DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C

د. حسن الهويمل اثناء جلسات الملتقى

ملتقى قراءة النص يتناول أعمال وتاريخ الرواد في المملكة ويثير قضايا عديدة

د. حسن الهويمل اثناء جلسات الملتقى
د. حسن الهويمل اثناء جلسات الملتقى
أخبار متعلقة
 
استهل ملتقى قراءة النص الثالث عشر، والذي ينظمه النادي الأدبي الثقافي بجدة أولى جلساته الثلاثاء الماضي برئاسة الدكتور عبدالله الحيدري بأربع أوراق بحثية لكل من الدكتور عبدالله المعيقل بعنوان "مقدمات الرواد" وورقة للدكتور عبدالحق بلعابد بعنوان "خطاب العتبات في أوليات الأدب السعودي" وورقة ثالثة للدكتور حمد السويلم بعنوان "الأسس المعرفية في جهود النقاد الرواد" وورقة أخيرة للأستاذ عثمان جمعان بعنوان "الطائف ونخبه المثقفة"، فيما عقب الناقد علي الشدوي على مجمل الأوراق، وتداخل عدد من الحضور في جزئيات من المحاضرات. بداية، تناولت ورقة الدكتور عبدالحق بلعابد، أستاذ نظرية الأدب والأدب المقارن المشارك بجامعة الملك سعود، كلية الآداب قسم اللغة العربية وآدابها، دراسة العتبات، حيث اعتبرها مدخلا مهما لفهم النصوص وتأويلها، وذهب إلى أن بحثه في هذا المضمار يعد جديداً من حيث مقاربته للمقدمات النقدية الحديثة في بدايات الأدب السعودي والنقدي عند أهم رواده وهما إبراهيم هاشم فلالي في كتابه المرصاد، وعبدالله عبدالجبار في كتابه التيارات الأدبية الحديثة. وأوضح في ورقته أن خطاب العتبات في الرؤية العربية عامة، مرتبط بفنون التأليف والتدوين، وصنعة الكتابة، التي تقوم على قواعد ضابطة، وشروط محكمة، لا يمكن لمن تصدر للتأليف أن يتجاوزها بأي شكل كان. وانتهى بلعابد بقوله "الملاحظ عند القدماء أن المقدمة في أغلب تسمياتهم يطلق عليها (الخطبة) وهذا من بقايا العقل الشفاهي العربي، قبل انخراطهم في عصر التدوين أو ظهور العقل الكتابي العربي". وتناولت ورقة الدكتور عبدالله المعيقل خطاب المقدمات في الأدب السعودي ـ بين إنكار الذات وإثباتها، مقدمات ثلاثة رواد في الأدب السعودي. واعتبر المعيقل أن محمد سرور الصبان أحد أهم دعاة النهضة الأدبية والوطنية في المملكة، وله دور كبير في الحراك الفكري وتأسيس حركة للنشر والتأليف وفي ما نشره من كتب كثيرة على نفقته الخاصة ومنها كتب في التراث، كاشفاً عن رؤية عميقة في الإصلاح تتجاوز الأدب والثقافة، لتشمل مجالات حيوية في المجتمع والأمة. أما حمزة شحاتة، فكما أشار المعيقل، مثقف واسع الاطلاع في مختلف حقول المعرفة من فنون وآداب وفلسفة، كاتب بارع وشاعر مجدد حقق للقصيدة السعودية مكانة مهمة، ومع ذلك كان لا يسمح بنشر شيء من إنتاجه. وأبان الدكتور المعيقل أن محمد حسن عواد من أبرز الأسماء في جيل الرواد وربما أبعدهم أثراً وتأثيراً في جيله والأجيال التي تلت، وقال: "رغم أن العواد شاعر مكثر إلا أن أهميتة تعود في المقام الأول لكونه يمثل ظاهرة بما اتصف به من أفكار جديدة سابقة لعصرها وبأسلوبه الذي قدم به هذه الأفكار للمجتمع في دعوته للانفتاح على كل جديد، بما عُرف عنه من نفس إصلاحي. وكانت الورقة الثالثة للدكتور حمد السويلم بعنوان "الأسس