أعلن الرئيس الأمريكي باراك اوباما السبت ان الدبلوماسية هي الخيار الافضل للتعامل مع طهران في ما يتعلق ببرنامجها النووي، وذلك بعد يومين من اعلان التوصل الى اتفاق اطار بين ايران والدول الكبرى.
وطمأن أوباما الأمريكيين على أن اتفاق الإطار النووي الجديد مع إيران «اتفاق جيد» بينما سعى إلى حشد التأييد الشعبي للانفراجة الدبلوماسية التي يعارضها كثيرون في الكونجرس.
وبعد يوم من إجراء اتصالات هاتفية بكبار المشرعين الأمريكيين بهدف حشد التأييد للاتفاق روج أوباما لفكرة أن الاتفاق سيضمن أن خصم واشنطن منذ أمد بعيد لن يكتسب سلاحا نوويا.
وقال أوباما في كلمة أسبوعية عبر الإذاعة والإنترنت امس: «إنه اتفاق جيد... اتفاق يفي بأهدافنا الأساسية بما في ذلك وضع قيود صارمة على البرنامج الإيراني وقطع كل طريق قد تسلكه إيران لتطوير سلاح نووي».
وأضاف: «هذا الاتفاق يمنع إيران من الحصول على البلوتونيوم اللازم لعمل قنبلة. انه يغلق الطريق أمام تصنيع إيران قنبلة باستخدام اليورانيوم المخصب».
ويأمل البيت الأبيض أن يساعد دعم الشعب الأمريكي لجهود المفاوضات في التأثير على المشرعين المتشككين. وسيقوم الرئيس ومسؤولون بالإدارة بحملة صعبة للترويج للاتفاق في الأسابيع والأشهر المقبلة.
وقال البيت الأبيض إن أوباما انتهى من إجراء اتصالات هاتفية بحلول بعد ظهر الجمعة مع رئيس مجلس النواب الجمهوري جون بينر، وكذلك زعيمة الديمقراطيين في مجلس النواب نانسي بيلوسي وزعيم الأغلبية في مجلس الشيوخ الجمهوري ميتش ماكونيل وزعيم الديمقراطيين في مجلس الشيوخ هاري ريد.
وفي كلمته أشار أوباما إلى أن الاتفاق سيلزم إيران بالخضوع لعمليات تفتيش والشفافية لسنوات عديدة.
وقال أوباما «هذا اتفاق طويل الأمد بقيود صارمة على برنامج إيران لأكثر من عقد وبإجراءات شفافية لم يسبق لها مثيل تستمر 20 عاما أو أكثر». واتفاق الإطار الذي تم التوصل إليه يوم الخميس بعد ثمانية أيام من المحادثات بين إيران والقوى الست في سويسرا يمهد الطريق امام التوصل إلى اتفاق نهائي يبدد المخاوف الغربية من أن إيران قد تكتسب القدرة على صنع قنبلة نووية. وفي المقابل سيشمل الاتفاق رفع العقوبات الاقتصادية المفروضة على طهران.
ويسعى المفاوضون إلى التوصل لاتفاق نهائي بحلول نهاية يونيو. وأشار أوباما إلى أن مفاوضات التوصل لاتفاق نهائي لا تزال عرضة للانهيار.
وقال أوباما: «النجاح غير مضمون.. لكن اليوم لدينا فرصة تاريخية لمنع انتشار الأسلحة النووية في إيران، وأن نفعل ذلك بطريقة سلمية ومن خلفنا المجتمع الدولي بحزم».
وفي سياق متصل ذكر تقرير صحفي ان الولايات المتحدة قامت خلال المفاوضات النووية مع ايران، بتحسين قنابلها الاكبر لاختراق الغرف الحصينة تحت الارض اذا دعت الحاجة لشن هجمات على المنشآت النووية الايرانية.
وذكرت صحيفة «وول سترت جورنال» ليلة الجمعة ان مسؤولين بوزارة الدفاع الامريكية أمروا بإعادة تصميم القنبلة بينيتريتور الضخمة التي تزن 13 الفا و608 كيلوجرامات في عام 2013، بسبب المخاوف بأنها لم تكن قوية بالقدر الكافي لاختراق بعض المنشآت الإيرانية الاكثر تحصينا.
وأضافت الصحيفة ان اختبار السلاح الجديد الذي يشمل نظام توجيه محسن اضافة الى تحديث قوة النيران جرى مؤخرا في شهر يناير من العام الحالي.
وتابعت ان المحتمل ان يتطلب شن هجوم إلقاء قنبلتي بنيتريتور على موقع مستهدف في تتابع سريع لاختراق وتدمير الموقع، مشيرة الى ان نظم التوجيه من شأنها ان تمنع العدو من التشويش على الاشارات الخاصة بتوجيه القنابل لإبعادها عن مسارها.
وترددت تقارير ان المسؤولين الامريكيين واثقون الآن من ان هذا السلاح يمكن استخدامه بنجاح ضد المنشآت النووية الإيرانية والكورية الشمالية إذا دعت الحاجة الى ذلك.
وصرح مسؤول أمريكي رفيع المستوى، لم يتم تسميته، للصحيفة «البنتاجون يواصل التركيز على ان يكون قادرا على تقديم خيارات عسكرية بشأن ايران اذا دعت الحاجة الى ذلك.. ما زلنا نتابع الموقف عن كثب وتركيز».
غير ان مسؤولين امريكيين أشاروا الى ان شن هجوم ضخم ومدمر ضد المنشآت النووية الايرانية يمكن فقط ان يعيد البرنامج النووي الايراني الى الوراء سنوات قليلة على اقصى تقدير.