أكد رئيس اللجنة التجارية في غرفة جدة ونائب الرئيس التنفيذي لشركة شربتلي وكبير المستثمرين في السوق المحلي سيف الله شربتلي، أن المملكة تستورد الفواكه من 40 دولة في العالم حتى الآن وأن المنطقة الشرقية تستهلك 40% من الاستيراد، ما يشير إلى نمو معدلات السكان وتزايدها وأن معدلات نمو سوق الفاكهة في أسواق المملكة ينمو بنحو 5 بالمائة سنويا.
وأوضح شربتلي خلال حواره الاقتصادي لـ «اليوم» أن سوق الفواكه والخضار في المملكة سوق واعد كون معدلات التعداد السكاني في تزايد سنوي كون المملكة من أكبر الدول نمواً من حيث التعداد السكاني، مؤكداً على دخول الشباب السعودي هذا القطاع نتيجة ارتفاع ارباحه الاقتصادية بشكل دوري، وتوفير مصدر دخل آخر يسهم في نمو اقتصاديات هذا القطاع خاصة في المواسم بشرط أن يتحلى بالصبر وأن تكون لديه ثقافة العمل الحر.
وأشار شربتلي إلى أن المملكة واسواقها التجارية استفادت كثيراً من قرار الحظر الروسي الذي أسهم في خفض الأسعار من الدول الاوروبية، وأن العام 2015م يعد من الأعوام التي ينخفض فيها سعر الفاكهة إلى أكثر من20%، حيث إن المتوقع خلال الفترة المقبلة رفع قرار الحظر وسوف تعاود الاسعار كما كانت عليه سابقاً، ولكن اؤكد ان السوق السعودي من الاسواق المستهلكة التي استفادت من تبعات القرار الروسي.
الثقافة الاستهلاكية في البداية حدثنا عن النظرة المستقبلية للسوق السعودي واستهلاك الطلب على الفواكه والخضار في ظل الارتفاع المتزايد في التعداد السكاني؟
ـ السوق السعودي سوق واعد في تنوع الاستثمار في هذا القطاع الاقتصادي، خاصة وان معدلات التعداد السكاني في تزايد سنوي كون المملكة من أكبر الدول نمواً من حيث التعداد السكاني، وأن السوق السعودي يتسم بتنوع مصادر الاستيراد إضافة إلى الإنتاج المحلي، ما يجعله في مأمن من التقلبات السريعة والتأثر العاجل بما يحدث في الدول المجاورة، والمملكة تستورد من 40 دولة في العالم حيث تستورد الفواكه من جنوب إفريقيا ومصر وشيلي والفلبين ولبنان والهند وباكستان وفرنسا والولايات الأمريكية وغيرها، وان أسواق الفواكه تتميز بالتنوع في المنتج حيث إن هناك ما يربو على 200 صنف من الفاكهة أبرزها الموز والتفاح والبرتقال، التي تستحوذ على 40 بالمائة من حجم سوق الفاكهة، موضحا أن سوق الفاكهة ينمو بنحو 5 بالمائة سنويا، وهناك مواسم يزداد فيها الطلب على الفاكهة مثل شهر رمضان والحج، حيث يزداد بنسبة 35% عن باقي العام، وتعد المنطقة الشرقية من المملكة أهم سوق اقتصادي لقطاع الفواكه، حيث يستهلك السكان في المنطقة الشرقية 40 بالمائة من حجم الاستيراد وان الغالبية العظمى من السكان تفضل السلال الموزونة التي تباع في المراكز الصغيرة والتي اعتمدتها مؤخراً كأفكار ابداعية عززت الثقافة الاستهلاكية لحاجة المستهلك من الفواكه كون أغلبية السكان يعملون على شراء ثلاث فواكه هي الاساسية وتمثل العمود الفقري للسوق بشكل يومي «التفاح والبرتقال والموز» واكثر فاكهة تستهلك هي الموز وذلك بنسبة 50 مليون كرتون موز تباع في المملكة سنوياً. ما أبرز المعوقات التي يواجهها قطاع الفواكه في السوق المحلي خصوصا في احتكار المستثمرين بعض السلع؟
ـ السوق سوق منافسة والصناعة التسويقية الرائدة تجذب أكبر شريحة من المستهلكين للفواكه وان لم توسع انشطتك وتعمل على ابتكار انجح الأفكار الابداعية بوضع خطط بعيدة المدى تصل إلى 10 سنوات مقبلة لم تنجح أي منشأة في قدرتها على الاستثمار في هذا القطاع، والصناعة التسويقية التقليدية حالياً والمضاربة أسهمت بشكل كبير في تكبد أغلب المستثمرين خسائر اقتصادية كبيرة؛ كون دخولهم السوق كان لغرض المضاربة فيه والربح بسرعة دون النظر بفكر اقتصادي واضح والعمل على وضع خطة اقتصادية واضحة تسير وفق نهج احتياجات السوق ودراسة متطلباته ومعوقاته.
