ثمن الدكتور محمد البشاري أمين عام المؤتمر الاسلامي الاوروبي وعضو مجمع الفقه الاسلامي الدولى جهود علماء المملكة فى نشر الوعى بالاسلام الصحيح والتعريف به فى كل بقاع الدنيا وتصحيح المفاهيم المغلوطة عن الاسلام ومواجهة الأفكار الضالة. وطالب د. البشاري فى حديث خاص لـ«اليوم» على هامش زيارته للقاهرة مؤخرا: علماء الاسلام بالاصطفاف لمواجهة تيار الغلو والعنف والتصدى للفكر الضال. وقال إنه يقع على عاتق المؤسسات التعليمية والتربوية وخاصة الجامعات الإسلامية دور كبير في توجيه شباب الأمة من جهة، وتوجيه البحث العلمي في الدراسات الشرعية التي تنفي عن التراث الإسلامي ما علق به من أقوال وتوجهات شذت عن محجة الوسطية والاعتدال والسماحة. وفى الحديث التالى نتعرف على المزيد من آرائه.
اصطفاف العلماء
- فى ظل ما تشهده الساحة العربية والاسلامية من مواجهة مع التنظيمات الارهابية وعلى رأسها تنظيم داعش الارهابى، برأيك ما هو الدور الذى يجب ان يقوم به علماء الاسلام فى هذه الفترة الحرجة؟
- تقع على عاتق العلماء مسئولية خطيرة إزاء ما تشهده الساحة الآن من بروز لتيار التطرف والعنف الكاسح، فإننى أطالب علماء الاسلام بالاصطفاف لمواجهة تيار الغلو والعنف والتصدى للفكر الضال. ويجب على العلماء مواجهة الفكر المتشدد واجتثاثه من جذوره على المستويين الواقعي والفكري، وأنه لن يكون ذلك إلا عن طريق ترسيخ ونشر الفكر المستقيم للدين الإسلامي، ومن ثم فإنه يجب على العلماء الدخول في معركة واقعية تمكنهم من ترسيخ المفاهيم الصحيحة عن الاسلام، والانخراط في تبادل الأفكار والمعلومات لدحض الفكر المتشدد، هذا من ناحية ومن ناحية أخرى فإنه يقع على عاتق المؤسسات التعليمية والتربوية وخاصة الجامعات الإسلامية دور كبير في توجيه شباب الأمة من جهة، وتوجيه البحث العلمي في الدراسات الشرعية التي تنفي عن التراث الإسلامي ما علق به من أقوال وتوجهات شذت عن محجة الوسطية والاعتدال والسماحة، واعتماد المنهجية الصحيحة في قراءة نصوص الوحي وتراث السلف، لأن ما يجري في المنطقة اليوم ليس مما يأباه ديننا وتجرمه شريعتنا فحسب، بل هو خارج عن نطاق العقل والإنسانية.
-كيف ترى جهود العلماء فى المملكة للقيام بهذه المهمة؟
- نعم علماء المملكة يقومون بجهود عظيمة فى نشر الاسلام الصحيح والتعريف به فى كل بقاع الدنيا وتصحيح المفاهيم المغلوطة عن الاسلام ومواجهة الافكار الضالة.
تنظيم «داعش»
- البعض يرى أن السبب وراء ظهور التنظيمات الارهابية فى هذه الآونة بشكل غير مسبوق يرجع لوصول جماعات الاسلام السياسى الحكم فى ظل ثورات الربيع العربى، فما تعليقكم؟
- الربيع العربى لم يوصل جماعات الاسلام السياسى للحكم، بل ان هذه الجماعات وصلت للحكم قبل ثورات الربيع، لكن ظهور التنظيمات الارهابية سببه وجود اضطراب فى المفاهيم لدى المسلمين، فهذه الجماعات او التنظيمات قامت باختطاف الدين الإسلامي، فالاسلام مختطف من جانب جماعات متطرفة التي أبرزها تنظيم «داعش» الارهابى، وإنه يجب علينا العمل على تحريره، ويجب على العلماء ان يستعيدوا الاسلام ويحرروه من ايديهم. فمهمة علماء الأمة ومفكريها وباحثيها اليوم التصدي لاستعمالات قاصرة لمفاهيم لم تستوعب في علاقتها بمقاصد الرسالة المحمدية، وبسياق تكوين الأمة، وحفظ تماسكها الداخلي وأمنها الخارجي. لأنه بذلك تتحرر هذه المفاهيم مما تعرضت له من مصادرة، وتتضح حقيقتها ووظيفتها في ديننا.
صورة الإسلام فى الغرب
- لكن كيف ترى ردة فعل العالم الغربى وأنت كمسلم تعيش بين ظهرانيه حول ما ترتكبه عصابات داعش الارهابية من اعمال اجرامية تحت شعار الدين؟
- إن هذه الصورة البشعة المأساوية لما يرتكبه تنظيم داعش بالتأكيد لا تمثل حقيقة الإسلام دين المحبة ودين السلام والإنسانية الذي أسس لقيم العدل والشورى والرحمة والإحسان والتسامح والوئام والغربيون ليسوا سواء، فالغرب فيه العقلاء وفيه الذين لا يحبون الاسلام. هذا بالاضافة لصورة الإسلام في المناهج الأوروبية، وصورة داعش ومن قبله تنظيم القاعدة، ومن على شاكلتهم سبب رئيسي في تلك الصورة الذهنية المغلوطة عن الإسلام.
- وماذا عن موقف المسلمين فى الغرب إزاء ما يحدث فى العالم من أعمال ارهابية ينفذها تنظيم داعش وغيره من التنظيمات الارهابية الاخرى؟
- المسلمون فى الغرب ضد هذه الاعمال البشعة التى تسيء الى الاسلام دين السلام والرحمة، لكن للأسف هذه التنظيمات الارهابية تسعى لاستقطاب المسلم وتجنيده لينخرط فى صفوف هذه التنظيمات الارهابية، فهذه التنظيمات الارهابية كثيرا ما تحاول استغلال حماس هؤلاء الشباب خاصة الذين ليس لديهم وعى دينى بمفاهيم الاسلام الصحيح ولا يستطيعون التفرقة بين ما هو شرعى وما هو غير شرعى.