واصلت عملية "عاصفة الحزم" الموجهة ضد المتمردين الحوثيين في اليمن غاراتها بكثافة أمس السبت استهدفت بطاريات صواريخ في مطار صنعاء ومواقع عسكرية شرق صنعاء وغربها وجنوبها، في ثالث أيام العملية العسكرية وسط ترحيب عربي ودولي كبير ظهر جليا خلال القمة في شرم الشيخ بمصر.
وأوضح سفير خادم الحرمين الشريفين لدى الولايات المتحدة الأمريكية عادل الجبير أن دولاً عدة ترغب في الانضمام إلى تحالف "عاصفة الحزم" التي تهدف إلى إعادة الأمن والاستقرار والازدهار لليمن.
وقال -في رد على سؤال لوكالة الأنباء السعودية عقب خروجه من وزارة الخارجية الأمريكية، حول انضمام دول أخرى للتحالف-: "إن دولاً أخرى عبرت عن رغبتها في المشاركة في التحالف ويجرى الآن محادثات بهذا الخصوص معهم".
وأكد الجبير أن التحالف مبني على شرعية دولية وعلى طلب من الرئيس الشرعي واستجابة للشرعية في اليمن وعلى مبادئ الدفاع عن النفس المنصوص عليها في المادة (51) من ميثاق الأمم المتحدة وكذلك آلية الدفاع الجماعي لميثاق جامعة الدول العربية.
وأوضح أن دول التحالف تعمل على حماية الحكومة والشعب اليمني، إلى جانب مصلحة اليمن وأمنها واستقرارها وضمان عدم وجود ميليشيا مسلحة في اليمن تمتلك صواريخ بالستية وأسلحة ثقيلة وطيرانا حربيا، مؤكداً أنه يجب أن يكون اليمن آمناً ومستقراً ومزدهراً.
وأشار في إجابة على أسئلة لعدد من الصحفيين حول الحل السياسي في اليمن إلى أن الكل يريد الحل السياسي في اليمن، وقال: "حاولنا مراراً وتكراراً على مدى سنوات أن نصل إلى حل سياسي وبالفعل كان هناك اتفاق على مرحلة انتقالية وخارطة طريق، ولكن في كل مرحلة كانت جماعة الحوثي تعارض وتنكث بكل الاتفاقات التي عقدتها وحركوا قواتهم وواصلوا سعيهم الحثيث من أجل الاستيلاء على البلد باستخدام وسائل العنف واستولوا على العاصمة اليمنية صنعاء واستولوا على المؤسسات الأمنية وواصلوا التوسع في احتلالهم للمدن".
وأضاف: "كنا نأمل أن يكون الحل سياسيا وسلميا إلا أن الحوثيين في الواقع وعبر الإجراءات التي اتخذوها هم الذين دفعوا وبقوة المجتمع الدولي أن يتدخل بشكل عسكري".
وأكد أن العملية العسكرية قائمة الآن، وبإذن الله تعالى سيتم القضاء على هذه الجماعة المسلحة وفتح المجال للحل السلمي والسياسي في اليمن لكل الأطراف.
وحول مباحثاته مع المسؤولين في الخارجية الأمريكية، أوضح أن علاقات المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة الأمريكية جيدة، مشيراً إلى أن الولايات المتحدة دعمت جهود المملكة والتحالف ضد المتمردين الحوثيين ودعم الشرعية والاستقرار في اليمن.
وقال: "إن الولايات المتحدة كانت من أوائل الدول التي أعلنت وبقوة دعمها للعمليات العسكرية في اليمن وتقدم المساندة السياسية واللوجستية، ونحن سعداء للغاية بمستوى الدعم والتعاون بين المملكة والتحالف والولايات المتحدة الأمريكية".
انفجارات في صنعاء
وأفاد شهود عيان أن انفجارات دوت لليلة الثالثة على التوالي حول صنعاء حيث بدت الغارات الأكثر كثافة منذ بدء العملية العسكرية.
وقالت سيدة أجنبية تعمل لمنظمة إنسانية: "كانت ليلة من القصف الكثيف"، موضحة ان "الزجاج اهتز". وأضافت: إن "كثيرين يريدون الرحيل لكن ليست هناك طائرات لمغادرة اليمن".
وقال مصور من وكالة فرانس برس: إن عمليات القصف استمرت طوال الليل وتوقفت حوالي الساعة السادسة (3,00 تغ).