الحصص السوقية قرار الحظر الروسي بداية أغسطس الماضي من العام 2014م كيف استفادت المملكة من تبعات القرار وهل أثر ذلك على السوق المحلي؟
ـ بلا شك أن المملكة من أكبر الدول المستفيدة من هذا القرار حتى الآن؛ كون الأسعار في الدول الاوروبية وأمريكا انخفضت بشكل كبير والمستفيد الأكبر من هذا القرار هو المستهلك في السوق السعودي، وأغلب المستثمرين السعوديين في السوق عملوا على توقيع عقودهم الاستثمارية مع نظرائهم في المزارع الاوروبية لشراء منتجات المحاصيل حيث انخفضت الأسعار إلى أكثر من 20%، وفاق ارتفاع حجم الاستهلاك في المملكة خاصة بعد انخفاض الأسعار الى الضعف وذلك لسد حاجة السوق السعودي من الطلب بكافة أصناف الفواكه والخضار وان تبعات القرار أسهمت في وفرة المنتجات بالأسواق الأوروبية والامريكية الأمر الذي أسهم بشكل كبير في رفع مستثمري السوق المحلي الحصة السوقية؛ للاستحواذ على السوق الأوروبية في ظل انخفاض الأسعار، حيث إن الأسعار لهذه المنتجات مستقرة في السوق المحلي ولم تشهد أي متغيرات سعرية جديدة وان التوقعات تشير إلى عودة رفع روسيا القرار مما سيؤثر على السوق السعودي خلال الفترة المقبلة وعودة الأسعار إلى سابق عهدها. يلاحظ التذبذب الكبير في الارتفاع والانخفاض في أسعار الخضراوات والفواكه.. ما العوامل التي تتحكم في تحديد وارتفاع أسعارها؟
ـ العرض والطلب وراء التذبذب الكبير في الارتفاع والانخفاض في أسعار الخضراوات تحديداً أما الفاكهة فتذبذب أسعارها محدود، فنجد أحياناً طلبا كبيرا على الطماطم ما يؤدي بأسعارها إلى ارتفاع جنوني، من هنا لقبت بالمجنونة، وتجدها أحياناً بأسعار متدنية نتيجة كثرة العرض ما يهوي بالأسعار ويتسبب في خسائر كبيرة، لذلك نحرص على توفر كميات تتناسب مع الطلب؛ حرصاً على ثبات الأسعار، أمر آخر يتعلق بسرعة وهو تعرض الخضراوات للتلف وعدم إمكانية تخزينها لفترة طويلة ما قد يؤدي إلى تلف المحصول قبل نزوله للأسواق، هذا عدا عن التضخم العالمي وأسعار الصرف وهي أمور خارجية لكننا نستوردها مع البضاعة المستوردة فتنعكس على أسعار تلك السلع.