المعرفية في جهود النقاد الرواد" تناول فيها وقفات سريعة مع المنجز النقدي الذي كتبه الرواد خلال حقبة زمنية محددة، وأن النقد لا يولد كاملا وإنما لا بد أن يمر بمرحلة سكون ومخاض بيد أن هذه المرحلة طال زمنها. وقال سويلم: اشتغال بعض النقاد في الصحافة نأى بهم عن المنهجية الدقيقة وكذلك تعاطي النقاد للإبداع جعلهم يضجون من الصرامة العلمية. وأوضح سويلم أن الشاعر اعتاد على أن يسبح في فضاء الإبداع في حين تتطلب الممارسة النقدية الإجراء المنهجي الذي يتكئ معرفيا على أصول نظرية. وفي الورقة الأخيرة من الجلسة الأولى قدم عثمان جمعان الغامدي رؤية شاملة عن مكانة مدينة الطائف التاريخية والاجتماعية مستعرضاً أدوار الأسر العلمية ومكانتها وتأثيرها على التنوير في المملكة، ورصد عدد من هذه الأسر، ولفت جمعان إلى الأسماء التي اضطلعت بدور مهم في الحركة الثقافية في الطائف ومنهم السيد محمد بن إبراهيم المؤيد، صاحب مكتبة المؤيد. مشيراً إلى أنه كان يرتاد مكتبته كثير من المشايخ والأدباء من أمثال القاضي أحمد الحضراني، وعبدالقدوس الأنصاري، وعبدالعزيز الرفاعي، ومحمد بن عبدالرحيم الصديقي، وعبدالله بن خميس، وعبدالرحمن المعمر، وغيرهم. ثم اتيح للناقد علي الشدوي التعقيب على ما ذكر في الجلسة الأولى حيث أشار إلى أن ورقة الدكتور معيقل تعد من المقاربات العددية والدكتور العابد استشراف كاتب المقدمة فالورقتان توصيف خطاب للمقدمات أما ورقة عثمان فهي تطرح صورا من صور السلطة. الجلسة الثانية رأس الدكتور محمد الربيع الجلسة الثانية من جلسات الملتقى وقدمت خلالها أربع أوراق بحثية لكل من الدكتور حسن الهويمل "مقاربة الاتجاه النقدي عند محمد عامر الرميح" ودكتورة فايزة الحربي بعنوان "الخطاب النقدي عند عبدالله عبدالجبار" والدكتور يوسف العارف بعنوان "الفضاء الشعري بين رائدين: الأنصاري ناقدًا والسنوسي شاعرًا" والدكتور صالح بن سالم "نشأة النقد الروائي في السعودية: وصف وتحليل". واستهل الدكتور حسن الهويمل الجلسة بالحديث عن الناقد الرميح وخصوصاً ما جاء في كتابه (قراءات معاصرة) الذي طبع في بيروت، ثم طبع أخيراً بدعم من (وزارة الثقافة والإعلام) مشيراً إلى أن الرميح الشاعر الناقد لم يثر زوبعة نقدية على الرغم من حضوره تنظيرا، وتطبيقا، وإبداعا، ومرد ذلك غربته الإبداعية، والذاتية. وتابع الهويمل: "لقد كان الرميح من دعاة النقد العلمي المعياري، ولهذا يركز على الأسس، والمناهج، والأصول، والقوانين، والمفاهيم العلمية، ثم لا يستحضر ذلك في العملية النقدية، وإنما يحكم ذائقته، ويعلي من شأن مذهبه الرمزي". والرميح يقترب من الواقع حين يؤكد أن (أدونيس) لا يعطي الشكل أي قيمة وأنه يتحاشى الحذلقة اللفظية والزخرفة البيانية. وقدم الدكتور صالح بن سالم ورقة بحثية بعنوان (نشأة النقد الروائي في السعودية – وصف وتحليل)، حيث ذهب إلى الاعتقاد بأن بزوغ النقد الأدبي في تلك المرحلة ـ مرحلة الرواد ـ كان بزوغًا بطيئًا وضئيلا جدًا مقارنة بالإبداع الأدبي. وقال: "يغلب على تلك المرحلة أدب الشعر؛ فظهر من الشعراء الكثير كحمزة شحاتة والعواد ومحمد فقي وحسين القرشي