بمشاركة دول عربية وإسلامية، من أجل إغاثة الشعب اليمني المسلم من ظلم واستبداد ميليشيات الحوثي، داعين إلى الوقوف خلف ولاة الأمر والدعاء لهم وللرجال البواسل في الجبهة بالتوفيق والسداد.
وقالوا: إن ما حل بالأمة يصفه الفقهاء بالنازلة التي استوجبت وقوف المسلم إلى جانب أخيه المسلم وتلبية استغاثته، امتثالا لقول الله تعالى: "إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ"، وقول المصطفى محمد «صلى الله عليه وسلم»: «مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالحمى والسهر». محذرين من الاستماع لمحاولات الحاقدين الذين يودون زعزعة أمن الوطن، وتشتيت أبنائه، وفك لحمته.
نخوة المسلم
وأكد الأمين العام للهيئة العالمية للإعجاز العلمي في القرآن والسنة، الدكتور عبدالله بن عبدالعزيز آل مصلح، أن ما قامت به المملكة والدول العربية والإسلامية في التعاون لرد العدوان الحوثي على المسلمين في اليمن، يأتي من باب نخوة المسلم الذي يعين المنكوب في محنته.
وقال: كم من امرأة ثكلى، وكم من شيخ هرِم، وكم من أرملة، وكم صرخة طفل دوت في محافظات ومدن اليمن نتيجة البطش الحوثي الذي قلب اليمن رأسا على عقب، لتأتي بفضل الله تعالى شهامة العرب والمسلمين من أجل وقف هذه الكوارث التي تُرتكب بحق إخوة لنا في اليمن دون وجه حق، وتلبية لندائهم بأن ننقذهم.
وأضاف: إن الضربة الجوية التي تعرض لها البغاة الحوثيون كانت موفقة بحمد الله تعالى، سائلا الله تعالى أن يدحر استبدادهم، وأن يبعد عن الأمة فسادهم وفساد من يقف خلفهم.
جماعات إرهابية
ومن جهته، قال أستاذ السياسة والشريعة والأنظمة المقارنة في كلية الآداب والعلوم الإنسانية بجامعة الملك عبدالعزيز والمحكم القضائي المعتمد لدى وزارة العدل، الدكتور حسن بن محمد سفر: إن ما حل بالأمة الآن يصفه الفقهاء بـ"النازلة" التي تسبب فيها ثلة من الجماعات الإرهابية الحوثية في اليمن هدفت للانقلاب على السلطة الشرعية في بلادهم، وشق عصا الطاعة، بمساعدة جهة خارجية باغية لا تقصد الخير لأهل اليمن ومن جاورهم، بل تدعم البغاة للخروج بالسلاح على سلطة الإمام في الدولة المعقودة له البيعة.
واجب شرعي
وأشار إلى أن الوقوف مع الشعب اليمني في محنته من الواجبات الشرعية التي دعانا إليها الله «سبحانه وتعالى»، ولا سيما أن قيادة اليمن وشعبها قد استغاثت بالمسلمين، مستشهدًا بقول الله تعالى: "وَإِنِ اسْتَنْصَرُوكُمْ فِي الدِّينِ فَعَلَيْكُمُ النَّصْرُ إِلَّا عَلَى قَوْمٍ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ مِيثَاقٌ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ".
رفع الظلم
وأكد أن الموقف السعودي العربي الإسلامي في اليمن من المواقف الشرعية الصحيحة التي تستوجب رفع الظلم عن المسلمين وإغاثتهم ونصرتهم على الحوثيين الذين رفضوا لغة الحوار الذي بادر به خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز "وفقه الله"، من أجل رأب صدع الأطياف اليمنية، وكابروا حتى استفحل الأمر وأصبح الجَلد خطيرًا، ما دعا المملكة إلى أن تمدّ يد العون لمن استغاث بها، وتدافع عن أراضيها.
ردة فعل
وبدوره، قال وكيل جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية لشؤون المعاهد العلمية الدكتور إبراهيم بن محمد الميمن: إن "عاصفة الحزم" هي ردة فعل شرعية لتلبية استغاثة جار عزيز تسلّط عليه الحوثيون القتلة وهددوا أرضه وأرعبوا أهله، وطمعوا في الوصول إلى المملكة، وإفساد المنطقة تلبية لتوجيهات خارجية حاقدة على الأمة الإسلامية ولحمة جماعتها، وتريد أن يؤدي غيرها الحرب بالوكالة في المنطقة.
