أكد مصدر في محافظة نينوى أن تنظيم داعش بات يركز اهتمامه على تحصين حدود مدينة الموصل ببناء خندق ونصب جدار أسمنتي، مشيرا إلى أن التنظيم المتطرف أسرع في إكمال تشييده. وقال ضابط في قيادة عمليات الأنبار إن «تنظيم داعش يواصل استراتيجية حصار المدن الرئيسية عبر السيطرة على الطرق الرابطة بينها»، مشيراً إلى أن «الطرق الرابطة بين الرمادي وناحية البغدادي وقضاء حديثة غالباً ما تكون محفوفة بالمخاطر». وأضاف إن «التنظيم يشن منذ الجمعة حملة اعتقالات في شوارع مدينة الموصل طالت عناصر يشك بأنها نفذت حملة اغتيالات ضد عناصر داعش». وأشار الضابط إلى أن داعش أجرى سلسلة من التغييرات الإدارية لقادته العسكريين وقضاته ومقاتليه في مناطقه بين الرقة والموصل خلال الأسبوع الماضي.
وتبنى داعش أمس تفجير السيارة المفخخة في وسط بغداد مساء السبت والذي كان أدى الى مقتل 15 شخصا على الاقل بينهم اعلامي عراقي. وأورد في نشرة الكترونية ان عناصر تمكنوا «من تفجير سيارة مفخخة (...) في منطقة الكرادة» التجارية وسط بغداد. وأشار التنظيم الدموي الى ان التفجير استهدف «فصائل الحشد»، في إشارة الى «الحشد الشعبي» المؤلف بمعظمه من فصائل تقاتل الى جانب القوات الحكومية لاستعادة المناطق التي احتلها داعش في هجومه الكاسح في العراق في يونيو 201.
ووقع التفجير ليل السبت قرب مطعم في منطقة الكرادة المكتظة عادة والتي تضم العديد من المطاعم والمقاهي والمتاجر، بحسب ما أفاد ضابط برتبة عقيد في الشرطة.
وقال المصدر ان الحصيلة ارتفعت الى 15 قتيلا على الاقل و51 جريحا. وكانت الحصيلة الاولية 14 قتيلا و39 جريحا. واكد ان من بين الضحايا اربعة عناصر من الشرطة، والباقين مدنيون.
وتشهد بغداد تفجيرات بشكل شبه يومي. وفي حين يبقى عدد كبير منها من دون اعلان مسؤولية، يتبنى بعضها تنظيم داعش الذي يسيطر على مساحات واسعة من البلاد. وتبنى التنظيم الجمعة سلسلة تفجيرات بسيارات مفخخة ليل الخميس في بغداد، أدت الى مقتل 11 شخصا على الاقل، مشيرا الى انها «ثأر» لقيام مسلحين في بغداد مؤخرا بعمليات خطف وقتل بحق نازحين من محافظة الانبار (غرب) التي يسيطر الجهاديون على اجزاء واسعة منها.
سياسيا، رفض رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي في اتصال هاتفي مع نائب الرئيس الأمريكي جو بايدن مقترحات القوانين والمشاريع التي تسعى لتسليح العرب السنة والأكراد في العراق. وقال مكتبه الإعلامي في بيان بثته وكالة أنباء (باسنيوز) الكردية إن العبادي بحث هاتفيا مع بايدن مجمل الأوضاع السياسية والأمنية ومستجدات الأحداث، وبالأخص فيما يتعلق بالالتزام المتبادل بالحفاظ على وحدة الأراضي والسيادة العراقية.
ونقل البيان عن بايدن «التزام الولايات المتحدة الأمريكية باتفاق الإطار الاستراتيجي لحماية وحدة العراق الديمقراطي كما جاء في الدستور العراقي».
وأضاف بايدن إن «المساعدات العسكرية الأمريكية للعراق لمحاربة تنظيم داعش الإرهابي تكون بطلب من الحكومة العراقية ومن خلالها»، وإن «كل المجاميع المسلحة يجب أن تخضع لسيطرة الدولة بقيادة رئيس الوزراء».
وكانت لجنة القوات المسلحة التابعة لمجلس النواب الأمريكي وافقت على مشروع قانون ينص على تخصيص مبلغ 715 مليون دولار في ميزانية وزارة الدفاع لدعم القوات العراقية التي تواجه تنظيم داعش، مع تخصيص 25 % من هذه المساعدات لقوات البيشمركة الكردية ومسلحي العشائر السنية كمكونين مستقلين في العراق.
وواجه هذا القانون الأمريكي رفضا من جانب بغداد حيث صوت البرلمان العراقي في جلسته السبت على صيغة قرار مقدمة من التحالف الوطني للرد على المشروع، فيما انسحب اتحاد القوى والتحالف الكردستاني من الجلسة لاعتراضهما على صيغة القرار.
من جهة اخرى، أكد الأردن استعداده لتدريب الجيش العراقي والكوادر التي تقررها الحكومة العراقية لمحاربة الإرهاب. وأفاد الناطق الرسمي باسم الحكومة الأردنية محمد المومني، في تصريحات صحفية نشرت اليوم استعداد بلاده لمساعدة العراقيين، من خلال أفضل مراكز التدريب الموجودة في الأردن، موضحًا أن الأمور لا تزال حتى الآن في إطارها السياسي، ولم تصل إلى الإطار العملي والفني، وهو ما تقرره المؤسستان العسكريتان الأردنية والعراقية.
وأضاف المومني إن بلاده أبدت استعدادها سابقًا لتسليح الجيش العراقي، ضمن إمكاناته من خلال مركز الملك عبدالله للتصميم والتطوير (كادبي)، عادًّا هذا الأمر ليس بجديد، فقد أعلن الأردن عنه خلال زيارة وزير الدفاع العراقي خالد العبيدي في الثامن من الشهر الماضي للأردن.