أعلن نائب الرئيس اليمني ورئيس وزراء جمهورية اليمن الدكتور خالد بحاح، عن إنشاء لجنة عليا لإغاثة وإنقاذ المتضررين في اليمن، مشيرا إلى أنه خلال الأيام القليلة القادمة ستعمل أولى خطواتها وذلك بالتنسيق مع المجتمع الدولي، وذلك خلال المؤتمر الصحفي الذي عقد يوم أمس الخميس بفندق الريتز كارلتون بالعاصمة الرياض.
وقال الدكتور بحاح، نعطي أولوية قصوى للمهام الإغاثية في اليمن والوضع الإنساني الذي يستدعي تدخلاً دولياً وإقليمياً على حد وصفه، مجددا طلبه لكافة الشرفاء من اليمنيين بقوله "إن في هذه اللحظة التاريخية أوجه نداء لكل القوات المسلحة اليمنية للوقوف بجانب الشرعية واتخاذ المواقف الصائبة والعمل في إطار الوطن ".
وأضاف الدكتور بحاح، ان الجمهورية عانت خلال العقود الخمسة الماضية من التحزب والحروب المتكررة والتي كان الخاسر الوحيد فيها هو اليمن نفسه، مؤكدا أن الثورة اليمنية تم اختطافها وبعد ذلك تم اختطاف الدولة بأكملها والضرورة استدعت التدخل العسكري.
ولفت نائب الرئيس اليمني، إلى أن أي مبادرة لن يتم النظر فيها حتى يتم إيقاف آلة الحرب المستمرة في كافة المناطق اليمنية وخاصة في عدن، مضيفا ان أي مبادرة يجب أن تقترن بنوايا سليمة ووقف آلة الحرب.
ودعا بحاح كافة الضباط والجنود التابعين لجيش اليمن إلى العودة إلى الشرعية، والمساعدة في انتشال اليمن من براثن الحروب والإقصاء التي تعتمد عليها ميلشيات الحوثي والرئيس المخلوع علي عبدالله صالح، مؤكدا ان الحكومة اليمنية الحالية تواجه تحديا حقيقيا في ظل اعتقال وزير الدفاع من قبل الحوثيين.
وحول عودة الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي إلى عدن، أوضح بحاح ان عودة الرئيس هادي تحكمها الأوضاع الأمنية والسياسية في عدن، مشيرا إلى أن الحكومة اليمنية تعمل بشكل مصغر حاليا من العاصمة الرياض لحين استقرار الأوضاع والعودة لعدن وإدارة الامور من هناك.
فيما جدد بحاح شكره للدبلوماسية الخليجية وذلك بعد أن أعلن قرار الأمم المتحدة 2216 المتضمن دعم الشرعية في اليمن وإيقاف تسليح ميلشيات الحوثية وعصابات الرئيس المخلوع علي عبدالله صالح، وشكره للأصدقاء الروس على الموقف الحيادي على حد وصفه من القرار الأممي.
وأكد نائب الرئيس اليمني على أن الرئيس هادي حاول تجنب الحرب قدر المستطاع ولكن ميلشيات الحوثي وعصابات الرئيس المخلوع علي عبدالله صالح أبت ذلك من خلال خطف الدولة بكاملها، مشيرا إلى أنه بعد تحقيق الاهداف الاستراتيجية سنسعى لوقف الحرب محملا الحوثيين أي سقوط للضحايا على الأراضي اليمنية.
وتحدث بحاح عن أهمية عودة اليمن لحاضنة منطقته وهي الخليج العربي، لافتا بقوله إن الاستقرار الامني في اليمن في السابق كان عائقا امام انضمام اليمن إلى منظومة دول الخليج ولكن حاليا نحن نحتاج لاستراتيجية كاملة لانتشال اليمن في كافة جوانبه.
وعن التدخلات الإيرانية، أكد بحاح أن بلاده تتطلع إلى علاقات جيدة معها، إلا أنه قال إنه يتعين عليها "التوقف عن العبث" باليمن، ودعا اليمنيين إلى "تغليب لغة العقل والحوار"، إلا أنه اعتبر أن ذلك يتطلب "أولا تطبيق ميليشيات الحوثي وصالح للقرارات الدولية ذات العلاقة فورا ودون إبطاء، وإيقاف العبث بمؤسسات الوطن وتدمير مؤسساته وإيقاف القتل العمد للمدنيين والتدمير الذي طال جميع أنحاء الوطن وإيقاف جميع العمليات العسكرية لاجتياح الجنوب وقتل أبنائه ولا سيما ما يجري في الباسلة عدن".
وعن إمكانية شن التحالف عملية برية في اليمن، قال بحاح إن الحكومة الشرعية ما زالت تأمل تجنب ذلك، إذ إن أي عملية على الأرض "ستسبب مزيدا من الضحايا". أما عن استقالة المبعوث الأممي جمال بنعمر، فاعتبر بحاح أن بنعمر "قام بأفضل ما بوسعه وجنب (اليمن) الحرب الأهلية في 2011" معتبرا أنه لا يجب تحميله مسؤولية فشل الأطراف السياسية في التوصل إلى حل من خلال الحوار.
حضور كثيف لوسائل الإعلام المحلية والدولية للمؤتمر