حذّر التحالف العربي بقيادة المملكة أمس المتمردين من نفاد صبره، إزاء الخروقات المتكررة للهدنة الإنسانية في اليمن، في حين ناشدت الامم المتحدة جميع أطراف النزاع احترام ذلك للسماح بإيصال المساعدات.
وأكد بيان صادر عن قيادة التحالف، «استمرت الميليشيات الحوثية لليوم الثاني على التوالي في خرق تلك الهدنة»، التي دخلت حيز التنفيذ مساء الثلاثاء.
كما أكد نائب الرئيس اليمني ورئيس الوزراء، خالد بحاح، خلال اتصال هاتفي مع أمين عام الأمم المتحدة، بان كي مون، على أهمية الالتزام بالهدنة الإنسانية التي تمثل بادرة أمل لوصول المساعدات والمواد الإغاثية إلى المناطق المنكوبة، حسب ما ذكرت وكالة الأنباء اليمنية (سبأ).
وجرى استعراض الجهود الخاصة باستئناف العملية السياسية والتحضير لمؤتمر الرياض المزمع عقده في 17 مايو، والمساعي الدولية الداعمة لعملية استئناف العملية السياسية مع التطبيق للقرارات الدولية، خاصة القرار 2216.
من جهته، عبر بان كي مون، عن قلقه لتردّي الأوضاع الإنسانية في اليمن، معرباً عن أمله بإيقاف أعمال العنف وعودة الأمن والاستقرار إلى المناطق كافة.
وقد أعلن التحالف العربي بدء سريان هدنة إنسانية ليلة الثلاثاء لمدة خمسة أيام قابلة للتجديد، لكنه حذّر المتمردين الحوثيين المدعومين من إيران من أنه سيرد على أي انتهاك من جانبهم.
واتهم البيان، الحوثيين بقصف القوات السعودية في مناطق حدودية وبـ «تحركات وتنفيذ علميات عسكرية واستهداف منازل المواطنين بالدبابات والصواريخ في سبع محافظات من بينها عدن»، بجنوب اليمن.
والجمعة، كان الوضع هادئا في العاصمة اليمنية التي يسيطر عليها الحوثيون، لكن المواجهات الدامية استمرت في الجنوب، وخصوصا في تعز وعدن، بحسب مصادر عسكرية وطبية.
وشدد التحالف على أنه «يحرص على إنجاح الهدنة الإنسانية»، لكنه «يحذر المليشيات الحوثية وأعوانها من أن ضبط النفس والالتزام بالهدنة لن يستمرا طويلا إذا استمرت تلك الميليشيات في ممارساتها وخروقاتها للهدنة».
وتابع البيان، إن «قيادة التحالف ستتخذ الإجراءات المناسبة لردع مثل هذه الاعمال».
وكانت قيادة التحالف قد أحصت في اليوم الاول من الهدنة 12 انتهاكا لوقف إطلاق النار على الحدود بين اليمن والسعودية.
وتهدف الهدنة المطبقة منذ مساء الثلاثاء، إلى السماح بوصول المساعدات الانسانية إلى السكان الذين يعانون نقصا في كل المواد.
وكان وزير الخارجية السعودي عادل الجبير، أعلن الخميس أن بلاده متمسكة بالهدنة الانسانية التي أعلنتها، وملتزمة بـ «ضبط النفس».
وقال الجبير على هامش قمة كامب ديفيد: «لقد قلنا إننا سنلتزم بهدنة انسانية لمدة خمسة أيام، بشرط أن يلتزم الحوثيون بهذه الهدنة. للأسف الوضع ليس كذلك».
وأضاف: «لقد امتنعنا عن إطلاق النار. نحن نلتزم ضبط النفس (...)، نأمل أن يحترم الحوثيون بنود وقف إطلاق النار هذا، وأن يضعوا حدا لسلوكهم العدائي، إذا ما أرادوا للهدنة أن تستمر».
وردا على سؤال؛ عما إذا كانت الرياض قد تعمل على تجديد العمل بالهدنة، قال الجبير: إن «الايام الخمسة لم تمض بعد، ولم نر التزاما كبيرا (بالهدنة)، ولكننا سنستمر في تقييم الوضع، وسنواصل مراقبته عن كثب، وسنتخذ القرارات المناسبة بشأن الطريق الواجب سلوكه».
يُذكر أن مبعوث الامم المتحدة لليمن إسماعيل ولد شيخ أحمد، ناشد الخميس جميع أطراف النزاع في اليمن احترام الهدنة، وذلك في ختام زيارته الأولى إلى صنعاء.
وأكد أنه «شديد القلق على الانتهاكات الجارية للهدنة الانسانية المتفق عليها»، وناشد جميع أطراف النزاع بـ «الالتزام الكامل بإيقاف العمليات العدائية كما اتفق لفترة خمسة أيام، وضمان تيسير وصول المساعدات الانسانية».
كما دعا إلى تحييد المطارات والموانئ والبنى التحتية المساهمة في نقل هذه المساعدات.
واختتم الدبلوماسي الموريتاني مهمته الاولى في صنعاء التي وصلها الثلاثاء، في إطار مساعيه لإنعاش الجهود من أجل حل سياسي في اليمن الذي يمزقه نزاع مسلح.
وأفاد أنه التقى رؤساء أحزاب وممثلي المجتمع المدني، وأنه ينوي مواصلة مشاوراته مع الأطراف اليمنيين والاقليميين لضمان عودة الاطراف الى الحوار.
