قال علماء أمس الخميس إن مركبة فضائية تابعة لإدارة الطيران الفضاء الأمريكية (ناسا) -كانت قد توصلت لاكتشافات مثيرة من قبل للثلوج وتكوينات جيولوجية على كوكب عطارد- ستهبط على سطحه في 30 ابريل نيسان الجاري.
ويدور المسبار ماسنجر حول عطارد -وهو أكثر كواكب المجموعة الشمسية قربا من الشمس- منذ أكثر من أربع سنوات في أول دراسات قريبة من الكوكب منذ قامت مركبة الفضاء مارينر 10 بالتحليق ثلاث مرات فوق الكوكب في أواسط سبعينات القرن الماضي.
وقال الفريق المكلف بمتابعة رحلة المسبار للصحفيين خلال مؤتمر صحفي إنه بعد ان نفد وقوده وفقد القدرة على التحليق على ارتفاعات عالية فمن المتوقع ان يهبط بسرعة عالية قرب القطب الشمالي لعطارد حوالي الساعة 3:25 مساء (192:5 بتوقيت جرينتش) من يوم 30 ابريل نيسان الجاري.
وقال دانييل أوشوجنيسي مهندس الأنظمة بمعمل الفيزياء التطبيقية بجامعة جونز هوبكنز التي تتولى الإشراف على الرحلة "ستعبر المركبة الفضائية خلف الكوكب بحيث لا يمكن رؤيتها من الأرض ولن تظهر مرة أخرى".
وستنجم عن اصطدام المسبار بسطح عطارد بسرعة 14040 كيلومترا في الساعة حفرة جديدة قطرها نحو 16 مترا والتي ستستخدم كنقطة ارتكاز مرجعية لمركبة فضائية أوروبية للمتابعة تسمى (بيبيكولومبو) من المقرر ان تصل الى الكوكب عام 2024 .
وربما تطلع هذه الحفرة العلماء على المزيد من المعلومات عن عمليات التعرية السريعة والمفاجئة التي تحدث على سطح عطارد وهي واحدة ضمن مهام كثيرة للمسبار ماسنجر.
ومن بين أبرز مكونات قائمة المهام التي كلف بها العلماء المسبار الكشف عن العناصر ومنها البوتاسيوم والكبريت على سطح الكوكب وهي عناصر متطايرة يفترض انها تبخرت في ظل درجات الحرارة الهائلة على الكوكب الذي يتخذ لنفسه مدارا حول الشمس على بعد 58 مليون كيلومتر من سطحها.
وكان المسبار ماسنجر قد أكد وجود ثلوج ومواد أخرى ربما تكون مواد عضوية أصلها الكربون على أخاديد وحفر ، وقال شون سولومون الباحث في مرصد لامونت-دوهيرتي الارضي التابع لجامعة كولومبيا في نيويورك إنه خلال اقترابه من سطح عطارد قبل عملية الهبوط على سطح عطارد سيحاول المسبار فحص حفر معينة مستهدفة.
وسيحاول المسبار ايضا تحليل القشرة السطحية المغناطيسية لعطارد في مسعى لإماطة اللثام عن رواية غريبة بغية تفسير لماذا يحتفظ كوكب صغير كهذا بمجال مغناطيسي قوي غير متناظر تم اكتشافه في الآونة الاخيرة.