حذر خبراء ومختصون بشاطئ العقير من خطر المواقع الخطيرة بالشاطئ التي تعرف باسم (التيار المائي)، والتي تسجل مع فترة المد والجزر تيارا مائيا قويا، يشكل مخاطر على مرتادي البحر، وممن يقومون بعملية السباحة والصيد، وسط نداءات مستمرة وعاجلة بتحرك سريع وفوري من قبل أمانة الأحساء ممثلة في بلدية العقير ومن قبل حرس الحدود بأهمية العمل الجاد والهام لمواصلة وتكثيف التوعية للزوار بالمواقع التي لا يتم السماح السباحة بها، والعمل على وضع وتكثيف اللوحات الإرشادية التي تشير إلى ذلك، والمطالبة بوضع أبراج مراقبة في هذه الأماكن لعملية المتابعة والتوجيه. ويأتي ذلك بعد أن أصبح (شاطئ العقير) يشكل الهاجس الكبير للكثير من زواره ومرتاديه ممن يقصدونه للتنزه والاستمتاع ببحره والصيد والسباحة بعد ان سجل مؤخرا غرق 7 أشخاص من مختلف الأعمار تم انتشالهم جميعا، وتشييع جثمانهم في مقبرتي النهارش بمدينة العيون ومقبرة الصالحية بالهفوف.
العاصفة تقتل 3 شباب بدأت فصول القصة المؤلمة بالعاصفة (المظلمة) التي شهدتها المنطقة مؤخرا، والتي تعتبر الذكرى الأليمة لأهالي محافظة الأحساء عامة وأهالي مدينة العيون خاصة، والتي معها فقدت 3 من شبابها كانوا في نزهة بحرية لقوا مصرعهم جميعا غرقا بشاطئ القصار، ووقتها ذكر الناطق الإعلامي بحرس الحدود في المنطقة الشرقية النقيب عمر الأكلبي أن غرفة عمليات قطاع حرس الحدود بالخبر تلقت بلاغا من مواطن، يفيد بفقدان 3 شبّان كانوا في نزهة بشاطئ القصار، وعلى الفور تم توجيه الدوريات الساحلية؛ لتمشيط الشريط الساحلي والدوريات البحرية ودوريات البحث والإنقاذ للبحث عنهم، والتنسيق مع طيران الأمن.
وتمكن حرس الحدود بالمنطقة الشرقية من العثور على أحد المفقودين الثلاثة، الذين فقدوا يوم موجة الغبار القوية في شاطئ "القصّار" وهو متوفى، وفيها ذكر النقيب الأكلبي أنه واستكمالا لما تم الإعلان عنه في بيان سابق عن البحث عن مفقودي شاطئ " القصار " فإن غرفة العمليات بقطاع حرس الحدود بالخبر تلقت بلاغا من مندوب حرس الحدود المشارك مع طيران الامن المشارك في مهمة البحث أنه شاهد أحد المفقودين في عرض البحر، وتم توجيه الحوامة المشاركة الى موقع الجثة، وتم انتشاله ونقله الى مستشفى العيون بالاحساء.
كما نجح حرس الحدود بالمنطقة الشرقية من العثور على الجثتين الأخريين من الثلاثة المفقودين. وقال الناطق الإعلامي بحرس الحدود في المنطقة الشرقية النقيب عمر الأكلبي إنه واستكمالا لما تم الإعلان عنه في بيان سابق عن البحث عن مفقودي شاطئ "القصار" فإن غرفة العمليات بقطاع حرس الحدود بالخبر تلقت بلاغا عند الساعة السادسة والنصف صباحاً من مندوب حرس الحدود المشارك مع طيران الأمن المشارك في مهمة البحث، أنه شاهد الجثة الثانية في عرض البحر وتم توجيه الحوامة المشاركة الى موقع الجثة وتم انتشالها، وعند الساعة السابعة تم العثور على الجثة الثالثة وتم انتشالها ونقلها الى مستشفى العيون بالاحساء، وشيعت مدينة العيون جثامين ابنائها الثلاثة المتوفين غرقا بشاطئ القصار بعد ان اديت الصلاة عليهم بجامع عمر بن الخطاب من جموع كثيرة من المصلين وتم دفنهم بمقبرة النهارش.
