أكد رئيس مجلس ادارة الجمعية الخيرية لتأهيل الحاسبات الآلية «ارتقاء» عبدالله بن عبداللطيف الفوزان، أهمية الاستفادة من الحاسبات الآلية المستخدمة في الحفاظ على النعمة الرقمية، من خلال اعادة تأهيلها بواسطة الافراد أو الشركات وعدم التخلص منها بطريقة قد تسبب تلوثا بيئيا.
إعادة تأهيل
وقال الفوزان لـ «اليوم» إن «ارتقاء» حملت على عاتقها إعادة تأهيل تلك الحاسبات ثم توجيهها للمستفيدين التابعين للجمعيات الخيرية والاجتماعية والتعليمية عبر مركزها الرئيسي في الخبر بالمنطقة الشرقية.
النعمة الرقمية
وأشار إلى أن فكرة جمعية «ارتقاء» انبثقت من احدى حلقات برنامج «خواطر» التلفزيوني، الذي كان يبث في شهر رمضان، من خلال الموضوع الذي عرضه حول حفظ النعمة الرقمية في مدينة دبي بدولة الإمارات العربية المتحدة، وبالتالي جاءت فكرة إنشاء الجمعية في المملكة العربية السعودية، وانطلقت الجمعية في العام الماضي وهي مسجلة في وزارة الشؤون الاجتماعية، وبالتالي فان رجع الصدى أوجد لها تفاعلا كبيرا من خلال المانحين وكذلك الأفراد بالإضافة إلى المستفيدين.
حماية البيئة
واضاف الفوزان إن من أهم أهداف الجمعية الحفاظ على النعمة الرقمية، ونشر ثقافة اعادة التدوير وحماية البيئة، ودعم برامج الرقي الفكري والعلمي، علاوة على نشر ثقافة الاستخدام الأمثل للتقنية والمعلومات، مبينا أن «ارتقاء» تعمل كوسيط بين مانحي أجهزة الحاسوب، من شركات وأفراد بالشراكة مع شركات الدعم الفني لاعادة تأهيل الأجهزة الحاسوبية وتغليفها وشحنها ثم توزيعها على المدارس والمنشآت التعليمية والجهات الاجتماعية والأسر والطلبة المعوزين.
تركيز على المانحين
وأردف الفوزان: إن الجمعية تركز عملها في المرحلة الأولى على المانحين من الشركات الكبرى التي لديها فوائض من الأجهزة وارسالها إلى الجمعية لإعادة تأهيلها وتدويرها، كما يوجد مركز لاستقبال أجهزة الحاسب الآلي من الأفراد في «إكسترا الخبر»، مبينا ان الجمعية استقبلت من الشركة السعودية للكهرباء نحو 2500 جهاز حاسب آلي، كذلك استقبلت من شركة عبدالله فؤاد أكثر من 1000 جهاز، اضافة لتفاعل شركة أرامكو مع «ارتقاء» بشكل ايجابي من خلال شراكة تعاونية بالإضافة إلى الاستفادة من الخبرات في مجال التدريب والدعم الفني واللوجستي، كذلك عقد شراكات تكاملية مع بعض الجهات الخيرية مثل مركز جنى ومصلحة السجون وكذلك وزارة التعليم والكلية التقنية بالدمام.
مشروع وطني
ودعا الفوزان كبرى الشركات والمانحين إلى التوجه بدعم الجمعية كنوع من المسؤولية الاجتماعية، وبالتالي هي فرصة لتدوير هذه الاجهزة، ومساهمة في مشروع حفظ النعمة الرقمية الذي يعد مشروعاً وطنياً واعداً يعود على المجتمع بالخير الكثير.
خصوصية ومعالجة
وحول خصوصية هذه الأجهزة سواء من تبرعات الشركات أو الافراد قال الفوزان: «ارتقاء» راعت هذا الجانب المهم لاحتواء هذه الأجهزة على معلومات كالصور والملفات الخاصة، وبالتالي قامت «ارتقاء» بمعالجة هذا التخوف من قبل المالكين السابقين للأجهزة «المانحين»، حيث قامت بمسح المعلومات كاملة من الأجهزة بطريقة تقنية حديثة، يصعب من بعدها استرجاع المعلومات، مع توفير نسخة من المعلومات لصاحب الحاسوب «المانح» حسب رغبته، قبل اجراء عملية المسح.
وأشار الى أن جانب الخصوصية جانب مهم، كان من أول الأمور التي تم الاهتمام بها من قبل الجمعية، من خلال الفنيين في هذا المجال وعن طريق استخدام أفضل البرامج المعتمدة؛ للحفاظ على خصوصية المانحين.
