قالت منظمة أطباء بلا حدود: إن العنف في العراق وَلَد واحدة من "أكبر أزمات" المهجرين منذ عقود، لتسببه في تهجير أكثر من مليونين و600 ألف شخص، وأن قرى بأكملها قد أُحرقت وسُوّت بالأرض، وأعلنت وزارة الداخلية العراقية، أن قواتها الأمنية تمكّنت من تحرير الطريق القديم لناحية الكرمة، فضلاً عن قتل مجموعة إرهابية ضمن الحدود الإدارية لمحافظة الأنبار، وأن قواتها الأمنية تمكّنت من تأمين 40 منزلاً مفخخاً، مشيرة إلى مواصلة التقدم لتطهير الشريط الرابط بين مستشفى الرمادي العام وجسر الحوز، الذي يقع وسط مدينة الرمادي، كبرى مدن محافظة الأنبار.
تقدّم بالكرمة
وأشارت وزارة الدفاع العراقية في بيان، إلى "تمكّن فرقة المشاة السابعة عشرة المتمثّلة في لواء 25، وفوج مغاوير الفرقة وكتيبة مدفعية ميدان 117 من تحرير الطريق القديم لناحية الكرمة" بمحافظة الأنبار.
وأكّد البيان، "تحرير قرية البو سودة والبو خنفر والبو سلمان، وتحرير نهر علي سلمان ونهر الحلابسة، في عملية نوعية، تم خلالها قتل عدد كبير من الإرهابيين، وضبط أكثر من معمل لتصنيع العبوات الناسفة والعجلات المفخخة".
وفي سياق متصل، واصلت قيادة عمليات الأنبار فعالياتها في مقاتلة عناصر داعش الإرهابية، في مناطق مختلفة من مدينة الرمادي، كبرى مدن محافظة الأنبار.
وأفادت مصادر وزارة الدفاع أن "مدافع الهاون التابعة للواء التدخل السريع، وبناء على معلومات استخبارية دقيقة، تمكّنت من قتل مجموعة إرهابية انتحارية، تتخذ من أحد المنازل في البو ذياب وكراً لها".
فيما أشارت المصادر نفسها إلى تمكّن لواء التدخل السريع في الرمادي، من قتل 10 إرهابيين إلى جانب انتحاريين اثنين.
حصار 120 جنديًا
وأعلن مسؤول أمني عراقي أمس الجمعة أن تنظيم داعش حاصر قوة عسكرية عراقية شمال شرقي الفلوجة.
وقال المسؤول لوكالة الأنباء الألمانية: «إن قوات من تنظيم داعش تحاصر منذ صباح أمس مقرًا لقوة عسكرية قوامها120 جنديًا من الفوج الرابع التابع للفرقة الأولى بمنطقة ناظم الثرثار شمال شرقي الفلوجة».
وأضاف «إن اشتباكات مسلحة تدور بين الحين والآخر ما بين القوة المحاصرة والتنظيمات الإرهابية لدى محاولتها دخول المقر وقتل الجنود وتمكنت القوة المحاصرة من منع عناصر داعش من الدخول واقتحام مقرهم».
وأوضح «أن الجنود بدأوا يطلقون نداءات استغاثة إلى القيادات العسكرية والمسؤولين في الأنبار وبغداد بغية فك الحصار للحيلولة دون وقوع مجزرة كبيرة على غرار مجزرة السجر منذ عدة أشهر والتى نفذها الإرهابيون بقتل مئات الجنود».
منازل مفخّخة
وقال المتحدّث الرسمي باسم الوزارة، العميد سعد معن: إن "قوة من فرقة التدخل السريع تمكّنت من تفكيك 40 منزلاً مفخخاً، بالإضافة إلى جامع مفخخ، فضلاً عن تفكيك 75 عبوة ناسفة على شكل براميل متفجرّة"، لافتاً إلى عثور القوة نفسها على معمل لتصنيع العبوات الناسفة.
وأضاف العميد معن، في بيان: إن "فرقة التدخل السريع عثرت على 100 قنبلة يدوية الصنع، و100 صاروخ قاذفة، وكذلك متفجرات تستخدم في عمليات التفخيخ".
دعم أمريكي
سياسيا، أعربت الولايات المتحدة الأميركية عن دعمها للعراق، وتقديم جميع أنواع الدعم والإسناد من أجل القضاء على تنظيم داعش الإرهابي.
جاء ذلك، أثناء استقبال وزير الدفاع العراقي خالد العبيدي يوم أمس، الخميس، للسفير الأميركي في بغداد ستيوارت جونز.
وذكر بيان لوزارة الدفاع، نُشر على موقعها الرسمي، أن "وزير الدفاع العراقي خالد العبيدي والسفير الأميركي في بغداد ستيوارت جونز، ناقشا زيارة وزير الدفاع العراقي برفقة رئيس الوزراء إلى الولايات المتحدة الأمريكية، وما تمّ الاتفاق عليه من عملية تجهيز القوات العراقية المسلحة بالأسلحة والعتاد، واستمرار تدريب كوادر وزارة الدفاع العراقية".
وأشار البيان، كذلك إلى "مناقشة العمليات الأخيرة التي تجري في محافظة الأنبار ونزوح أهالي المحافظة".
تهجير العراقيين
أكدت منظمة أطباء بلا حدود، أن العنف في العراق وَلَد واحدة من "أكبر أزمات" المهجرين منذ عقود، لتسببه في تهجير أكثر من مليونين و600 ألف شخص.
وبيّنت المنظمة أن أغلب المتضررين من النساء والأطفال يعانون أمراضا مزمنة ونفسية مع نقص العناية الطبية.
وقالت المنظمة: إن قرى بأكملها قد أُحرقت وسُوّت بالأرض، مع وجود عراقيل طائفية تمنع العوائل الهاربة من الوصول إلى الأماكن الآمنة، مما يحد من وصول المساعدات الدولية إليهم".
وأوضحت المنظمة، أن فريقاً طبياً من البعثة الدولية يتواجد حالياً في منطقة أبو غريب، غربي بغداد، لتقديم خدمات الرعاية الصحية لآلاف العوائل النازحة من الرمادي".
وذكر تقرير المنظمة، أن الآلاف من المهجرين العراقيين يعيشون بدون مساعدات إنسانية أساسية، مشيرا إلى ضعف المساعدات الدولية المقدمة.
وشدد تقرير المنظمة على ضرورة "وضع خطة طوارئ شاملة لمعالجة احتياجات موجات مهجّرين آخرين.