تعتبر عاصفة الحزم نقطة تحول في تاريخ المنطقة، أطلقها الملك سلمان لرد الحق لأهله، ولحماية الوطن من عدوان سافر على حدود الوطن.. إنها عاصفة مدمرة لأعداء الإسلام ومن يقف وراءهم، ورادعة لأطماع المغامرين الذين لا يعون نتائج حماقاتهم، فاعتدوا على السلطة الشرعية في بلادهم، وقفزوا على القوانين والأعراف الدولية، وتجردوا من دينهم عندما طالت جرائمهم حتى بيوت الله، ليهدموها على رؤوس المصلين، وقد جاءت عاصفة الحزم، بعد أن استنجد الرئيس اليمنى بإخوانه في دول الخليج العربية، فكانت الاستجابة لهذا النداء انطلاق عاصفة الحزم التي ساندها التحالف الخليجي، ثم العربي والإسلامي الواسع، وفي هذا العمل البطولي رد على حماقات الحوثيين وجرائمهم في اليمن، وردع لاعتداءاتهم على الحدود السعودية المتكررة، ودفاع عن النفس بعد الجرائم التي ارتكبها الحوثيون، وهم يعيشون وهما كبيرا قادتهم إليه إيران، التي دأبت على تجييش أتباعها في الدول الأخرى، لافتعال حروب بعيدة عن أراضيها، لتقطف ثمار بعد ذلك رعونة وتهور من باعوا وطنيتهم وأوطانهم للشيطان، مقابل تحقيق مكاسب شخصية تعود عليهم في النهاية بالخسران المبين، كما هو حال التواجد الإيراني في لبنان وسوريا والعراق، وأخيرا اليمن التي ظن الإيرانيون أنها ستشكل رأس حربة ضد جارتها الكبرى، كما ستضمن السيطرة على مضيق باب المندب، وهي قراءة غبية لواقع لا يمكن تجاهله، وهو أن جميع الدول المطلة على البحر الأحمر لا يمكن أن تقبل بهذه الحالة الشاذة التي تريد إيران فرضها على أرض الواقع.
الحوثيون بأموال إيران، وأموال الرئيس المخلوع علي عبدالله صالح ليسوا سوى مرتزقة أغرتهم المكاسب المالية والمناصب الموعودة، ودفعهم الانتقام من خصومهم اليمنيين، ليشكلوا حالة شاذة، ومرضا خبيثا في جسد اليمن، لا بد من استئصاله، حتى لا تستشري عدواه لتمتد إلى بقية أرجاء اليمن والدول المجاورة لها، وهذا هو الحلم الفارسي القديم الجديد، الذي يهدف لابتلاع كل دول الخليج، والسيطرة على ثرواتها، ونشر المعتقدات الخبيثة والمشوهة في ربوعها، مستغلة في ذلك فئات ضالة، تشكل طابورا فارسيا خامسا في دول المنطقة، وهو الأمر الذي لم يغب عن أذهان العرب والمسلمين، وخاصة في دول الخليج العربية المستهدفة بشكل مباشر ومعلن من صناع السياسة الفارسية، بمخططاتهم واطماعهم التي لم تعد خافية على أحد.
وقد أثبتت عاصفة الحزم أن القرارات المصيرية لدول الخليج هي بيد قادتها، وليست بيد أي جهة خارجية، كما أثبتت أن أبناء الخليج هم أشد تلاحما وتآلفا وتكاتفا في الأزمات، وأن القوة الخليجية الضاربة تفوق في قدراتها ما تملكه إيران من قوات ممزقة، أنهكتها الحروب في لبنان وسوريا والعراق، وأخيرا في الأحواز التي بدأت ملامح استقلالها تلوح في أفق الواقع العربي الرافض للسيطرة الفارسية، بقمعها الدائم لمواطنيها العرب، فالأحواز العربية بدأت بقوة وثبات خطواتها في طريق التخلص من السيطرة الفارسية البغيضة.
عاصفة الحزم أثبتت أيضا أن التحالف العربي والإسلامي لا يمكن المساومة عليه، كلما دعت الحاجة لنصرة الدين الحنيف، وأن هذه الأمة الخالدة زاخرة بالخير، رغم عقوق بعض أبنائها وخروجهم على الإجماع الذي هو وسيلة نصرهم على كل القوى الخارجية، التي لا تريد خيرا بالإسلام والمسلمين، فجاءت عاصفة الحزم لتعيد الثقة إلى هذه الأمة، وتؤكد قدرتها على تطويق وتفكيك وتدمير كل القوى المعادية والمتآمرة عليها.
لقد جنى الحوثيون على أنفسهم بعد أن رفضوا كل فرص الحوار، فارتكبوا حماقة التحدي والتعدي ليقعوا في مصيدة التخاذل الإيراني، والعاجز حتى عن إخراج خبرائه من اليمن بعد أن احاطت بهم نيران طائرات عاصفة الحزم، فعصفت بهم وألحقت بهم هزيمة منكرة ما بعدها هزيمة، هزيمة لن تقوم للحوثيين بعدها قائمة، بعد أن دكت تحصيناتهم على الأرض، ولم يبق سوى متابعة اجتثاثهم بمطاردات أرضية يمنية محكمة، تعيدهم إلى جحورهم في أنفاق الجبال، وهذا هو المكان اللائق بهم.