أعلن الأمير الدكتور تركي بن سعود بن محمد رئيس مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية، عن تحالف صناعي تقني بين المدينة ومنظمة عربسات وشركة لوكهيد مارتن الأمريكية وشركة تقنية الفضائية السعودية لتصنيع وإطلاق عدد من أقمار الاتصالات.
وبين سموه خلال افتتاحه اليوم فعاليات المؤتمر الدولي الثالث لتقنية الإلكترونيات والاتصالات والضوئيات، الذي تنظمه المدينة في مقرها بالرياض، برعاية خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود -حفظه الله- ، أن المدينة دعمت ضمن برامج المنح البحثية والخطة الوطنية للعلوم والتقنية والابتكار أكثر من 70 مشروعاً في مجال تقنية الالكترونيات والاتصالات والضوئيات بجامعات المملكة بما يقارب 104 ملايين ريال، تمثل نحو 4% من إجمالي المشاريع المدعومة للتقنيات الاستراتيجية التي أقرتها الخطة.
وقال: "أثمر هذا الدعم والجهود التي تمت من خلال الخطة الخمسية الأولى للعلوم والتقنية (معرفة 1) في تحقيق نتائج مميزة، تنعكس على أرض الواقع من خلال البنية التحتية التي تملكها المملكة اليوم في مختلف التقنيات الاستراتيجية المتقدمة ومن ضمنها تقنيات الالكترونيات والاتصالات والضوئيات، ونطمح في الخطة الخمسية الثانية استثمار نتائج الأبحاث في القطاع الصناعي، الذي نراه مطلباً ضرورياً لتوظيف هذا الاستثمار في صلب اقتصاد معرفي يعود على المملكة بالنفع والتمكين".
وأكد الأمير تركي بن سعود أن للإلكترونيات والاتصالات والضوئيات تطبيقات مذهلة ومتسارعة النمو، وهناك عدد لا يحصى من التطبيقات المهمة لهذه التقنيات، مؤكدا أنه من هذا المنطلق يسعى الباحثون في المدينة والجامعات بالمملكة إلى ابتكار جيل جديد من الأنظمة والتقنيات لتلبية الاحتياجات ومتطلبات التطور في هذا القطاع.
من جانبه، أوضح مدير المركز الوطني لتقنية الإلكترونيات والاتصالات والضوئيات رئيس اللجنة العلمية للمؤتمر الدكتور حاتم بن محمد بحيري، أن المدينة تنظم المؤتمر السعودي الدولي لتقنيات الالكترونيات والاتصالات والضوئيات للمرة الثالثة على التوالي, إيماناً منها بأهمية هذا التقنيات التي برزت مؤخراً بشكل واسع على نطاق البحث العلمي, نتيجة للتطورات العلمية المتلاحقة التي أحدثتها وحققتها هذه التقنيات والعائدات الاقتصادية العالية.
وبين أن المملكة والدول المتقدمة اقتصادياً حرصت على إيجاد مبادرات وطنية, تعمل بشكل جدي على وسائل بحث وتطوير هذه التقنيات, لمنافعها الاقتصادية ودورها في التنمية المستدامة, حيث تشكل هذه التقنيات ركيزة الاقتصاد القائم على المعرفة, وأساس تبادل المعلومات, مما يجعلها ذات أهمية بالغة بالنسبة للدول واكتفائها الذاتي, وتعد فرصة عظيمة لتنويع الاقتصاد وإيجاد فرص العمل ذات الأجور العالية.
إثر ذلك بدأت فعاليات المؤتمر بعقد الجلسة الأولى، التي تضمنت ورقتي عمل، قدم الأولى جريج هنكلي من شركة منتور جرافيكس بالولايات المتحدة الأمريكية، سلط فيها الضوء على المنتجات والاكتشافات الجديدة التي تقدم تصاميم إبداعية لدوائر متكاملة عالية الأداء وقليلة التكلفة، بعدها قدم ميشا دولهر من شركة كينجز كوليج بالمملكة المتحدة الورقة الثانية تحدث فيها عن الرؤية المستقبلية لابتكار ما يسمى بالإنترنت الملموس، مؤكداً أن هذا التوجه سيغير خارطة الكثيرة من المواقع والخدمات على الإنترنت، مثل التسوق .
وبالجلسة الثانية تطرق حازم حاج من الجامعة الأمريكية في بيروت، إلى التطور الملحوظ للهواتف المتنقلة الذكية والأجهزة اللوحية واتجاهها إلى ما يسمى حوسبة الوجود الكلي، ثم تناول ألبرتو غارسيا أورتز من جامعة بريمن بألمانيا في الموصلات الكهربائية التي أصبحت من أهم المشاكل في تصميم أنظمة الرقائق الحديثة، عاداّ مؤشر الاداء واستهلاك الطاقة والاعتمادية من أهم التحديات التي يجب التصدي لها من اجل بناء نظام موصلات مثالي.
وفي الجلسة الثالثة التي رأسها عمر السعيد، تحدث في الورقة الأولى محمد سليم العويني من جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية عن "مواجهة الطيف الترددي عبر الموجات المقربة والاتصال الضوئي"، عاداً مفهوم الشبكات المقربة واحدة من أهم المحاولات الفعالة لاستغلال الطيف الترددي وذلك من خلال إتاحة الطيف المرور بين شبكات رئيسية وثانوية.
من جهته تناول راميش راو من جامعة كاليفورنيا سانديغو بالولايات المتحدة الأمريكية "الجيل الجديد من إنترنت الأشياء"، عرف فيها إنترنت الأشياء بمفهوم جديد للاتصال بين عدة أجهزة حول العالم لمساعدة متخذي القرار في مجال نقل البضائع والشحن، والمستودعات وكذلك مراقبة الطقس والتلوث والرعاية الصحية، مؤكداً أنه مع تزايد هذه المجالات، إلا أنها تواجه عدة تحديات في مجال نقل البيانات عبر الشبكة وتحديات أخرى في مجال عدم التوافق في المعايير.
بعدها تحدث عبدالحميد طه من جامعة الفيصل عن "الحس والحوسبة مع انترنت الأشياء"، مستعرضاً أهم أساليب البناء لجميع الأنظمة المرخص منها وغير المرخص وكذلك أهم الخطط من أجل بناء نموذج لشبكة مرنة على نطاق المدينة، واختتمت الجلسة بالورقة الرابعة التي قدمها عبدالكريم أدينوي من شركة الاتصالات السعودية بعنوان "اتجاهات التقنية والصيغ الجديدة"، أوضح فيها أن من أهم المشاكل التي تواجه مشغلي شبكات الهاتف المتنقل هي السعة (أكثر من التغطية)، وهذا يرجع إلى العدد الهائل من الهواتف المتنقلة التي تطلب كميات هائلة من البيانات وفي أوقات محددة، مؤكداً أن هذا الأمر قد يؤثر بشكل كبير على جودة الاتصال ورضى عملاء الشركات .
يذكر أن المؤتمر تستمر فعالياته غداً بعقد ثلاث جلسات علمية، تناقش تصميم الدوائر والأنظمة الالكترونية، وأنظمة الهوائيات والدوائر الراديوية، وأنظمة الضوئيات .