تسلم لبنان صباح امس الدفعة الاولى من الاسلحة الفرنسية المتقدمة في اطار الهبة السعودية البالغة ثلاثة مليارات دولار والهادفة الى تعزيز قدرات الجيش في مواجهة التنظيمات الارهابية، بحضور سفير المملكة في لبنان علي عواض عسيري الذي قال لوكالة فرانس برس على هامش حفل تسليم الاسلحة: "يواجه لبنان اليوم تحديات اكثر من اي وقت مضى وهذا ما جعل المملكة (...) تقدم هذه الهبة التي ستدعم الجيش اللبناني والشرعية في لبنان"، و"هذا الدعم يأتي لجيش شرعي يؤمن الاستقرار في ظل ظروف وتحديات يواجهها لبنان أمنيا". فيما قال وزير العدل اللبناني: إن المملكة العربية السعودية أثبتت في علاقتها التاريخية بلبنان أنها الدولة الصديقة التي طالما وقفت الى جانب بلدنا في كل المجالات، وعلى من يشتم المملكة أن يخجل ويعرف أن تضليل اللبنانيين بهذه الطريقة فات أوانه، وأن ما نراه اليوم أن حزب الله يحول لبنان الى غرفة عمليات عسكرية وامنية وايديولوجية واعلامية للنفوذ الايراني، كأن وظيفته أن يدفع لبنان وشعبه أثمان هذه التبعية التي ترجمت في سوريا والعراق واليمن، على شكل رأس حربة تتحرك بتوجيه من طهران، بهدف تحقيق الاحلام الامبراطورية العبثية لدولة الملالي.
إلى ذلك، قال وزير العدل اللواء أشرف ريفي في حفل لاحياء الذكرى الـ40 للحرب الاهلية في طرابلس: لقد ارتكز مشروعنا السياسي على بناء الدولة في وجه الدويلة، وتحصين سيادتها، والحفاظ على كيانها، ولا اعتقد أن أي لبناني مخلص لوطنه يرضى لنفسه ولوطنه أقل من تحقيق هذه الاهداف.وأضاف ريفي: نواجه اليوم -في سياق هذه المعركة الطويلة- مخططاً على مستوى المنطقة، وضع نفسه في قلب مشروع توسعي يتوهم انه قادر على السطو على العالم العربي، وتفكيك دُوَله، وجعلها مجرد اداة للتوسع والنفوذ الاقليمي، والمؤسف أن فئة لبنانية ارتضت لنفسها ان تلعب دور الاداة لهذا المشروع، غير آبهة بالمصلحة الوطنية اللبنانية، كأن لبنان بالنسبة لها ليس كياناً ولا دولة، بل مجرد مسرح لألعاب القوى، وظيفته ان يدفع الثمن الاغلى من دماء أبنائه ومستقبلهم، في خدمة هذه السياسة التوسعية. ما نراه اليوم أن حزب الله يحول لبنان الى غرفة عمليات عسكرية وامنية وايديولوجية واعلامية للنفوذ الايراني، كأن وظيفته أن يدفع لبنان وشعبه أثمان هذه التبعية التي ترجمت في سوريا والعراق واليمن، على شكل رأس حربة تتحرك بتوجيه من طهران، بهدف تحقيق الاحلام الامبراطورية العبثية لدولة الملالي.
وتابع ريفي: لحزب الله نقول كما رفضنا حربكم بالوكالة عن ايران في سوريا، سنرفض المهمة الموكلة إليكم من ايران في اليمن، واذا ارتضيتم لأنفسكم دور الاداة للمصالح الايرانية فإننا لن نقبل أن تحولوا وطناً بكامله الى مجرد اداة، ومن هنا نرفض المس بحزم بالعلاقة اللبنانية - السعودية التي قامت بما يمليه عليها واجبها في حماية اليمن ومنع شرذمته، والحفاظ على الشرعية اليمنية المنتخبة شعبياً، في مواجهة النفوذ الايراني الذي يتباهى بالسيطرة على اربع عواصم عربية، وبالسباحة في مياه المتوسط.
وأردف ريفي: لقد أثبتت المملكة العربية السعودية في علاقتها التاريخية بلبنان أنها الدولة الصديقة التي طالما وقفت الى جانب بلدنا في كل المجالات، وهذه حقيقة يعرفها أصدقاء المملكة وخصومها. لقد دعمت الشرعية اللبنانية والمؤسسات الامنية والعسكرية؛ كي تساهم في الحفاظ على سيادة لبنان ووحدته، ولم تدفع المال لفئة او طائفة، ولم تؤسس المليشيات، وعلى من يشتم المملكة أن يخجل ويعرف أن تضليل اللبنانيين بهذه الطريقة فات أوانه. وتوجه ريفي الى «حزب الله»: «لقد سقط القناع عن مشروعكم المدمر للبنان، فمن اغتيال رفيق الحريري، ومن تنفيذ السابع من ايار وتخريب الدولة، وتعطيل المؤسسات، الى التورط في دعم نظام الاسد، الى التبرع بالنيابة عن ايران وبتكليف منها بدعم تفتيت اليمن، مسيرة واحدة تؤكد انكم مجرد اداة، تضحي بنفسها وبدماء اهلها على مذبح مشروع لن تكتب له فرص النجاح. كفى هروباً الى الامام فقد اصبحتم فريقاً منبوذاً في العالم العربي، مهمته تخريب الاستقرار، ودعم الاستبداد، وتعميم سلوك السابع من ايار من بيروت الى صنعاء، مع ما يعني هذا السلوك من انقلاب على قيم السلام والأمن والديموقراطية.
وختم: «على الرغم من كل الاخطار والتحديات نحن ماضون في الدفاع عن منطق الدولة التي تحمي الجميع، بكم ومعكم نستطيع الاستمرار بهذه المواجهة التي تكتسب مشروعيتها».
جنود الجيش اللبناني يحيطون بالدفعة الأولى من الهبة السعودية
أسلحة وذخيرة فرنسية لدعم الجيش اللبناني