الاتجاه للدول البديلة كم يقدر حجم الاستيراد من اليمن وهل تأثرت حركة الاستيراد نتيجة للظروف السياسية على السوق المحلي؟
ـ السوق السعودي لم يتأثر بوقف استيراد الخضراوات والفواكه من اليمن خاصة أن الكمية المستوردة من اليمن تمثل أقل من 5 في المائة من السوق السعودي وأغلبها فواكه، حيث إن حجم الاستيراد من اليمن انخفض بشكل كبير لكن لم يتأثر السوق، وان بعد وقف الاستيراد من الشام توجهت المملكة إلى جهات أخرى للاستيراد مثل عمان ومصر وإفريقيا وتركيا والأردن إضافة إلى المزارع السعودية في الخارج التي توردها للمملكة، حيث إن لدى المستوردين الرئيسيين في المملكة للفواكه خطة اقتصادية تواكب أي متغيرات في الدول العربية أو العالمية، وإن هناك خططا للتوجه لدول أخرى والاستيراد منها مثل المغرب ودول جنوب أوروبا وأن الكميات المتوافرة الآن كافية ولم تشهد السوق أي نقص خلال هذه الفترة أو حتى الفترة المقبلة، وأنه بمجرد أن تلتمس السوق أي نقص ستتوجه السعودية للدول الأخرى البديلة.
التوطين ودور المرأة كيف ترى دور التوطين وأهميته في السوق السعودي خاصة وان القطاع يحقق ارباحا اقتصادية يومية؟
ـ أتمنى أن يكون السوق كلهم من السعوديين، ولابد من النظر للسعودة من منظور استراتيجي يستوعب كل أبعاده، ولكن في أثناء الحملة التي أقيمت على كافة أسواق الخضار والفواكه في المملكة وسعودتها السوق أصيب بالشلل التام، فالشاب السعودي يميل إلى العمل بنوع من الرفاهية فالأجانب السماسرة يقيمون جوار بضاعتهم ليلاً لبيعها في الصباح الباكر وتحت الضغط وحرارة الشمس، فالموضوع يلزمه جد ومثابرة، ودخول الشاب السعودي في هذا القطاع مربح اقتصاديا، ولكن يجب سعودة القطاعات الاكثر جذبا للمواطن، ويجب زرع ثقافة العمل للشباب السعودي، حيث إن العمل في هذا القطاع ليس عيباً فقد عملت مع والدي وكنت أبيع في محل صغير قديماً واستفدت من تلك التجربة، فلابد من وضع كل قطاع بحسب جاذبيته للمواطن السعودي. حدثنا عن تجربة المرأة السعودية في انخراطها في قطاع الفواكه واسهامكم في نشر ثقافة العمل الحر لديها؟
ـ المرأة السعودية أثبتت جدارتها في العمل بهذا القطاع واتوقع ان يكون لها دور في المستقبل من خلال استثمارها في هذا القطاع، حيث قامت الشركة بتوظيف 25 سيدة سعودية والآن اصبحن 200 سيدة سعودية يعملن في خطوط إعادة التعبئة للمرة الأولى، وهذه الخطوة ستدفع إلى خلق آلاف الوظائف للعديد من الفتيات في مختلف مناطق المملكة وتأتي مواكبة للجهود التي تبذلها وزارة العمل لتشجيع القطاع الخاص لتمكين المرأة وفتح أبواب الرزق أمامها بعد أن تزايد عدد العاطلات عن مليون ونصف امرأة وفقاً لإحصاءات برنامج حافز الأخيرة، حيث إنه تم توظيف السعوديات عقب تدريبهن وتأهيلهن للدخول إلى سوق العمل وأن ذلك يأتي ضمن خطة طموحة تهدف إلى توظيف وتأهيل 300 سعودية خلال السنتين القادمتين ضمن برنامج الوزارة للسعودة وان الكفاءات النسائية السعودية اللائي أثبتن قدرتهن على العمل والالتزام حيث إن القطاعين الصناعي والزراعي تتوافر فيهما كثير من فرص التوظيف التي يمكن أن تشغلها المرأة السعودية والعمل قدما على ضرورة تهيئة بيئة عمل مناسبة للمرأة السعودية تتوافق مع الضوابط الشرعية للدين الإسلامي السمح وعادات وتقاليد الشعب السعودي.