وفي عدن، يبدو ان حالة الفوضى تزداد أكثر فأكثر مع اشتباكات للمتمردين وافراد "اللجان الشعبية" المعادية للحوثيين في عدد كبير من الاحياء. وقد قتل ثمانية اشخاص في حرم مطار عدن.
وقال شهود عيان: إن مسلحين يفرضون سيطرتهم في هذه المدينة ويمنعون حركة السير عبر قطع الطرق بكتل من الحجارة وجذوع الاشجار.
وكانت المملكة قد أطلقت عملية "عاصفة الحزم" دعما للرئيس اليمني عبدربه منصور هادي الذي يحظى باعتراف المجتمع الدولي وكاد يجبر على ترك عدن بعد تقدم الحوثيين باتجاه هذه المدينة الجنوبية الكبيرة.
استهداف مستودع أسلحة
وقال شهود: إن انفجارات هزت أكبر مستودع للأسلحة في مدينة عدن أمس السبت وتصاعدت ألسنة اللهب والدخان في سماء المدينة اليمنية الجنوبية.
وشاهد مراسل من رويترز النار وانفجارات في مجمع جبل حديد القريب من ممتلكات سكنية وتجارية، ولم ترد أنباء فورية عن وقوع خسائر.
وكان سكان أفادوا بوقوع أعمال نهب في المستودع خلال الأيام القليلة الماضية، فيما يحارب مقاتلون حوثيون قوات موالية للرئيس عبد ربه منصور هادي للسيطرة على عدن أكبر مدن جنوب اليمن.
النزاع المسلح يقتل 54 يمنيا
قتل 54 شخصا على الاقل وأصيب 187 آخرون بجروح منذ ثلاثة ايام في المعارك بين فصائل مسلحة متنازعة في عدن، كما أعلن مدير مكتب الصحة في هذه المدينة الكبيرة في جنوب اليمن أمس السبت.
وقال الخضر الأصور استنادا الى حصيلة مؤقتة: "سقط 54 قتيلا على الاقل و187 جريحا في مواجهات مسلحة" منذ الخميس بين لجان الدفاع عن الاحياء والمسلحين الحوثيين الذين برزوا في شوارع عدن.
الدعم الأمريكي
فيما أكدت الولايات المتحدة دعمها للعملية العسكرية بعد أن أعلنت عن تقديم دعم لوجستي، جاء اتصال الرئيس الامريكي باراك اوباما أول أمس الجمعة بخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز ليؤكد دعم الولايات المتحدة للعملية العسكرية، كما أعلن البيت الابيض.وقالت المتحدثة باسم مجلس الامن القومي الامريكي برناديت ميهان في بيان: إن اوباما "جدد التأكيد على متانة الصداقة بين الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية، وشدد على دعم الولايات المتحدة للتحرك الذي تقوم به السعودية ودول مجلس التعاون الخليجي ودول اخرى ردا على الطلب الذي تقدم به الرئيس هادي ودعما للحكومة الشرعية في اليمن".
وأضافت: إنهما اتفقا على ان "الهدف المشترك هو التوصل لاستقرار مستديم في اليمن ترعاه الامم المتحدة وتشارك فيه كل الاطراف، كما تنص عليه مبادرة دول مجلس التعاون الخليجي".
وفي إطار الدعم اللوجستي، أنقذت القوات الامريكية ليل الخميس الجمعة طيارين تابعين للقوات الجوية الملكية السعودية من مياه خليج عدن بعدما قفزا من طائرتهما الحربية، وهي من طراز اف-15، قبالة سواحل اليمن، وتم إنقاذ الطيارين "بالتعاون مع الجانب الامريكي"، بعد أن أصيبت طائرتهما بـ"عطل فني".وتشارك في العملية أربع دول خليجية أخرى (الامارات العربية والبحرين وقطر والكويت) إلى جانب مصر والسودان والمغرب.
وفي لندن، أعلن وزير الخارجية البريطاني فيليب هاموند أول أمس الجمعة ان بلاده ستقدم مساعدة تقنية الى التحالف في تدخله العسكري في اليمن في اطار العلاقات العسكرية الوثيقة بين المملكة العربية السعودية والمملكة المتحدة. وقال: "سنقدم كل ما يمكننا لعملية السعوديين ومجلس التعاون الخليجي، لكننا لن نشارك في عمل عسكري".