فيما شارك عدد من الغواصين المتخصصين من مدينة العيون في عملية البحث عن المفقودين، ممثلا في ضاحي الصقر وسمير المشعل ووحيد العيد واحمد الفياض الذين اكدوا ان مشاركتهم ضمن الفريق وتحت اشراف وتعليمات حرس الحدود.
فريق غوث
وآنذاك شارك فريق غوث للبحث والانقاذ في هذه المهمة، وهذا ما أكده رئيس الفريق في المنطقة الشرقية عبدالرحمن محمد بن هلال، والذي قال: لله الحمد تمت المشاركة ومساندة حرس الحدود في عملية البحث عن المفقودين الثلاثة بشاطئ القصار والمساهمة في ايجادهم جميعا، وتمت المساندة والمشاركة من الطيران الشراعي بعدد 3 طيارين وعدد 6 غواصين وعدد 8 سيارات دفع رباعي ومساندة أعضاء الفريق الراجلين بتوجيهات ومتابعة مستمرة من رئيس الفريق الكابتن منصور العاطفي، مؤكدا أن العدد الإجمالي للفريق الذي شارك خلال يومين يصل إلى 30 فردا شاركوا معنا في الفريق، من الشرقية 18 فردا، ومساندة من فريق غوث بالرياض، موضحا ان فريق غوث يتواجد في كل مكان؛ لتلبية نداء الواجب وسرعة الاستجابة للمحتاج لأي مساعدة في أي مكان في البر أو البحر تجدنا متواجدين نقدم ما نستطيع من كل الفرق من طيران شراعي وغواصين وسباحين والفريق البري بتجهيزات كلها فردية ابتغاء وجه الله -تعالى-، فكل الشكر لكل من شارك.
غرق 4 أطفال
ولم تمض أيام قليلة إلا ويشهد شاطئ العقير تكرار الحالة المأساوية بغرق اربعة اطفال كانوا في نزهة بحرية مع عائلتهم، وفور تلقي البلاغ باشرت الجهات المختصة في حرس الحدود بمركز العقير الموقع، كما باشرت فرق الهلال الأحمر السعودي وفرقة من مستشفى العيون الموقع، وآنذاك أوضح المتحدث الرسمي بقيادة حرس الحدود بالمنطقة الشرقية النقيب عمر بن محمد الأكلبي أن غرفة العمليات بقطاع سلوى تلقت بلاغاً يفيد بتعرض أربعة أطفال لحالة غرق أثناء وجودهم على شاطئ العقير، وعلى الفور تم توجيه الدوريات البحرية وفرق البحث والانقاذ، وتم انتشالهم، وقد فارقوا الحياة إلا طفلة تم نقلها إلى مستشفى العيون بالاحساء وفارقت الحياة ايضا. وذكر الأكلبي أنها كانت في منطقة ممنوع السباحة بها ويوجد على سواحلها لوحات إرشادية وتحذيرية تبين خطورتها.
وقد تم تشييع جثمان المتوفين الأربعة غرقا بشاطئ العقير بعد أن أديت الصلاة عليهم بجامع الشيخ محمد بن عبدالوهاب بالهفوف من جموع المصلين، وتم دفنهم بمقبرة الصالحية بالهفوف بإشراف من مركز اكرام الموتى بالهفوف.
ويذكر أن المتوفين الأربعة وهم طفلان من الأحساء وطفلان من دولة قطر الشقيقة هم من عائلة واحدة وهم دون سن الـ 15 كانوا في نزهة عائلية للشاطئ.
تكثيف اللوحات الإرشادية
ودعا النقيب الاكلبي إلى أهمية الاهتمام والتقيد بتعليمات النزهة؛ حرصاً على سلامة أرواحهم وعدم تعرضها للخطر، مبيناً ضرورة إبلاغ طوارئ حرس الحدود 994 عند حدوث أي طارئ لا قدر الله.
