تواصلت الاشتباكات بين مقاتلي داعش وقوات الأمن داخل أكبر مصفاة نفط في العراق، وتمسك مقاتلو التنظيم بمكاسب حققوها مؤخرا في غرب البلاد. وقال رئيس هيئة الاركان الامريكية المشتركة: «المصفاة نفسها ليست في خطر الآن». في الوقت الذي اشار فيه رئيس الوزراء حيدر العبادي إلى عدم ارتياحه إزاء بروز الجنرال قاسم سليماني قائد فيلق القدس بالحرس الثوري الإيراني على نطاق واسع في صور من ساحات المعارك بالعراق، مشيرا الى ان اولوية حكومته هي الحد من التوتر القومي والطائفي، وشن طيران التحالف غارات على خطوط الإمداد اللوجستية لتنظيم داعش، الأمر الذي منع عناصره من التقدم أكثر إلى وسط الرمادي، بحسب فالح العيساوي، نائب رئيس مجلس محافظ الأنبار.
الهجوم على بيجي
وفي التفاصيل، هاجم مسلحو داعش بيجي قبل عدة أيام، حيث شقوا طريقهم مخترقين محيطها وسيطروا على عدة منشآت، منها نقطة توزيع وصهاريج تخزين. وتمكنوا من التشبث بالمناطق التي سيطروا عليها في بيجي.
وقال مصدر في قيادة العلميات العسكرية بمحافظة صلاح الدين التي تقع فيها بيجي: إن كتيبة من الجيش العراقي وصلت للمساعدة في الدفاع عن المصفاة، وإن المتشددين لم يتمكنوا من السيطرة على أي منشآت رئيسية للبنية التحتية.
لا خطر حاليا
وقال الجنرال مارتن ديمبسي رئيس هيئة الاركان الامريكية المشتركة للصحفيين: "المصفاة نفسها ليست في خطر الآن". لكنه عبر عن القلق من ان المتشددين تسللوا الى المحيط الخارجي للمصفاة وانهم الآن في الداخل.
وقال ديمبسي: ان بيجي لها اهمية استراتيجية أكبر من الانبار، بالنظر الى البنية التحتية النفطية الحيوية الموجودة في بيجي، وبدا انه لا يستبعد احتمال سقوط الرمادي لفترة مؤقتة.
واضاف قائلا في مؤتمر صحفي في مقر وزارة الدفاع الامريكية: "افضل كثيرا ألا تسقط الرمادي، لكنها لن تكون نهاية الحملة إذا سقطت. سيتعين علينا ان نستعيدها".
وأضاف ديمبسي: ان الولايات المتحدة تراقب تقارير حول اعمال نهب او فظائع محتملة تقوم بها بعض الميليشيات العراقية خلال معركة استعادة السيطرة على تكريت.
وقال: "في الوقت الحالي ليست هناك ادلة بحصول نشاط على نطاق واسع"، لكن "هناك بعض الحالات المنعزلة الممكنة"، ربما في قرية جنوب تكريت.
وتابع: ان السلطات العراقية فتحت تحقيقا حول ما حصل خلال الهجوم على تكريت وبعده.
ومضى ديمبسي يقول: انه اذا تبين ان وحدة ما قامت بانتهاكات، فإن الولايات المتحدة ستوقف دعمها لتلك الوحدة.
ونشر متعاطفون مع داعش صورا على مواقع التواصل الاجتماعي مساء الخميس تظهر فيما يبدو مسلحين داخل المصفاة، وكتب تحت إحداها "تقدم جنود داعش لتطهير ما تبقى من مصفاة بيجي".
رسالة داعشية
وقال رئيس الوزراء في كلمة أمام مركز الدراسات الدولية والاستراتيجية، وهو مؤسسة بحثية في واشنطن: إن المتشددين أرادوا توجيه رسالة بعدما فقدوا تكريت.
وقال العبادي: إنه يعتقد أن موعد الهجوم حدد ليتزامن مع زيارته للولايات المتحدة، ليظهروا أنه رغم الدعم الذي يحصل عليه العراق فإنهم قادرون على إحداث أضرار.
وحصل العبادي في ختام زيارته للولايات المتحدة على وعد بتسليم بلاده قريبا مقاتلات اف-16 ووعد بدوره بتهدئة التوترات الطائفية في العراق.
وخلال المباحثات مع مسؤولين في الادارة الاميركية، قال العبادي: انه تلقى تطمينات بأن طائرات اف-16 الـ36 التي اوصى عليها العراق في 2011 ستسلم قريبا.
ولم يعد للعراق سلاح جو منذ الغزو الاميركي لهذا البلد الذي ادى الى الإطاحة بالرئيس صدام حسين في 2003.
وقال العبادي لمركز ابحاث في واشنطن في اليوم الاخير من زيارته: "ما نواجهه في العراق هو انقسام للمجتمع يغذيه الارهاب".
وأكد العبادي: اولوية حكومتنا هي الحد من التوتر القومي والطائفي والانقسامات التي يشهدها العراق.
ومهما كان سبب هذه التوترات على العراق ينبغي "التأكد من ألا تشل تطور امتنا"، كما قال.
ورحب رئيس الوزراء العراقي بالمساعدة الايرانية في القتال ضد داعش، الا انه قال ان على ايران احترام سيادة بغداد.
وقال العبادي امام خبراء في السياسة الاميركية في معهد بواشنطن: "يجب ان يمر كل شيء من خلال الحكومة العراقية".
وردا على سؤال حول وجود قاسم سليماني قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الايراني في العراق، قال العبادي: ان "العراقيين يقدمون التضحيات لاستعادة بلادهم".
واضاف: ان العراقيين لا يقبلون القول ان "آخرين هم من يفعل ذلك نيابة عنهم".
وتابع: "انا مستاء جدا من الذي يحدث. وانا اتحدث مع الايرانيين عن ذلك"، مؤكدا ضرورة "وجود الحكومة (...) فالناس يجب ان يؤمنوا بأن الديمقراطية يمكن ان تنجح".