نصرة المظلوم
وأكد أن عاصفة الحزم تؤدي دورها الشرعي الإنساني في دفع الضرر عن أهل اليمن، ونصرة المظلوم، وهي من آيات الجهاد، ومن أعظم مقاصده مستدلًا بقول الله تعالى: (أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللَّهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ بِغَيْرِ حَقٍّ إِلا أَنْ يَقُولُوا رَبُّنَا اللَّهُ)، وأضاف: إن من الواجب الآن تقدير هذه الوقفة التاريخية، والوقوف صفا واحدا خلف القيادة، والحذر من أصابع الفتنة التي تنشر الأراجيف، وتحمّل المسؤولية كاملة مع ولاة أمرنا، والبُعد عن نشر كل ما يسمع ويقال امتثالا لقوله تعالى: "وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِنَ الْأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ"، وأن يخلص الجميع في الدعاء لولاة أمرنا ورجالنا في الجبهة، بأن ينصرهم الله على من عاداهم.
حق شرعي
وأبان من جهته، المتخصّص في الدراسات الإسلامية بكلية التربية في جامعة الملك سعود الدكتور عبدالرحمن بن معاضة الشهري، أن "عاصفة الحزم" هي حق شرعي للدفاع عن الشعب اليمني ودعم سلطته الشرعية، مبينًا أن اليمن الآن في أمس الحاجة لمن يقف معه ضد هذه الشرذمة التي تريد الفساد في الأرض تلبية لمصالح خارجية لا يهمها إلا النيل من الإسلام والمسلمين.
خطابات رنانة
وحذر الدكتور الشهري من الانسياق وراء الخطابات الرنانة التي يستخدمها أعداء اليمن من أجل التضليل على الرأي العام بأساليب وإسقاطات يدّعون أنها شرعية، وهي أبعد ما يكون عن ذلك، حيث يريدون أن يلوون عنق الحقيقة من أجل زرع الفتنة بين أبناء الأمة، ويشتتوا انتباههم نحو الفظائع التي يرتكبها الحوثيون وأتباعهم، ليواصلوا طغيانهم في الأرض.
عناية بالجار
أما وكيل جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية لشؤون الطالبات الدكتور عبدالعزيز بن عبدالله الهليل، فقد قال: إن الله تعالى أوصى بالإحسان إلى الجار في كتابه العزيز، فقال تعالى: "وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُب"، كما أوصى رسول الله «صلى الله عليه وسلم» بالجار، وأمر بإكرامه مستشهدا بحديث أبي هريرة «رضي الله عنه» عن رسول الله «صلى الله عليه وسلم» قال: "من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم جاره". مبينًا أن هذه الأدلة تؤكد وجوب العناية بالجار ومساعدته وإعانته إذا احتاج إلى العون والمساعدة.
قيادة شرعية
وأشار إلى أن الملك سلمان بن عبدالعزيز استجاب لطلب القيادة الشرعية في اليمن بمساعدتها وإعانتها على الانقلابيين الإرهابيين الذين حولوا بلاد اليمن الآمنة إلى فوضى عارمة، لا يأمن الناس فيها على نفسه ولا عرضه ولا ماله، وهي بلد جار ومسلم يبنغي الوقوف معها، وانطلق - أيده الله - من قول الله تعالى: "وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا فَإِنْ بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الأُخْرَى فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إِلَى أَمْرِ اللَّهِ".
بلد الحرمين
وأضاف: إن المملكة العربية السعودية هي بلد الحرمين الشريفين، ومهبط الوحي، ومنبع الرسالة، وشرفها الله تعالى برعاية وخدمة الحجاج والمعتمرين، وأوجب عليها المحافظة على أمنها، والضرب بيد من حديد على كل من تسول له نفسه المساس بأمنها واستقرارها، حيث لا يزال المفسدون الإرهابيون من كل المعتقدات يحاولون المساس بأمن هذا البلد وتهديد استقراره.
وأكد أن الطائفة الحوثية بغت وأفسدت وانتهكت الحقوق وأشاعت الفوضى في بلاد اليمن وهددت أمن واستقرار البلدان المحيطة به، ولم تقبل النصح والصلح والحوار، فلم يبق إلا التعامل معها بالحزم والقوة.