تقدم لخطبتي الكثير ولكني كنت أتمنى زوجا متدينا ملتزما بتعاليم الإسلام ظاهرًا وباطنًا، كان هذا الأهم بالنسبة لي، منذ عام تقريبا تقدم لي شاب متدين، أرضاني التزامه، وشعرت بقبول تجاهه، ولكن أبي كان معترضا؛ ولكنه عاد مرة أخرى وخطبني ووافق أبي.
وبعد فترة خطوبه استمرت ثلاثة شهور وقع الاختلاف بيني وبينه؛ لأنه كان مسافرًا وكان يريد مني أن أصاحبه، وأنا لا أريد أن أخسر عملي، فخيرني بينه وبين عملي، فتمسكت بعملي.
وتقدم لي شخص آخر خلوق وطيب ومتميز في عمله لكنه ليس بدرجة الالتزام التي أتمنى أن يكون زوجي عليها. أتمنى أن تساعدوني ماذا أفعل هل أتزوج هذا الشخص أم أمنح نفسي فرصة أخرى؟ وكيف أستطيع التخلص من مرض التردد المزعج؟ هل أنا بحاجة لعلاج نفسي؟
الجواب
أعرض عليك النصائح التالية:
أولا: الاختيار بين العمل والعريس، لا شك أن الأفضل لكِ هو الارتباط والاستقرار في البيت، وإنما خلقت الزوجة لتؤدي رسالتها داخل بيت الزوجية، فإن تمت الموافقة والاتفاق بينكما على العمل لا مانع بضوابطه الشرعية، لكن أول الأمور هو الارتباط بزوج المستقبل، والذي تسكن إليه نفسك وتعف به حياتك من كل فتنة، فلا تتردي في الموافقة على عريس جاءكِ بصفات صالحة.
ثانيا: أنصحكِ بما تقعين فيه من أمرين خطيرين:
أ- المقارنة بين الخطيب الأول، وهذا من تلبيس الشيطان عليك.
ب- خطأ، أنتِ وأنا أبناء وبنات اللحظة التي نحياها فلا الماضي يمكننا إعادته ولا المستقبل يمكننا أن نعيشه قبل أوانه، فعيشي اللحظة التي تحيين فيها فقط والله يعينك، واعلمي أن التفكير في الأول يعد خيانة لله ولزوجك الجديد.
ثالثا: عليكِ بالرضا بما قسم الله لكِ، ودائما نردد: قضاء الله خير وأفضل للعبد من اختياره هو -أي العبد- فثقي بالله: «وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا» [الطلاق:2-3].
رابعا: قال تعالى: «وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ» [البقرة:216].
خامسا: لا تحتاري في الاختيار بين الأمور ولا تتردي.
سادسا: أنتِ لستِ بحاجة للذهاب إلى طبيب نفسي، وما أنتِ فيه هو حالة طبيعية جدا لطبيعة السن الذي أنتِ فيه، وما تمرين به من أمور الحياة المضطربة، والتي أعتبرها شيئًا عارضًا وليس بمرض.