وغيرهم إلا أن النقد الأدبي كاهتمام خاص جاء على استحياء، وغلب عليه المقالة النقدية لا التأليف الخاص، واقتصاره على المقالة النقدية دليلُ ضعفه". وأشار ابن سالم إلى أن النقاد في تلك المرحلة يفرقون بين النقد والتقريظ، فالنقد إظهار مساوئ النص بينما التقريظ إظهار لمحاسنه، وهذا ما انتهجه القرشي في نقده للفلالي ولعل القرشي اعتمد في هذا على ما اصطُلح عليه في نشأة النقد الروائي عند العرب من التفريق بين النقد والتقريظ. وفي ورقتها المعنونة "الخطاب النقدي عند عبدالله عبدالجبار" قدمت الدكتورة فايزة الحربي قراءة خطابه النقدي الذي قدم به مؤلفات المبدعين في النقد والشعر والقصة والفكر في محاولة للكشف عن أهم القضايا التي عالجها ورؤيته الفكرية حولها. وقالت: إن الخطاب النقدي لا يتوقف عند حدود النص الأدبي بل يتعمد قراءته وتأويله خارج سياقه الزمني وفق المناهج النقدية المتجددة. وأشارت إلى أن عبدالله عبدالجبار عقل نقدي عنى بالتحليل الموضوعي العلمي، وقيمة معرفية تشابكت خيوطها في كل ما قدم عبر تاريخه الثري؛ كونه أحد أهم رواد عصر النهضة الأدبية والفكرية في المملكة". وقدم الدكتور يوسف العارف ورقة بعنوان "الفضاء الشعري بين رائدين: الأنصاري ناقدًا والسنوسي شاعرًا" معتبراً أن أبرز التجليات النقدية التي جعلت من الأنصاري فتىً مهموماً بالدرس النقدي الذي زاحم كل اهتماماته وآفاقه الأدبية من شعر أو قصة أو مقالة وغيرها. وذهب الدكتور العارف إلى أن من الملامح النقدية لدى الأنصاري التراثية والأصالة والخوف من الطارئ والجديد وهذا يؤكده موقفه من الشعر الحديث ـ الحر والمنثور. وإن كان هنا يبدو التناقض بين آرائه النقدية وبين قبوله لنشر مثل هذا النوع من الشعر والاحتفاء بأصحابه في مجلة المنهل. وتم التعقيب على الجلسة الثانية من قبل الدكتور عبدالله الخطيب مركزا علي الجوانب التي طرحتها الاوراق ومشيرا الى النقاط. الجلسة الثالثة حظي الأديب الرائد محمد حسن عواد بالنصيب الأوفر من أوراق الجلسة الثالثة في الملتقى وطرحت في الجلسة أربع أوراق تناولت ثلاث منها أدب ومكانة العواد، أولاها كانت للدكتور سعيد السريحي بعنوان "المقالات العشرة: ما وراء نقد يوسف ياسين لخواطر مصرحة" والثانية للدكتور أحمد سماحة بعنوان "محمد حسن عواد وطموح التجديد بين الرغبة والتحقق: قراءة في خواطر مصرحة" أما الثالثة فقدمتها الدكتورة شيمة الشمري "الحجاز بعد 500 سنة بين فن الرسائل والتخييل السردي: دراسة في كتاب خواطر مصرحة لمحمد حسن عواد" والدكتور عبدالرحمن المحسني "صورة العقاد عند أدباء الحجاز في الفترة من 1351-1400هـ" ورأست الجلسة نورة الشملان وعقب عليها الاستاذ محمد العباس. وسعت ورقة الدكتور سعيد السريحي إلى اكتشاف ما تخفى خلف المقالات العشرة التي نشرتها جريدة أم القرى في العشرينيات من القرن الماضي، تحت توقيع قارئ لنقد كتاب محمد حسن عواد خواطر مصرحة والتي اتضح فيما بعد أن كاتبها هو يوسف ياسين الذي كان يرأس تحرير تلك الصحيفة آنذاك، وهي قراءة لأولى معارك الأدب الحديث في بلادنا والتي مثلت ذروة الصراع بين دعاة التجديد والقوى المحافظة