توزيع للمستحقين
واضاف الفوزان ان ارتقاء قامت بتوزيع ما يقارب 1780 جهاز حاسب إلى المكتبات العامة وكذلك لمستفيدي الجمعيات الخيرية والمنشآت التعليمية، علاوة على ذلك تسليم السجون في المنطقة الشرقية لأجهزة حاسب آلي معاد تدويرها، وإلى مراكز التدريب لدى الجمعيات الخيرية، مشيرا إلى ان شركة «اكتسرا» قامت بتوزيع 600 جهاز حاسب آلي من فائض الأجهزة التي لديها، بالإضافة إلى السعي ليكون السقف الأعلى لاستقبال وتأهيل الاجهزة اكثر من 5 آلاف جهاز سنوياً، كما أن هناك توجها لإنشاء فروع للجمعية في منطقة الرياض وجدة.
جهات حكومية
واستطرد الفوزان: إننا نسعى مع الجهات الحكومية لإيجاد نظام مع الوزارات والجهات الحكومية لكيفية التبرع بالأجهزة، حيث إن النظام يخضع في تلك المؤسسات الحكومية إلى بيعها في المزادات، وبالتالي نحاول ايجاد طريقة مناسبة لآلية التبرع لتوريدها إلى الجمعيات الخيرية، وبدورنا نقوم بإعادة تأهيلها وتدويرها عبر الشريك الاستراتيجي لصيانة هذه الاجهزة.
نشاط كبير
وشكر الرئيس التنفيذي لشركة عبدالله فؤاد القابضة فيصل عبدالله فؤاد القائمين على جمعية ارتقاء الخيرية لتأهيل الحاسبات الآلية على المجهود الكبير الذي تقوم به الجمعية في نشر ثقافة حفظ النعمة الرقمية في المجتمع، والأهم أنهم يقومون بإيصال الأجهزة المعاد تأهيلها إلى المحتاجين، وارتقاء اليوم تحقق نشاطا كبيرا لا يخفى على أحد ونحن في عبدالله فؤاد القابضة سعداء بأن نكون من الشركات الداعمة لهذا الفكر الخيري، وندعو الجميع إلى المساهمة في الحفاظ على البيئة وحفظ النعمة الرقمية.
ويعد الشيخ عبدالله فؤاد بصفته الشخصية وأيضاً كافة شركاته من كبار الداعمين لبرامج المسئولية المجتمعية في المنطقة الشرقية، وهي كذلك تقوم بدورها كإحدى الشركات الرائدة بالمنطقة الشرقية بتبني الشراكات والمبادرات الذكية والنوعية.
عمل مؤسسي
من جهة أخرى، قال عضو مجلس إدارة جمعية «ارتقاء» حمد الضويلع إن الجمعية كونت قاعدة كبيرة من خلال رجال الأعمال والمانحين لإضفاء روح التنافس في المجال الخيري والمسؤولية الاجتماعية، مشيرا إلى أنهم حاولوا وضع عمل مميز ومؤسساتي محترف وشفاف، بالإضافة الى الجودة في العمل من خلال المدخلات والمخرجات، علاوة على ذلك العامل المهم وهو الاستفادة من وجود الشباب وفكرهم، كذلك وجود مؤسسة خارجية تشرف على الأعمال التي نقوم بها في الجمعية، وبالتالي فإننا نسعى للتخصص في هذا المجال.
جودة ومتابعة
وأضاف الضويلع إن الجمعية تدار بطريقة الشركات من خلال تطبيق الجودة التي هي محور اهتمامها، وبالتالي متابعة الأجهزة بعد التأهيل والتدوير، واعداد الصيانة اللازمة في حال تعطلها، لذا قامت بالشراكة مع مؤسسة خارجية لعمل اختبار لجودة المنتج من خلال قياس مدى رضا المستفيدين، مشيرا الى أهمية مؤشرات الاداء في رضا المستفيدين لتحقيق الجودة في عمل المؤسسة.
برامج وأندية
وأردف الضويلع ان برامج «ارتقاء» تشمل نادي «تعلم فارتقي»، وهو نادٍ تفاعلي لتقنية المعلومات، يتم استحداثه في المدارس الابتدائية، يرتكز على استخدام برنامجين من معهد «ماساتشوستس» للتقنية وجامعة «إم آي تي» من مختبرها الشهير في الحاسبات الالكترونية «مديا لاب» بالإضافة إلى منظمة «كود أورج» التعليمية، التي تساعد الشباب على تطوير مهاراتهم المطلوبة في هذا العصر ويساندهم في ايجاد طريقة مختلفة للنجاح وخدمة المجتمع الذي اثبتت الاستطلاعات ان برنامج «كود أورج» ساهم بصورة ملحوظة في رفع قدرات مستخدميه وكفاءتهم وحل المشكلات والتعاون مع نظرائهم باستخدام أدوات تقنية متعددة النظم، علاوة على توفير تلك البرامج كماً هائلاً من الفرص المتاحة أمام الشباب لتبادل المعارف والافكار وصقل والمواهب.
