كثّف التحالف العربي غاراته الجوية أمس على مواقع للمتمردين الحوثيين في جنوب اليمن حيث تدور معارك عنيفة بينهم وبين مقاتلين موالين للرئيس عبدربه منصور هادي، وقد شنت طائرات التحالف عدة غارات على معسكر قوات الأمن الخاصة في محافظة تعز وسط اليمن استهدفت المسلحين الحوثيين المرابطين في المعسكر، وتزامنت الغارات مع قصف عنيف شنه الحوثيون على منطقة «الكمب» قرب القصر الجمهوري في تعز.
كما قصفت مقاتلات التحالف مواقع للحوثيين في خور مكسر ودار سعد في عدن ما ساعد المقاتلين للموالين لهادي في استعادة السيطرة على بعض القطاعات.وأشارت مصادر في «المقاومة الشعبية» إلى أن مواقع المتمردين تعرضت لغارات جوية في محافظتي لحج وابين في الجنوب.وهزت غارات جوية الليلة قبل الماضية مدينة عدن، بينما خاض مقاتلون اشتباكات للسيطرة على المطار الرئيسي في معارك وصفها سكان بأنها الأسوأ خلال الحرب التي بدأت قبل أكثر من شهر.وتبادل المتمردون الحوثيون المتحالفون مع إيران ومقاتلو فصائل محلية إطلاق نيران المدفعية وقذائف المورتر في حي خور مكسر بمحيط المطار أثناء الليلة قبل الماضية، وقصفت طائرات التحالف الذي تقوده السعودية مواقع للحوثيين.
وقال سكان: إن ستة حوثيين على الأقل واثنين من الفصائل المحلية المسلحة قتلوا في اشتباكات الليلة قبل الماضية.
معارك المطار
وسيطر مقاتلو المقاومة الشعبية على أجزاء واسعة من مطار مدينة عدن، ودارت معارك عنيفة بين المقاومة ومسلحي الحوثي وقوات تابعة للرئيس المخلوع علي عبدالله صالح داخل مطار عدن قتل خلالها ثلاثة عشر مسلحًا حوثيًا، وإن مقاتلي المقاومة يطبقون الحصار على الحوثيين المتمركزين داخله.
واقتحم مسلحون موالون للحوثيين منازل في منطقة خور مكسر الواقعة وسط عدن، واعتقلوا داخلها رجالًا بشبهة الانتماء للمقاومة.
وقال شهود: إن المسلحين أخرجوا إثر ذلك عددًا ممن تم اعتقالهم، وأطلقوا عليهم الرصاص في الشارع.
اشتباكات تعز
وفي مدينة تعز، تعرّض المجمع القضائي لقصف بقذيفة مدفعية من قبل جماعة الحوثي والقوات الموالية لصالح المتمركزين في معسكر الأمن المركزي.وتمكنت المقاومة الشعبية من الاستيلاء على تبة الزنقل المطلة على شارع الأربعين إثر مواجهات مع جماعة الحوثي وقوات صالح.وفي الضالع قالت مصادر محلية: إن مسلحي الحوثي قصفوا مباني في المدينة بشكل عشوائي مما تسبب في احتراق محال تجارية ومنازل.
ترحيب رئاسي
سياسيًا رحبت الرئاسة اليمنية بتعيين إسماعيل ولد الشيخ أحمد مبعوثاً جديداً للأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن خلفاً للمبعوث السابق جمال بنعمر.
وأكدت الرئاسة اليمنية في بيان لها حرصها واستعدادها على دعم ولد الشيخ أحمد لاستكمال العملية السياسية وفق المبادرة الخليجية وقرارات مجلس الأمن.كما عبر البيان الرئاسي عن تطلع كل اليمنيين لسرعة استعادة شرعية الدولة اليمنية وتحقيق الأمن والاستقرار في اليمن، ومواصلة العملية السياسية بمشاركة كافة القوى السياسية، ودعا البيان جميع اليمنيين إلى نبذ العنف والصراع حفاظًا على السلم الأهلي والوحدة الوطنية والمصالح العليا للشعب اليمني.
كارثة إنسانية
من جهته حذر وزير حقوق الإنسان اليمني عزالدين الأصبحي من كارثة إنسانية تشهدها المحافظات الجنوبية لليمن جراء الانتهاكات التي تقوم بها مليشيات الحوثي.
وقال الأصبحي في اتصال مع الحدث: إن عشرات الأسر عالقة في تعز نتيجة الحصار الذي تفرضه هذه المليشيات.
ويعاني اليمنيون ظروفًا معيشية صعبة للغاية منذ أن شنت مليشيات الحوثي وصالح حربهم على العاصمة صنعاء وأتبعتها بهجمات على باقي المدن اليمنية الآمنة، ومع توسع دائرة الصراع هناك تتعمق الكارثة الإنسانية يومًا بعد يوم.