التي تقف من ذلك التجديد موقف المناوئ. وذهب الدكتور السريحي إلى أن يوسف ياسين وسم الأدباء الشباب في الحجاز بالغرور. وقال السريحي: "للمسألة وجه آخر لم تلبث المقالات العشرة أن انتهت إليه وهو وجه يتجاوز بالعلاقة بين الشباب ومن يناوئونهم أن تكون خلافا أو اختلافا حول الحفاظ على اللغة.. ذلك أنها تشي بصراع كان يدور آنذاك حول مفهوم الاستحقاق للمواطنة ومن ثم الظفر بما يمكن أن تتيحه هذه المواطنة من مراكز قيادية ووظائف متقدمة في الدولة الجديدة. واستهل الدكتور أحمد سماحة ورقته بقوله: "لا يمكن لنا أن نقيم إبداع وآثار محمد حسن عواد دون أن نعرف وندرس الواقع الذي نشأ فيه حتى يمكننا القول بريادة هذا الشاعر والكاتب وحتى نتوخى العدالة في الحكم. وتطرق سماحة في ورقته لمراحل نشأة ومكونات العواد الاجتماعية والثقافية مشيراً إلى أهمية التوقف عند الصحافة كمؤثر هام ومباشر في الصحوة الفكرية والأدبية آنذاك. وتابع "وقد نشرت الصحافة قصائد وكتابات محمد حسن عواد قبل أن يصدر كتابه الأول الذي يعتبر أولى طلائع التحديث وقد اعتبر د. منصور الحازمي كتاب "خواطر مصرحة" الذي صدر عام 1927م أولى حركات الصحوة في الأدب ويتحدث بلسان عصري ويدعو الى نهضة شاملة وانه تأثر فكريا وأسلوبيا بأشقاء من الأدباء العرب. " وتناول سماحة بإسهاب أدب العواد وكتابه خواطر مصرحة وختم قائلا: "إننا هنا لا نقرأ خواطر مصرحة قراءة أدبية ناقدة فثمة مجال آخر لذلك، ولكننا نقدم إشارة لعمل أول كان له صداه ودوره، ونقدم لرائد تناولته أقلام كثيرة وكتب كثيرة ودراسات عديدة. وفي ورقتها التي جاءت بعنوان "الحجاز بعد 500 سنة بين فن الرسائل والتخييل السردي" قالت الدكتورة شيمة الشمري "يعد فن الرسائل من أهم الأعمال الأدبية التي تسر بها النفس؛ لكونه موجها إلى أشخاص بأنفسهم، وكونه يكشف عن رؤية المرسل ووجدانياته وبراعته في هذا الفن، وهذا الفن يندرج ضمن إطار المنظومة الأدبية، ومن هنا فإن للرسالة الأدبية علاقة وثيقة بالسرد بكل مجالاته". وقالت الشمري "نص (الحجاز بعد 500 سنة) الوارد في كتاب خواطر مصرحة للعواد يقوم على فن الرسائل العريق في مجال الكتابة الأدبية قديمها وحديثها، الذي يمكن النظر من خلاله إلى هذا الفن باعتباره خطابا تواصليا يقوم على أفعال كلام ينتجها متكلم ويوجهها إلى مخاطب بقصد التفاعل معه. كما يمزج بينه وبين نمط من أنماط السرد المرتبطة بما يعرف بقصص الخيال العلمي. وتحدثت الشمري عن التقنية الكتابية في الرسائل "هي تقنية تقليدية ربما لا يرضي الخيال البشري أن تكون هي وسيلة التواصل بعد 500 سنة، على الرغم من محاولة السارد إلباسها حداثة متماشية مع الزمن. وأوضح الدكتور عبدالرحمن المحسني أن ورقته المعنونة "صورة العقاد عند أدباء الحجاز في الفترة من 1351-1400هـ، تسعى إلى التعريف بعباس محمود العقاد من رؤية مهمة، حيث تعطي هذه الشخصية العربية والإسلامية بعداً آخر في رؤية أدباء الحجاز مطلع نهضتها الأدبية، الذين فتنوا بالعقاد مفكراً وكاتباً وشاعراً. وهي تقدم تعريفاً للعقاد من خلال رؤية الحجازيين أنفسهم لهذه الشخصية. وعرج المحسني لتأثير فكر