كشفت دراسة صدرت مؤخراً عن لجنة الدراسات والبحوث في حركة النضال العربي لتحرير الأحواز العربية من الاحتلال الإيراني عن مقارنة وتفاوت كبير في التنمية البشرية وذلك من خلال مقارنة الأحواز العربية بالأقاليم الفارسية، وقد حصلت «اليوم» على نسخة من الدراسة التي فضحت التمييز العنصري الذي تمارسه السلطات الإيرانية منذ احتلال اقليم الأحواز العربي الذي بدأ عام 1925.
ورغم أن إيران وقعت على العهد الدولي الذي يشمل الحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية لجميع السكان دون تمييز والذي اعتمد بموجب قرار الجمعية العامة رقم 2200 (د-21) في تاريخ 16 ديسمبر 1966 إلا أن الدولة الفارسية لم تلتزم بأي من الحقوق التي تكفلها الاتفاقية الدولية، ومارست طيلة سنوات الاحتلال أبشع أشكال الانتهاكات الحقوقية والتصفيات للعرق العربي تحت مظلة صمت الدول دائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي والذي اعتبره عدد من المحللين السياسيين بأنه مقصود لإنجاح المشروع الدولي للقضاء وإضعاف العالم العربي نظرا لأنه أكبر قوة عسكرية واقتصادية وسياسية في الشرق، ولديه الإمكانيات البشرية والمادية والمعنوية التي يشكل اتحادها إلى إهلاك الغرب حسب توقعات المحللين.
بين التقرير أن الشعب الأحوازي يعاني من تمييز عنصري واضح، وتعود أهم مسوغات التمييز العنصري في الأحواز إلى انتماء الشعب العربي الأحوازي للأمة العربية وانتمائه الديني ولغته العربية ورؤيته السياسية لمستقبله والتي تتلخص برفض الاحتلال الأجنبي من دولة إيران الفارسية، وفي المقابل حسب التقرير يتمتع الشعب الفارسي في المحافظات الفارسية بجميع الحقوق لأنه ينتمي إلى القومية الفارسية ولغته فارسية.
كما أن الشعب العربي الأحوازي لا يتمتع بضمان اجتماعي ولا ظروف مناسبة للخدمات الطبية، وفي المقابل ينعم الشعب الفارسي بالضمان الاجتماعي والمستشفيات العامة والخاصة والعلاج اللازم والمتوافر في جميع الأوقات، وما يزيد معاناة الشعب العربي الأحوازي هو منع تدريس اللغة الأم لدولة الأحواز وهي اللغة العربية من قبل المحتل الفارسي، ومنع استخدامها في المؤسسات والدوائر العامة، في ذات الوقت تفرض اللغة الفارسية في المناهج الدراسية ويلزم الأحوازيون باستخدامها في المدارس والمؤسسات العامة مما أدت هذه السياسة العنصرية إلى انتشار ظاهرة التسرب المدرسي في الأحواز وارتفاع نسبة الأمية بين ابنائها. ويفضح التقرير ذاته سياسة المحتل الإيراني بطمس الثقافة العربية من خلال منع استخدام اللغة العربية، وارتداء الزي العربي في المدارس والدوائر المؤسسات العامة، ويكون مصير من يخالف تلك الأنظمة الاعتقال الفوري الذي يصل أحيانا إلى عدم معرفة مصير المواطن الأحوازي، كما أنها تراقب المجالس الاجتماعية والجلسات الثقافية، ولا تسمح بفتح مؤسسات ثقافية في الأحواز، وتطارد الجهات الأمنية كل من يساعم بنشر العلم والثقافة بين الشعب العربي الأحوازي، أما في المحافظات الفارسية فجميع إمكانيات الدولة وأدواتها مسخرة لنشر الثقافة الفارسية، وجميع شرائح المجتمع الفارسي يشاركون في نشر ثقافتهم ولغتهم داخل البلاد وخارجها، ويتلقون جميع أنواع الدعم من الدولة ومؤسساتها.
وفي احصائية مقارنة احتوتها الدراسة عن أعداد المراكز الثقافية تشير الدراسة إلى أن عدد المراكز الثقافية في إقليم فارس 1508 مراكز و1550 مركزا في إقليم خراسان رضوي، و1600 مركز في إقليم أصفهان بالمقابل لا يوجد اي مركز ثقافي واحد في الأحواز المحتلة، وتضمنت الإحصائية أيضاً عدد المكتبات العامة التي تعتبر الأحواز المحتلة الأقل نصيباً بـ 203 مكتبات عامة باللغة الفارسية، و252 مكتبة في إقليم أصفهان، و261 في إقليم خراسان رضوي، و227 في إقليم فارس، حتى ان الإيرانيين يستغلون جوامع ومساجد الأحواز لإقامة حلقات ولقاءاتهم الثقافية، خصوصا أثناء أوقات الصلاة اليومية لعدم تمكين الشعب الأحوازي من أداء فرائضهم.
12 مليون أحوازي
تضمنت الدراسة الصادرة مؤخرا على احصائيات تؤكد ما آل عليه الوضع في دولة الأحواز العربية نتيجة الفاشية الفارسية، وقد احتوت هذه الإحصائيات على مقارنة بين عدد السكان حيث تبين أن عدد سكان دولة الأحواز العربية 12 مليون نسمة، بالمقابل أقل من 6 ملايين نسمة في إقليم أصفهان، 6 ملايين في إقليم خراسان رضوي، وأقل من 6 ملايين نسمة في أقليم فارس مما يبرهن بأن دولة الأحواز العربية والتي يعتبرها المحتل الإيراني إقليماً إيرانياً هو الأكبر من حيث الكثافة السكانية، وبالمقابل تمنع السلطات الإيرانية الشعب الأحوازي من الحصول على حقوقه الطبيعية ليتمكن من العيش بكرامة.
