غيّب الموت أحد أقدم وأعرق الرياضيين في المنطقة الشرقية، بعد معاناة مع المرض، إذ ودع رياضيو الشرقية أحد الرجال الذين ساهموا في الكثير من التقدم الرياضي من حقبة السبعينيات الى يوم مماته، أحد الأشخاص الذين كرسوا حياتهم ما بين أسوار نادي الخليج بسيهات، الذي كان يعتبره بيته الأول منذ نشاطه الطلابي في (الكشافة) إلى لاعب، ومروراً بعدة مناصب ادارية في مجالس ادارات نادي الخليج. الأستاذ حسن بن عبدالله هلال (أبو عادل) رحمه الله، عمل كنائب رئيس مجلس إدارة نادي الخليج، وعضو هيئة أعضاء الشرف بالنادي ومشرف رياضي وتقلد الكثير من المناصب الادارية.
الهلال خدم النادي قرابة 38 عاماً، أي ما يعادل ثلاثة عقود وأكثر، فقد لعب في نادي النسر (الخليج حالياً) وهو أحد أعرق الأندية في السبعينيات، كما تواجد في عهد إدارة أحمد المعلم (رحمه الله)، وفي عهد ادارة الرمز الخلجاوي محمد المطرود، وفي عهد إدارة المهندس عبدالله السيهاتي، عرف عنه تفانيه في العمل وفي خدمة النادي والمجتمع، فقد كان محبوباً من الجميع لدماثة أخلاقه وحسن تعامله مع الصغير قبل الكبير.
حسن هلال كان أحد المعارضين وبشدة لمجلس ادارة نادي الخليج في عهد المرحوم أحمد المعلم، وكان لحنكة الأخير ان دعا المرحوم حسن هلال للانضمام لمجلس ادارة نادي الخليج، إذ يعتبر هذا الموقف هو نقطة تحول في حياة «أبو عادل»، وحول معارضته حلولاً و آراء للنهوض بالألعاب المختلفة وكرة القدم، بل ان علاقته أصبحت أكثر قوة مع المرحوم «أبو نبيل» وكانا ملازمين لبعضهما خلال تلك الفترة.
أبو عادل امتلك قلوب الخلجاويين كافة، فقد كان بالنسبة لهم موسوعة رياضية ملمة بجميع اللوائح والأنظمة، ولم يدخل الخليج إبان تواجده في النادي في أي مشكلة؛ نظرا لمقدرته الفائقة على إيجاد الحلول، فقد عمل بصمت لجميع الألعاب، وكان يعمل أكثر من 12 ساعة يومياً، واعتاد هلال على تلقي اللوم من البعض؛ لأنه كان يمتاز بعدم مجاملته أيأ كان، حيث كان يؤثر مصلحة النادي على أي شخص، فقد كان يسعى لهدف واحد وهو خدمة سيهات والخليج، ولم يجامل أحدا في سبيل خدمة الخليج.
المرحوم حسن هلال كان أول منصب اداري يتقلده في نادي الخليج (مشرف رياضي) واستطاع ان يذلل كل العقبات التي كانت تواجه الالعاب واللاعبين، وتبنى مسؤولية ملف المدربين واللاعبين الأجانب، وترأس معظم بعثات النادي في المشاركات الخارجية، وكان له حضور قوي في العام 1421هـ عندما حقق الخليج 25 بطولة في جميع الألعاب في موسم واحد، كما كان أحد أعمدة صعود فريق القدم لدوري الأولى والسلة والطائرة للممتاز.
حسن هلال الذي كان الصديق الدائم للجميع في الخليج من خلال تواجده بمقر النادي من العصر حتى المساء، لم يكن يجلس في مكتبه الخاص، فقد كان يصول ويجول من ملعب لآخر، للوقوف على كل متطلبات الفرق، وكان (مايسترو) العمل الاداري من خلال خبرته وملازمته للفرق ورؤساء الأندية، فلم يقتصر عمله على الخليج بل كانت الأندية في المنطقة الشرقية تأخذ باستشارته. كان ينتابه الحزن في الكثير من الاجتماعات لحرصه على مصلحة النادي، لكن تجده في اليوم الثاني وكأن شيئاً لم يكن، حتى بعد معاناته مع المرض، حيث كان يتابع أخبار الخليج عن طريق المسؤولين، وحضر الصعود الأخير وكان لديه تواصل شبه يومي خلال الموسمين السابقين مع رئيس النادي الحالي فوزي الباشا، كما تسلم في وقت سابق كأس البطولة العربية لكرة اليد تكريماً له في عهد محمود المطرود.
ماذا قالوا عنه؟
سلمان المطرود : لا أعتقد ان الكلمات ستوفيه حقه، فأنا أريد ان أسرد تاريخا وقامة مربوطة بتاريخ نادي الخليج، حسن هلال مادة يجب ان تدرس، فوزي الباشا: أعتبر المرحوم أبا عادل قدوتي الرياضية، وهو مثال يحتذى به، تشرفت بالعمل معه. أقرت ادارة النادي قبل وفاته اقامة حفل تكريم له، ونحن ماضون في هذا التوجه، وأدعو الجميع للمشاركة فهو يستحق التقدير.
محمد المطرود: كل كلماتي في هذا الرجل مجروحة، أحتاج لمئات المجلدات لوصف حبه وعشقه للخليج، ومثلها وأكثر لوصف حب العمل الذي يحمله وغيرته على بلده .. رحمك الله يا أبا عادل.
علي المشامع: كان له الفضل بعد الله في اختياري كمدرب لفريق الطائرة، ثم اختارني لأكون عضو مجلس ادارة. المرحوم أنقذ الخليج من كوارث ادارية؛ لمعرفته التامة بكل لوائح مكتب رعاية الشباب والرئاسة العامة.
جمال العلي: لم يكن شخصاً عادياً في حب البشر، بل كان تلميذاً تتلمذ في حب شوارع سيهات و تخرج منها بشهادة كل البشر انه حبيب الجميع .
رضا سليس: صاحب قلب كبير جداً، حريص على النادي أكثر من حرصه على ابنائه، لا يعرف للمجاملة طريقا، اتمنى ان يكون دخل إحدى المباريات لأسرته أو عمل دورة تحمل اسمه تقام سنوياً وأنا مستعد للمشاركة.
حسن هلال
حسن هلال في مناسبة رياضية سابقة
محمود المطرود والفقيد