العقاد على أديبين حجازيين مهمين: الأول محمد حسن عواد الذي كان معجباً بالعقاد إلى درجة كبيرة، وكرم في دارة العقاد باعتباره واحداً من الديوانيين الذين يحملون الفكر التجديدي ويبشر به في البر الشرقي للبحر الأحمر. الجلستان الرابعة والخامسة انعقدت الجلستان الرابعة والخامسة صباح الخميس الماضي، وطرح خلالهما ثمانية أوراق بحثية: الأولى للدكتور عبدالله حامد بعنوان "أيام في الشرق الأقصى (لعلي حسن فدعق): الريادة المطوية"، والثانية للدكتورة منى مالكي بعنوان "المرأة الأنموذج في رسائل "إلى ابنتي شيرين"، وللدكتورة دلال المالكي بعنوان "قراءة في أدب الرسائل عند حمزة شحاتة" وختمت الجلسة الأولى بروقة للدكتور عادل خميس الزهراني بعنوان "التنوير نقديًّا: قراءة في الفعل النقدي لدى حمزة شحاتة" ورأست الجلسة الدكتورة فاطمة الياس، وعقب على أوراق الجلسة الدكتور صالح الغامدي. وبدأت دلال المالكي ورقتها معتبرة أن الرسائل فنًا وثائقيًا يستند عليه في ملامح للسيرة الذاتية، أو استمداد بعض مكوناتها في بناء الرواية، وأشارت إلى أنه فن يحتفظ بسماته الأدبية المستقلة التي تزيل التباس هويته بغيره من الأجناس الأدبية الأخرى. وأوضحت أن رسائل حمزة شحاتة المتبادلة بينه وبين أصحابه خاصة صديقه (محمد عمر توفيق)، وبينه وبين ابنته طرائقه التعبيرية وفلسفته الحياتية. وتعرض الدكتور عبدالله حامد في ورقته لرحلة علي حسن فدعق في كتابه: "أيام في الشرق الأقصى" مبيناً أن رحلة فدعق كانت صورة صادقة لما وعد به، فتجد فيها روح الأديب المنتمي لقضايا أمته المسلمة، ولقوميته العربية، ولوطنه المملكة العربية السعودية، وستجد فيها أيضا شفافية الأديب ومكاشفاته الصريحة الواضحة، وخاصة حينما يرى النساء والفتيات في صورة من الجمال وكأنه يذكرك بحديث العشاق من الشعراء العرب عن المرأة وجمالها، كما نجد في هذه الرحلة ذات الأديب الفكهة. وقدمت منى المالكي قراءة في رسائل حمزة شحاتة "إلى ابنتي شيرين" حيث اهتمت بالمقام الذاتي في الخطاب الرسائلي بين الأديب وابنته شيرين يرحمهما الله تعالى، وقصدت بالمقام الذاتي الخطاب الذي يرتكز على "أنا" الكاتب أو على المرسل إليه ذي العلاقة الحميمية بالكاتب إلى درجة يشعر فيها القارئ لتلك الرسائل بأنه متطفل على ذلك العالم الخاص الحميمي الذي يجمع بين الكاتب وابنته وهما يتحاوران ويتجادلان. وطرح الدكتور عادل خميس الزهراني قراءة في الفعل النقدي لدى حمزة شحاتة، محاولاً تتبع ملامح الوعي المتطور بأهمية النقد ومركزية الفعل النقدي في مشروع التنمية الاجتماعية في أعمال الشاعر والكاتب حمزة شحاتة. وأوضح خميس أن حمزة شحاتة ساهم بمشاركات نقدية متنوعة ضمت مقالاتٍ نقدية تنظيرية حول مفاهيم أدبية وفلسفية أساسية وأخرى تطبيقية على أعمال لشعراء آخرين، ومقدمات لكتب أدبية عدها الباحثون خلاصة النظرية الشعرية الشحاتية، كما ساهم في مجالات (تنويرية) أوسع عبر محاضرته الشهيرة عن الرجولة. وقد تم التعقيب على الجلسة الرابعة من قبل الدكتور صالح الغامدي فيما طرحت في الجلسة الخامسة أوراقا ودراسات للدكتور أحمد الطامي بعنوان "التجديد في موسيقى