أوصى الخبراء المشاركون في المنتدى العلمي الخامس من سلسلة منتديات كلية الدراسات العليا بجامعة الخليج العربي، الذي عقد مساء أمس الأول في مركز الأميرة الجوهرة البراهيم في المنامة بعنوان (تحديات علوم الفضاء ونظم المعلومات الجغرافية والاستشعار عن بعد في دول مجلس التعاون)، بوضع إستراتيجية حكومية موحدة لدول مجلس التعاون الخليجي تهدف إلى الاستفادة من إمكانيات علوم الفضاء والاستشعار عن بعد في تحقيق أهدافها الاستراتيجية والانمائية.
كما أوصى المنتدى الذي يقام ضمن سلسلة المنتديات العلمية بمناسبة مرور 35 عاماً على تأسيس جامعة الخليج العربي، بتعزيز البرامج الأكاديمية في الجيومعلوماتية لتمد سوق العمل في الدول بالخريجين الوطنيين من ذوي المهارات العالية، وأكد كذلك أهمية إشراك القطاع الخاص في تطوير هذه البرامج وفقاً لحاجة السوق.
وعن استخدامات صور الأقمار الصناعية أكد المشاركون أن الأقمار الصناعية تسهم بشكل مباشر في دعم مشاريع التنمية من خلال توفير معلومات دقيقة تفيد في استخدامات البنية التحتية، والزراعة، والثروات المعدنية، وتسهم في رسم المستقبل وفقاً لمعطيات علمية عالية الدقة، كما طالبوا بربط نتائج المراكز البحثية والاكاديمية في مجال الجيومعلوماتية، بسوق العمل، وصناع القرار السياسي، من أجل تحقيق الاهداف الاستراتجية والتنموية لمجتمع الخليج العربي. وفي بداية الحوار قدم الدكتور عبدالرزاق البناري رئيس قسم الجيومعلوماتية بجامعة الخليج العربي لمحة تاريخية حول تطور علوم الفضاء وجميع ما يتصل به من معلومات وعلوم، مبيناً أن الصور الجوية كانت أداة من أدوات علم الخرائط بعد الحرب العالمية الثانية، حيث وضعت خلال هذه الفترة أسس علوم الفضاء، فيما لفت إلى أن أول استخدام مدني للأقمار الصناعية تم في العام 1972، وكان علم الفضاء وقتها محتكراً بين طرفي الحرب الباردة وأخذ ينتشر بعد ذلك تدريجياً إلى أن انتشر على مستوى العالم.
وأضاف: إن "استعمالات الأقمار الصناعية انطلقت في التسعينيات في الدول العربية، عبر إطلاق مجموعة من الأقمار الصناعية، توالت في مصر والمغرب العربي والخليج وغيرها من الدول، كما أن العلم الحديث أصبح يوفر إحداثيات جغرافية ترصد أماكن مختلفة وبسرعة متناهية، عبر البصمات الطيفية التي طورت في هذا المجال لتعطي صورة في غاية الدقة للأرض عبر القمر الصناعي".
وشدد بناري على أن تطور هذا المجال لا يعاني من نقص الكوادر البشرية العربية المؤهلة، حيث يعمل في وكالة الفضاء الأمريكية (ناسا) عدد لا يستهان به من الباحثين من الدول العربية، ما يؤكد على وجود الموارد البشرية لتطوير هذه التكنولوجيا، ولكنها تحتاج إلى قرارات سياسية لتوفير البيانات في المنطقة العربية للاستفادة منها في البحوث التخصصية.
فيما أشار الدكتور ممدوح عابدين، أستاذ الجيولوجيا والاستشعار عن بُعد بالهيئة القومية للاستشعار عن بُعد وعلوم الفضاء في مصر، إلى أن أغلب الدول العربية تشتري صور الأقمار الصناعية للاستفادة منها في تطبيقات مختلفة، لكن بعض الدول كالمغرب ومصر والإمارات لديها أقمار صناعية، بإمكانها استثمارها بشكل كبير.
من جهته، تناول الدكتور غالب فاعور مدير المركز الوطني للاستشعار عن بُعد التابع للمجلس الوطني للبحوث العلمية في لبنان أبرز المحطات التي شهدت تطور مجال الأقمار الصناعية، فيما ركز الدكتور عبدالجليل زينل الرئيس التنفيذي لشركة الحلول التقنية المكانية في البحرين، على تجربة مملكة البحرين في مجال نظم المعلومات الجغرافية والاستشعار عن بُعد، حيث كانت النقاشات في منتصف التسعينات تدور حول مستقبل الجيومعلوماتية في المنتديات التخصصية، وتم الاتفاق على أن مستقبل هذا القطاع مرهون بتطور تكنولوجيا تقنية المعلومات، وهو ما تحقق اليوم بعد 20 عاماً بشكل هائل، حيث تتوافر معطيات الاقمار الصناعية بشكل عالي الدقة والوضوح على اجهزة الهاتف النقال.