اتفاقيات وشراكات
وبين الضويلع ان هناك اتفاقيات مع كبريات الشركات في مجال الحاسب الآلي مثل شركة «مايكروسوفت» لإعداد البرامج لأجهزة الحاسب الالي، كذلك شركة نورتن لحماية الاجهزة بالإضافة الى التطبيقات الأخرى التي تخص الاجهزة الالكترونية.
وانطلاقا من استراتيجية التكامل الاجتماعي تم انشاء نادي التقنية بخطوات سهلة بالشراكة مع مركز جنى للرعاية الاسرية، وشركة انتل العالمية، التي تسعى الى توظيف تقنيات الحاسب الالي في ادارة وتطوير المشاريع الصغيرة للأسر المنتجة.
نموذج مثالي
وأكد المدير التنفيذي لمركز بناء الأسر المنتجة «جنى» محمود الشامي أن اتفاقية نادي التقنية بخطوات سهلة عملت منذ اللحظة الأولى على تعزيز التعاون بين الجهات الخيرية وغير الربحية في المملكة، وهدفت إلى خلق نموذج مثالي يُحتذى به في التعاون بين الجهات المختلفة، مشيراً إلى أهمية تلك الاتفاقية في تطوير الأسر المنتجة والارتقاء بمشاريعها الصغيرة من خلال الاستعانة بأجهزة الحاسب الآلي التي تشغل اليوم حيزاً كبيراً من حياة المجتمع ، مشيرا الى اتمام تدريب 218 سيدة منتجة حتى الآن.
خدمة المجتمع
من جهته قال الرئيس التنفيذي لشركة «اكسترا» عبدالحميد العوهلي ان برنامج خدمة المجتمع في الشركة يمثل شريكا استراتيجيا لجمعية «ارتقاء» وانهم ينظرون إلى هذا المشروع على أنه واجب اجتماعي، وان يكون حافزاً للشركات الاخرى للتبرع بأجهزتها، مبينا ان الدور الاساسي لـ «اكسترا» يكمن في الاهتمام بالجانب الفني، حيث يبدأ من استلام الاجهزة ومن ثم صيانتها وتأهليها وذلك بالقيام بعدة مهام، منها استبدال قطع الغيار، وتثبيت البرامج وتغليف الأجهزة، حيث بعد ذلك تكون جاهزة للاستخدام، حيث تعتبر اكسترا العمود الفقري لهذا المشروع بحكم التخصص والخبرة المعرفية والفنية.
خطط طموحة
واضاف العوهلي قائلا: لدينا خطط طموحة في المسؤولية الاجتماعية عبر «ارتقاء» في مضاعفة تدوير تلك الاجهزة، حيث تتكفل «اكسترا» بصيانة 50% من تلك الأجهزة، مشيرا ان لدينا فنيين متفرغين اضافة إلى متطوعين من المعاهد والجامعات عبر إدارة «ارتقاء» الخيرية الذي ينتهي إلى عمل متكامل، حيث يتم بعد الانتهاء من صيانة الاجهزة تسليمها الى الجهات المستفيدة سواء كانت معاهد أو منشآت خيرية او اجتماعية، وذلك عبر جمعية ارتقاء نفسها.
أضرار وأرقام
يعادل تدوير مليون لابتوب توليد الطاقة لأكثر من 3600 منزل بالسنة، وتمثل النفايات الإلكترونية نسبة 70% من النفايات السامة.
وتدمر مادة الكروم الحمض النووي لدى الإنسان والتي يوجد منها 14 رطلاً في الحاسب الواحد، فيما ترمى كمية تتراوح بين 20 الى 50 مليون طن متري من النفايات الإلكترونية كل عام في العالم
وتدمر مادة الرصاص التي يتوفر منها نحو 2 كيلوجرام في شاشة الحاسوب الواحدة الجهاز العصبي والدورة الدموية والكلى وجهاز المناعة، فيما يرمى جهاز كمبيوتر او يخزن أو لا يستعمل كل ثانية في العالم.
زوار في معرض ارتقاء باكسترا الخبر
ملتقى شباب الخبر
متطوع يباشر العمل داخل معمل ارتقاء
تسليم اجهزة حاسب لأحدى الجهات المستفيدة
وكيل إمارة المنطقة الشرقية خلال زيارته جناح ارتقاء