الشعر عند الرواد بين الوعي والصدى والتمرد: شعر العواد نموذجا" وللدكتور محمد الشنطي بعنوان "خصوصية الخطاب في شعر طاهر زمخشري" وللدكتورة مستورة العرابي بعنوان "التكرار والاختلاف المضمر في تجربة الزمخشري الشعرية" وختمت الدكتورة ليلى الشبيلي بورقة عنوانها "أبرز الملامح الفنية في أدب محمد حسن فقي" ورئس الجلسة الدكتور عالي القرشي وعقب على المحاضرات الدكتور عبدالله الوشمي. وبين الدكتور أحمد الطامي أن رواد الشعر السعودي لم يكونوا بمنأى عن هم الموسيقى الشعرية، بل اعتبره هما رئيسا استحوذ على تجاربهم الشعرية، فكان التجديد في موسيقى الشعر أحد أبرز مظاهر التجديد في الشعر السعودي، فقد رفع شعراء مدرسة الصبان لواء التجديد وخاصة عمر عرب ومحمد حسن عواد وحسين سرحان وحمزة شحاتة وطاهر زمخشري. وتناول الدكتور محمد الشنطي خصوصية الخطاب في شعر طاهر زمخشري، وقال "كان طاهر الزمخشري من بين أبناء جيله - من أكبرهم سنا - قد ارتاد أرضا بكرا غير موطّأة الأكناف بما يكفي لنشوء تيار رومانسي واضح المعالم، وكان إنتاج الزمخشري غزيرا، بلغ ما يقرب من ثلاثين مؤلفا، أغلبه مجموعات شعرية فيما عدا بعض الدراسات القليلة، وله فضل الريادة في جوانب متعددة. وأشار الشنطي إلى أن ما حدا به إلى اختيار الحديث عن خصوصية التجربة الشعرية عند طاهر الزمخشري، الرومانسية التي تتصف بالتمرد والتحليق الحر في فضاء الخيال لم يكن شيوعها في الشعر العربي في المملكة العربية السعودية على النحو الذي حدث في بلدان عربية أخرى. وتداخلت الباحثة مستورة العرابي مع شعر الزمخشري وقدمت نماذج عديدة من قصائده وحللتها ووقفت على جمالياتها، خصوصاً في تضاعف حنينه واعتزاز فؤاده طربًا واشتياقًا للمكان الذي نشأ في في مكة المكرمة، ووصف حالته التي كان عليها في الغربة أثناء إقامــته بمصر، فجعــل من التكرارات في ثنايا شعره فضاءات ممتدة داخل النص الشعري لتؤكد شوقه لوطنه وتعبيره الصادق عن حُبّه له. وفي ختام الجلسة تقدمت الدكتورة ليلى الشبيلي بورقتها عن أدب الشاعر محمد حسن الفقي، ووصفته بالشاعر متعدد الأغراض الشعرية فالتجربة لديه قد صقلتها الثقافة وارتفعت بها المعاني السامية التي تنشد الفضيلة وتسعى إلى تدمير الرذيلة والصورة لديه مغلفة بالحزن، فهو شاعر الغزل وشاعر الإسلام وشاعر الوطن وشاعر الأمة وشاعر بالإنسان في كل بقاع الدنيا ينزف من فكره عصارة فكره وعمره ليسود الأمن والسلام والحب ربوع المعمورة. وأشارت الشبيلي إلى تأثير المكان عند الشاعر محمد حسن فقي "فالمكان لديه يمثل شيئاً وهو يتحدث عن أشرف وأطهر بقاع الله في الأرض "مكة المكرمة". وتم التعقيب على الجلسة الخامسة من قبل الدكتور عبدالله الوشمي. الجلسة السادسة والأخيرة حظيت الجلسة الأخيرة التي عقدت مساء الخميس الماضي وأدارها الدكتور سحمي الهاجري بحضور كثيف، وطرحت خلال الجلسة أربع أوراق بدأها الدكتور معجب العدواني، وتلته الدكتورة إيمان الحازمي ثم الدكتور حسن حجاب وختمها قليل الثبيتي، وعلقت على الأوراق المقدمة الدكتورة لمياء باعشن. تناولت ورقة الناقد معجب العدواني التي جاءت بعنوان «الشخصيّة