ألمح مسؤول عراقي رفض ذكر اسمه في تصريحات لوكالة رويترز إلى أن بغداد قد تتحول إلى طهران إذا لم تحصل على المساعدات العسكرية التي تريدها من واشنطن.
وقال المسؤول: إن رئيس الوزراء العراقي سيطلب مساعدة الرئيس الأمريكي باراك أوباما للحصول على طائرات بدون طيار وأسلحة أمريكية أخرى بمليارات الدولارات لقتال تنظيم «داعش» خلال زيارته للولايات المتحدة الأسبوع المقبل لكنه سيطلب تأجيل سداد ثمن الصفقة.
ويواجه العبادي أيضًا أزمة سيولة بسبب تراجع أسعار النفط التي عصفت بأموال الدولة العراقية، وتتوقع الحكومة أن يبلغ عجز الموازنة حوالي 21 مليار دولار هذا العام.
وأضاف المسؤول: «إذا لم يكن ذلك متاحًا فقد فعلنا ذلك بالفعل مع الإيرانيين وآخرين»، قائلًا: إن هذا ليس الخيار الأول، وقال: «رئيس الوزراء ملتزم (بالتعاون) مع الولايات المتحدة. ما يريده هو التأكد من أن لدينا شريك يمكن الاعتماد عليه».
وقال المسؤول العراقي: إن العبادي لديه قائمة طلبات بأسلحة متقدمة تشمل طائرات بدون طيار وطائرات هليكوبتر هجومية من طراز أباتشي التي تصنعها شركة بوينج وذخيرة وأسلحة أخرى ليقدمها خلال اجتماعه مع أوباما يوم الثلاثاء، وسيطلب أيضًا تأجيل سداد ثمن هذه الأسلحة.
ويعتقد مسؤولون أمريكيون أن العبادي شريك أفضل لكنهم ما زالوا يتوخون الحذر تجاه الوضع السياسي المضطرب في دولة ممزقة تشهد صعودًا في الدور الإيراني.
أزمة الرواتب
وأدت انعكاسات الأزمة المالية التي تعانيها الحكومة العراقية إلى تظاهر المئات من منتسبي الحشد المدعوم إيرانيًا وسط مدينة بعقوبة أمس الأحد احتجاجًا على تأخر صرف مستحقاتهم المالية.
وقال النائب عن كتلة المواطن بالمحافظة في فرات التميمي: «إن المئات من منتسبي لواء المختار الثقفي ضمن تشكيلات الحشد الشعبي خرجوا أمس الأحد في تظاهرة سلمية وسط بعقوبة احتجاجًا على تأخر صرف مستحقاتهم المالية منذ 10 أشهر متتالية».
وأضاف التميمي «إن لواء المختار الذي يبلغ تعداد عناصره أكثر من ألف مقاتل يعملون ضمن الأجهزة الأمنية في سبع مناطق داخل ديالى وشارك في معارك التحرير بالمحافظة وخسر أكثر من 50 بين قتيل وجريح، مشيرًا إلى أنه «رغم ما قدمه اللواء إلا أنهم لم ينالوا أيًّا من حقوقهم التي أقرها القانون».
وتابع «إن تظاهرة اليوم جاءت لإيصال رسالة للحكومة المركزية لمعالجة ملف تأخر صرف حقوق منتسبي الحشد لمواصلة أداء مهامهم».
خطط جديدة
من جهته أعلن قائد عمليات الجزيرة والبادية اللواء الركن ناصر الغنام أمس الأحد أنه بصدد تنفيذ خطط عسكرية جديدة يستثمر من خلالها كافة إمكانات أبناء العشائر في محافظة الأنبار، فيما أكد أن قواته ستكون المبادرة في الهجوم والتعرض للعدو وليس في موقع الدفاع.
وقال الغنام: «إن قوات الجزيرة والبادية تخوض معارك في قواطع مهمة وساخنة»، مبينًا أنه «لدينا خطط جديدة سنستثمر بها كافة الإمكانات لأبناء العشائر ومنتسبي القوات المسلحة، فضلًا عن الخبرة التي اكتسبتها خلال عملي في منطقتي الموصل وبغداد لقيادة العمليات العسكرية في الجزيرة». وأكد اللواء الغنام أن قواته «لن تكون في موقع الدفاع وسنكون في التعرض لتحقيق النصر والمبادرة في العمل التعرضي».
خلاف كبير
أقر النائب عن التحالف الوطني علي البديري أمس الأحد وجود خلاف كبير داخل التحالف الوطني بشأن توزيع رئاسات الهيئات المستقلة، مبينًا أن ذلك دفع رئيس الوزراء حيدر العبادي إلى تسمية بعض رئاسات الهيئات بالوكالة.
وقال البديري: «إن هناك خلافًا كبيرًا بين الكتل السياسية ومنها داخل مكونات التحالف الوطني على رئاسات الهيئات المستقلة»، مبينًا أن «هذا الخلاف جعل رئيس الوزراء يقوم بتسمية بعض رئاسات الهيئات بالوكالة».
وأضاف البديري «كان من المؤمل أن تعطى هيئة النزاهة لكتلة صادقون؛ لأن رئيس الوزراء وعدهم بأن تكون رئاسة هذه الهيئة لهم»، مشيرًا إلى أن «أطرافًا داخل التحالف الوطني اعترضت اعتراضًا قويًا على تولي صادقون رئاسة هيئة النزاهة».
يشار إلى أن القيادي في المجلس الأعلى الإسلامي صلاح العرباوي أكد أول أمس السبت وجود أطراف سياسية تنتمي إلى ائتلاف دولة القانون أو غيره تحاول عرقلة تسمية رؤساء الهيئات المستقلة لـ«الاستفادة» من امتيازاتها، وفيما اعتبر أن رئيس الوزراء حيدر العبادي عاد إلى النهج «الخاطئ» لسلفه نوري المالكي بشأن مسألة التعيينات بالوكالة أكد أن العبادي غير مخول من قبل مجلس الوزراء بهذا الصدد.
ودعا زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر الجمعة الماضية رئيس الوزراء حيدر العبادي إلى العدول عن قرار العمل بـ«الوكالات» في إدارة الهيئات والمناصب، مؤكدًا أن ظنه بالعبادي أن «لا يقوم بما قام به سلفه».
فيما أكد رئيس المجلس الأعلى الإسلامي عمار الحكيم أن العراق اليوم يدفع ثمنًا غاليًا بسبب سياسات الاستفراد وإدارة الدولة بالوكالة، لافتًا إلى أن العراقيين غير مستعدين لإعادة التجربة المرة من جديد.