أسعار النفط والفاكهة هل هناك تكتلات تجارية فيما يتعلق برجال الأعمال لإنشاء شركات معنية باستيراد الفواكه والخضراوات مستقبلاً؟
ليست لدينا النية في دخول شراكة فالعمل في مجال الفواكه غالبا تكون شركاته عائلية، والشركات العائلية هي المسيطرة دائما في هذا المجال؛ لتلافي اختلاف وجهات النظر واختلاف الرؤى لذلك ليست لدينا أي نية. كم تبلغ نسبة القوة الشرائية على الفواكه المستوردة لاقتصاد المملكة؟
ـ هناك ارتفاع في معدلات القوة الشرائية وتتجاوز 5% سنويا مع زيادة عدد السكان، والتوقعات تشير الى الارتفاع التدريجي خاصة مع زيادة الوعي الصحي لفوائد الفواكه. كيف ترى نمو الاقتصاد السعودي خلال الفترة الاخيرة، خاصة بعد تذبذب أسعار النفط؟
ـ الاقتصاد السعودي اقتصاد متين، وهو الاقتصاد الوحيد الحقيقي في المنطقة، فتواجد 24 مليون مواطن و7 ملايين اجنبي هنا تكمن قوة الاقتصاد والقوة الشرائية وهنا يجب أن نعلم أن السوق السعودي مقبل على نقلة نوعية اقتصاديا ونظرة المملكة حاليا وتوجهها لدعم مشروعات الشباب كونهم قوة اقتصادية مقبلة حيث يسير اقتصادنا بخطى ثابتة والدليل على ذلك ما حدث في الازمة المالية العالمية 2008م عندما تأثرت معظم الاقتصادات في العالم بينما بقي اقتصاد المملكة متماسكا وصلبا فلا توجد دولة في العالم تضع هذه الميزانيات الكبيرة والتي تثبت للجميع مدى اهتمام القيادة بالشعب وسعيها إلى توفير كل متطلبات الحياة الكريمة للمواطن، وأتمنى لو كان لدينا صندوق سيادي يؤمن لأجيال المستقبل مستوى متقدما من الحياة الكريمة لا يقل عما نعيشه حاليا وهنا يأتي دور القطاع الخاص واعتقد أن القطاع الخاص نجح فى عمل اقتصاد مواز للاقتصاد الوطني ودعم له ولعل الأرقام والإحصاءات السنوية لمصلحة الإحصاء ولوزارة المالية تثبت ذلك، وجميعاً يرى معدل الزيادة في الإنتاج الوطني في غير المجالات البترولية وكل ذلك دليل على نشاط القطاع الخاص وفعاليته. مؤتمر مصر الاقتصادي الأخير برأيك كيف ترى انعكاس دخول مستثمرين سعوديين وضخ أموال سعودية للاستثمار في اقتصاد مصر؟
ـ مصر أكبر سوق واقتصاد عربي لبلوغ التعداد السكاني حوالي 100 مليون مواطن مصري، وتعتبر المملكة أكبر مستورد للمنتجات الزراعية المصرية ولديهم قوة شرائية وعمالة هائلة، فالاستثمار في مصر فكرة جيدة، فلا يوجد من استثمر في مصر وخسر، ومصر عائدة لا محالة، والمستثمرون السعوديون موجودون في مصر منذ القدم ونجاح المؤتمر ينعكس في كبر حجم المشاركة وهو ما يؤكد عودة مصر برؤية جديدة تنبع من ثقة الشعب في قيادته السياسية بما يضعها على خريطة الاستثمار العالمي.
سيف الله شربتلي يتحدث للزميل يحيى الحجيري