بوصفها معيارًا للتجنيس الروائيّ: قراءة في أعمال الرواد»، وتناول فيها الأعمال الروائية الأولى في المملكة، حيث أشار في بداية محاضرته إلى أن الآراء النقدية تضاربت حول البداية الحقيقية للرواية السعودية، فمنهم من اعتبر رواية "التوأمان" ورواية "فكرة" الأوليان في هذا المجال، فيما رأت بعض الآراء أن "البعث" وثمن التضحية" هما بواكير الرواية، غير أن هناك من يقول إن رواية "الانتقام الطبعي" هي الأولى. وأوضح العدواني أن بحثه يهدف إلى تحديد العمل المرشح لريادة الأدب السعودي، وكذلك إلى إلقاء الضوء على الشخصية الأنثوية وحضورها في أعمال الرواد الروائية، ورأى أن أعمال الرواد جميعا قد راوحت في استحضار الشخصية الأنثوية. وذهب العدواني إلى تحليل الشخصية الأنثوية في رواية "فكرة"، وتطرق إلى نظرة سارد الرواية إلى البطلة المسماة فكرة. وفي مسألة ريادة العمل الروائي الأول أكد على أنه لا يمكن توصيف الرواية الأولى أو الرواية الرائدة، بل يمكن وصفها بالرواية الأقرب إلى النضج الفني. وتطرقت ورقة الباحثة إيمان الحازمي لأثر البيئة والثقافة على البنية السردية بين روايتي "ثمن التضحية" و"ثقب في رداء الليل"، وتركزت دراستها على تحليل موجز للشكل السردي من خلال تحديد النمط السردي للروايتين المذكورتين، ثم بينت البنى السردية للقصة. وأوضحت أن الروايتين تعالجان فترة حاسمة مرت على العالم بشكل عام والعالم العربي خاصة وهي فترة نشوب الحرب العالمية الثانية، كما تعالج الروايتان على وجه الخصوص فترة حاسمة في تاريخ المواطن السعودي في دولة ناشئة. وأشارت الحازمي إلى أنها "لاحظت أن للبيئة والثقافة أثرا جليا على الكتابة السردية من خلال تلمس الفوارق بين الروايتين، اذ أنهما تعكسان الواقع في تلك الفترة، وتشكلان واقع الأديبين من خلال ارتباط واضح بين التجربة الأولى في التأليف والسيرة الذاتية لهما. وطرح الكتور حسن حجاب ورقته عن رائد القصة في الجنوب، معتبراً محمد زارع عقيل أحد رواد الأدب الحديث في المملكة على وجه العموم، وفي منطقة جازان على وجه الخصوص. وقال: «هو رائد الرواية التاريخية في السعودية، وإليه تنسب أول رواية تاريخية في الأدب السعودي الحديث. ألا وهي رواية "أمير الحب"، كما أنه رائد القصة في الجنوب، فهو صاحب أول قصة تنشر لكاتب من كتَّاب جنوب المملكة، وهي قصة"قلب الأسد" التي نشرت في مجلة المنهل سنة 1955م، واستعرض الباحث قليل الثبيتي دور الرواد ونقد القصة في المملكة العربية السعودية، بدأها بتاريخ فن القصة، وذهب إلى أن الدراسات تؤكد أن معظم ما تناوله النقد في بلادنا كان مرتكزاً في الدرجة الأولى على الخصومات الأدبية. وأضاف: "إن المعارك التي قامت بعيدة كل البعد عن روح النقد المنهجي الصحيح الذي يفتح مغاليق النص، أو يسهم في ذلك. وأشار الثبيتي إلى أنه "بعد فترة وجيزة من ظهور فن القصة في المملكة وقبل أن تتحقق لها عوامل التطور الفني، بدأ خطاب النقد يحوم حول تلك المحاولات القصصية المتواضعة، حيث لم تكن تشكل خطاب نقد القصة السعودية إلا من خلال (مقالات نقدية). رئيس النادي يكريم الشنطيمن مشاركات الملتقىمن جلسات الملتقى