تشير الدراسة الى أن التقارير الرسمية الصادرة من الدولة الفارسية تؤكد أن أغلبية مستشفيات الأحواز قديمة ولا تتوافر فيها الأجهزة والمعدات الكافية والضرورية لمعالجة المرضى، وهذه المستشفيات لا تستوفي المعايير المعتمدة في أقاليم دولة الاحتلال الإيراني في الأقاليم الأخرى للرعاية الصحية، يذكر أن رئيس جامعة جندي سابور للعلوم الطبية إسماعيل ايدني صرح لوكالات الأنباء الفارسية أن جميع مستشفيات الأحواز المحتلة بحاجة ماسة إلى الصيانة والترميم وتوفير المعدات والأجهزة الطبية، وأن مستشفيات شمال الأحواز بحاجة إلى 3500 سرير لسد جانب من النقص الذي تعاني منه، وفي بعض المدن الأحوازية بنيت هياكل لمستشفيات منذ أكثر من عشرين سنة ولم يتم إكمال بنائها كمستشفى مدينة الخفاجية، وبعض المدن الأخرى ما زالت تفتقد المستشفيات والمراكز الصحية الصغيرة مثل مدن ميناء خور موسى وقصبة النصار والحويزة والبيسيتين وميناء دير ونخل تقي وميناء الصيراف وعسلو والقابندية والأحواش، ويقطن في مدينة خور موسى أكثر من مائة وخمسين ألف نسمة بحسب احصائيات الدولة الفارسية، ويضطر سكانها للسفر لمدينة معشور رغم أنها تبتعد عنهم عدة كيلومترات من أجل مراجعة الأطباء ومعالجة مرضاهم، في احصائية نشرت في الدراسة ذاتها لعدد الأطباء تبين أن الأحواز المحتلة رغم أنها الأكبر من حيث الكثافة السكانية والمساحة إلا أن عدد الأطباء لا يتجاوز 2200 طبيب، بالمقابل أكثر من 2400 طبيب في إقليم أصفهان، و2541 في إقليم خراسان رضوي، و2500 طبيب في إقليم فارس.
حسب التقرير نفسه بينت لجنة الدراسات والبحوث في حركة النضال العربي لتحرير الأحواز أن 98% من نفط الدولة الفارسية يتم سحبه من الأحواز وأن ثالث احتياطي نفطي في العالم تم الاستيلاء عليه من الأراضي الأحوازية بالمقابل تفتقر جميع أقاليم الدولة الفارسية للبترول الذي يعتبر السلعة الأساسية في السوق العالمية اليوم، وتستمر سياسة التفقير التي يتبعها المحتل الإيراني من أجل القضاء على الشعب الأحوازي تدريجياً وتغيير التركيبة السكانية في دولة الأحواز العربية.
وأكدت الدراسة على أن 100 % من الغاز الطبيعي والذي استولت على حقوله دولة الاحتلال الإيراني موجود في الأراضي الأحوازية، والذي يعتبر ثاني احتياطي من الغاز الطبيعي. تحتوي دولة الأحواز المحتلة على ثلث المياه الصالحة للشرب في الدولة الإيرانية وأغلب الأنهار التي يقوم المحتل الإيراني بتلويثها حتى لا يتمكن الأحوازيون من الاستفادة منها، في الوقت ذاته تعتبر دولة الأحواز المحتلة الأقل نصيباً من شبكات المياه بواقع تغطية لا تتعدى 60 % من المدن والقرى الأحوازية، بالمقابل تصل نسبة تمتع الأقاليم الفارسية بمدنها وقراها بنسب تتعدى 90 %.
بالإضافة إلى أن جميع الأقاليم الإيرانية لا تتمتع بحرية الاتصال بالعالم الخارجي من خلال حظر شبكات التواصل الاجتماعي كـ تويتر وفيسبوك ويوتيوب، تتعمد السلطات الإيرانية تقنين التغطية الهاتفية في دولة الأحواز المحتلة، بحث لا تتجاوز تغطية شبكات الاتصال للهاتف المحمول والأرضي وشبكات الإنترنت أكثر من 79 % بمقابل أكثر من 93 % في الأقاليم الأخرى، وبينت الدراسة أن نسبة من يملكون هواتف أرضية في الأحواز المحتلة لا يتجاوز 55% بالمقابل تتراوح النسبة بين 70 % إلى 87 % في الأقاليم الأخرى.
من خلال البيانات والأرقام يتبين أن الأحواز المحتلة رغم الثروات الطبيعية التي تمتلكها مقارنة بأقاليم دولة الاحتلال الإيراني ورغم نسبة التعداد السكاني المرتفع مقارنة مع الأقاليم الأخرى حيث يعتبر الشعب الأحوازي أكبر عدداً مقارنة بالأقاليم التي تسيطر عليها السلطات الفارسية مجتمعة، يعتبر الشعب الأحوازي من الأقل نصيباً من جميع الحقوق والخدمات نتيجة للنازية الفارسية التي تعادي القومية العربية منذ زمن طويل بعيد، وأن الصمت الدولي الذي فرضته الدول الكبرى هو أداة مهمة لإنجاح مشروع تفكيك الوطن العربي وانهاكه لتفرد دول الغرب بالقوة والنفوذ.
مثقفو الأحواز يقتادون إلى السجون الفارسية
قمع دموي من قبل أجهزة الأمن الإيرانية
حملات اعتقال مستمرة في صفوف العرب
أحد الثوار العرب يقبل حبل المشنقة تحديا للاستكبار الفارسي