وأوضح مدير إدارة بلدية العقير المهندس راشد المسلمي لـ (اليوم)، أنه وانطلاقا من مسؤولية البلدية تجاه الزوار للشاطئ والحرص على سلامتهم جميعا، فقد تم العمل على تكثيف اللوحات الإرشادية على الشاطئ بالتنبيه عن المواقع غير المسموح بها للسباحة والتي تكون تحت مسؤولية ونطاق بلدية العقير من خلال التنسيق والتعاون مع إدارة حرس الحدود؛ حفاظا على سلامة الجميع، موضحا أن بلدية العقير وإدارة حرس الحدود لديها خطة وعمل سيتم من خلالها تكثيف الجولات الميدانية على الشاطئ؛ من أجل تحديد المواقع غير المسموح بها للسباحة ووضع اللوحات الإرشادية التي تحمل العبارات التنبيهية والإرشادية. مؤكدا أن بلدية العقير ستسعى جاهدة لتكثيف التوعية من خلال البرامج والفعاليات التي تستهدف جميع الشرائح، والتأكيد على أهمية معرفة المواقع غير المسموح بها للسباحة، وكذلك اهمية المحافظة على الشاطئ ومرافقه، موضحا أن بلدية العقير يوجد بها غرفة عمليات لتلقي البلاغات والشكاوي التي تكون من قبل المرتادين في حدود ومسؤولية البلدية.
مواقع التيارات
وأوضح حمد العطيش وهو أحد الخبراء والمختصين بشاطئ العقير أن هذا الشاطئ الكبير لا يخلو من المواقع الخطيرة التي لا تصلح لممارسة السباحة، بل انها تمثل المخاطر الكبيرة التي تقود الى الغرق المفاجئ، ومن ذلك المواقع التي بها التيارات المائية القوية والتي تتطلب جهودا كبيرة من أمانة الأحساء ومن حرس الحدود بتكثيف العمل الارشادي والتوعوي والتحذير من التواجد والسباحة في مثل هذه المواقع خصوصا الأطفال، وممن لا يجيدون السباحة خصوصا الفترة التي تشهد عملية المد والجزر، والتي يكون معها التيار المائي قويا جدا، مبديا استعداده التام للتعاون مع الجهات المختصة في حرس الحدود وأمانة الأحساء؛ لتوضيح مثل هذه الأماكن الخطرة، مؤكدا ان الفترة التي قضاها في الشاطئ أكسبته الخبرة لمعرفة أبرز المواقع الخطرة.
وطالب فهد السهلي بأن يكون لشاطئ العقير مركز أو مجمع للطوارئ متخصص في الحالات الاسعافية والطارئة يتكون من جهات حكومية متخصصة، منها صحة الاحساء، الهلال الأحمر السعودي، والدفاع المدني، تأهبا لأي حالة طارئة -لا سمح الله- تكون في حدود الشاطئ، علما بان بحر العقير يشهد اقبالا كبيرا من الزوار من داخل الاحساء ومن خارجها من مناطق ومدن المملكة ومن ابناء الدول الخليجية الشقيقة؛ نظرا لما يتميز به الشاطئ من نقلة كبيرة وتطورات يجب ان تنهض منها خدمات الحالات الطارئة.
وطالب حسين الحسين بأن تبادر بلدية العقير سريعا في تفعيل بوابة الشاطئ الرئيسية، بهدف استقبال الزوار وتنظيم حركتهم ومعرفة أعداد الزوار والإجابة عن استفساراتهم، خاصة للمواقع المهيأة والعمل على توجيههم إليها مباشرة وتفعيل البوابة بعملية وضع اللوحات الإرشادية والتنبيهية وتوزيع البروشورات والمطويات المرشدة والتوعوية للزوار بأهمية الابتعاد عن المواقع الخطرة التي لا يسمح بالسباحة بها، والتقيد بتعليمات الجهات المسئولة؛ حفاظا على سلامة الجميع.