عشنا بقلوبنا المتأملة مع نادينا القادسية في مدينة الخبر في الثلاثة الأشهر الماضية حالةً من الترقب الشديد التي لم يسبق لها مثيل عبر تاريخه الطويل، وهو يتجاوز خلال هذه المسيرة المظفرة في دوري (التعب) كل المصاعب والمعوقات، حتى حقق بفضل الله ثم بدعاء المحبين الأوفياء أُمنية تحقيق الصعود (الأول) وبكل جدارة واستحقاق حتى بات في مكانته الطبيعية بين ومع الكبار في دوري جميل، وبعد مجهودات كبيرة لا تخفى على أحد قد بذلتها إدارة الأخ معدي الهاجري مع نخبةٍ رائعةٍ من الإداريين، منهم من واصل المسيرة، ومنهم من فضّل الاستقالة بعد أن أدى ما يستطيع، ومنهم من انضموا حديثاً، فكل هؤلاء يعود لهم بعد الله الفضل فيما تحقق من إنجاز بات محلَّ إجماعٍ وحفاوة من أهالي الخبر الأوفياء.
إذاً فإن هذه الإدارة مشكورة على ما قدّمت، وعلى أنها رسمت الفرحة وصنعت الفخر في كل مكان، محققةً ما عجزت عنه كل الإدارات المتعاقبة على النادي، وذلك في سلوكها الطريق الصحيح المؤدي الى التكاتف والمحبة بين أبناء الخبر خلف ناديهم الذي لا يجد غيرهم مشجعاً ومؤازرا، والوقوف معه كلٌ حسبَ استطاعته، مما أسهم في النهاية في تحقيق البطولة (الأميز والأثمن والأغلى)، وهذا ما كان جميعنا بأمسّ الحاجة إليه أكثر من كل بطولات الدنيا بدون مبالغة، ومن يعرف مدينة الخُبر يدرك تماماً أنها مدينةٌ مليئةٌ بالكفاءات الكثيرة والمميزة والبارزة في شتى مناحي الحياة، ويحتاجون فقط إلى من يقربهم لناديهم للانخراط في خدمته ودعمه والإسهام في تفوقه ونجاحه.
أما أكثر ما أخشاه على نادينا أن يتصَّور إخواننا الأفاضل القائمون على هذه الإدارة أن كل الأعمال التي قاموا بها صحيحة وموقفة طالما أن المحصلة النهائية هي التتويج بالصعود! يجب حقيقة أن لا ينسوا تلك الأخطاء التي تم ارتكابها أثناء الموسم والتي نحمد الله أنها لم تكن عثرةً في الواقع.
إن دوري جميل أيها الأوفياء يحتاج إلى أشياء كثيرة ومتعددة، تبدأ من وجهة نظر شخصية بجهاز فني متمكن يعمل على تطوير الفريق أكثر فأكثر، ويستثمر العناصر الشابّة من الناحية الفردية والجماعية، وتواجد المختص اللياقي المحترف والمؤهل الذي يستطيع التعامل مع المجهود البدني بطريقه علمية، وأيضاً جهاز طبي متمكن بأجهزة مساندة للعمل العلاجي، ولاعبين أجانب مميزين بأسعار معقولة، وكفاءات إدارية أُخرى تُسهم في مساندة ودعم الموجودين، وتقديم الإضافة لهم في مجال التسويق والاحتراف والاستثمار، وكل ما تتطلبه التجربة القادمة من عوامل النجاح والاستمرار.
وعلى رأس جميع العوامل السابقة والضرورية، فإنه يجب التفكير بشكل جدي ومنظم في كيفية تجهيز الميزانية للصَّرف على هذه الأمور بعيداً عن المفاجآت والعوارض المبرَّرة.
إن ما أرجوه حقيقةً هو أنه إذا لم يكن بمقدور أيّ منّا تقديم العون والمساندة للنادي، فلزاماً علينا أن نساند الإدارة بقلوبٍ صادقةٍ محبة، ونترك لهم زمام الأمور باتخاذ ما يرونه مناسباً للمصلحة العامة.
للقادسية أصدقُ الأماني القلبية بمزيدٍ من النجاح والتقدم.