ودعت الدول الخليجية إلى مؤتمر حول اليمن غدا الاحد في الرياض في غياب الحوثيين.
في غضون ذلك، لم تتوان الحكومة اليمنية الشرعية عن التنديد بتدخل إيران، وبتزويد المتمردين بالسلاح. وقد استدعت القائم بأعمالها هناك عبدالله السري في إشارة للاحتجاج على سياسة طهران.
وبعد إقرار الهدنة، وصل العديد من السفن المحملة بالمساعدات إلى اليمن، كما هبطت طائرت تابعة لمنظمات غير حكومية في مطار صنعاء.
مساعدات خليجية
وأسهمت الهدنة الإنسانية التي أعلنتها قوات التحالف، في التخفيف من الأعباء التي يعيشها المواطن اليمني، بسبب شح المواد الغذائية والطبية والإغاثية.
وكانت السعودية قد خصصت أكبر دعم إغاثي وصل إلى 540 مليون دولار، كما أن إنشاء مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية الخاص باليمن، سيسهم بشكل كبير في دعم وتنسيق الجهود الإغاثية.
وكانت قطر قد أعلنت عن إيصال 120 طناً من المساعدات المتنوعة، هي الثانية لها خلال يومين، وسيتم نقلها بحراً من جيبوتي إلى اليمن.
كما أعلنت الكويت عن إرسال طائرة إغاثية إلى مطار شرورة في جنوب السعودية، تحمل 40 طناً من الأدوية والمواد الطبية عبر جمعية الهلال الأحمر الكويتي، وسيتم تسليمها إلى لجنة الإغاثة اليمنية لتوزيعها على المستشفيات.
وتأتي هذه الخطوة، بعد إبحار باخرة كويتية محملة بالمواد الغذائية لتوزيعها في جزيرة سقطرى، والتي تعتبر منطقة شبه معزولة بعد انقطاع الرحلات الجوية إليها.
وكانت سفينة مساعدات إماراتية قد أبحرت الأسبوع الماضي، محملة بـ650 طناً من المواد الغذائية، و180 طناً من الأدوية والمستلزمات الطبية، التي من المقرر أن يتم توزيعها بالتنسيق والتعاون مع المنظمات الإنسانية الإقليمية والدولية الموجودة في اليمن.
وتعمل المنظمات الدولية أيضا، على استغلال فترة الهدنة الإنسانية، حيث أعلن برنامج الغذاء العالمي عن وصول سفينة إلى ميناء الحديدة، تحمل 250 ألف لتر من الوقود والإمدادات اللازمة لمنظمات إنسانية أخرى. بالإضافة إلى سفينة أخرى وصلت المياه الدولية محملة بـ 120 ألف لتر إضافية من الوقود.
بدورها، تعمل مفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين، على نقل 300 طن من المساعدات عبر ثلاث رحلات من دبي، كمرحلة أولى عبر جسر جوي كبير يهدف إلى تخفيف العبء عن المتضررين، بالإضافة إلى توزيع المزيد من المساعدات المتاحة خاصة أن الهدنة تشكل فرصة لتجديد مخزون المساعدات الإنسانية لدى المنظمات داخل اليمن.
مقتل قيادي حوثي
ميدانيا، أفادت مصادر لقناة «العربية» بمقتل «أبوعلي الحاكم»، القائد العسكري والميداني لميليشيات الحوثي في اليمن. والمصادر كشفت عن أن الحاكم توفي متأثراً بجروحٍ أُصيب بها قبل مدة.
ويُعتبر أبوعلي الحاكم، الرجل الثاني في مـيليشيات الحوثي بعد زعيمها عبدالملك، كما أنه ضمن الأسماء التي طالتها العقوبات الأممية التي فرضها مجلس الأمن على معطلي العملية السياسية في اليمن.
كما أفادت مصادر صحفية يمنية، عن سقوط ما لا يقل عن عشرة مسلحين من القوات الموالية لجماعة أنصارالله الحوثية والمسنودة بالجيش الموالي للرئيس السابق علي صالح في محافظة تعز وسط اليمن.
وقالت المصادر: إن عددا من المسلحين الحوثيين قُتلوا خلال الاشتباكات المسلحة التي تشهدها المدينة بين المقاومة الشعبية والمسلحين الحوثيين.
وأوضحت أن الاشتباكات التي تشهدها منطقة حوض الأشراف ومنطقة الشماسي الواقعة بيد المقاومة الشعبية هي الأعنف، عقب محاولة الحوثيين التقدم نحوها ومحاصرة المقاومة الشعبية هناك.
وأكدت أن قصفا عنيفا بالدبابات تشنّه قوات الحوثي المتمركزة في مقر المحافظة، والأمن العام على الشماسي وحوض الأشراف، مما أدى إلى تضرّر بعض المنازل الواقعة هناك، مشيرة إلى أن معظم السكان قد نزحوا إلى مكان آخر.
هذا، وأشارت إلى أن الحوثيين مستمرون بقصف جبل صبر، وتبة الأخوه، وجبل جرة وجميعها تحت سيطرة المقاومة، محاولين التقدم نحوها والسيطرة على جبل العروس، مما أسفر عن سقوط قتلى وجرحى من المدنيين دون التأكد من أعدادهم.
كما أوضحت المصادر، بأن هناك تحليقا كثيفا لطيران التحالف العربي على تعز، دون توجيه أي ضربات جوية من قبلها.