شنت طائرات تحالف عملية إعادة الأمل امس الجمعة، غارات مكثفة على مواقع للحوثيين والقوات الموالية للمخلوع صالح في العاصمة صنعاء ومحيطها.
وتعرض موقع عسكري بالقرب من مطار صنعاء للقصف في ساعة مبكرة من صباح الجمعة فيما تواصلت الغارات الجوية والقتال في جميع أنحاء اليمن.
واستهدف ما لا يقل عن أربعة صواريخ معسكر تدريب للحرس الجمهوري يسيطر عليه المقاتلون الحوثيون المتحالفون مع ايران والقوات الموالية للرئيس المخلوع علي عبد الله صالح بعد وقت قصير من منتصف الليل.
وقال شهود إن النيران الناجمة عن الانفجار أضاءت السماء ليلا وسمع دوي أبواق سيارات الاسعاف وهي تهرع الى مكان الحادث.
وبعد حوالي 30 دقيقة استهدفت الغارة الجوية المعسكر مرة أخرى بصاروخين آخرين.
وتركزت الغارات على معسكر النهدين وجبل نقم، ومعسكر الدفاع الجوي المجاور لمطار صنعاء. واستهدفت الغارات اللواء 62، حيث قالت مصادر عسكرية إن قائد اللواء كان موجودا داخل مبنى القيادة أثناء قصفه. كما قصفت طائرات التحالف معسكر 63 على خط صنعاء مأرب.
وقال أحد سكان الضاحية الجنوبية لصنعاء أن سلسلة انفجارات وقعت عقب الغارات التي استهدفت ثكنتي ضبوة وريماة حميد.
داعش في صنعاء
من جهة اخرى، أعلن تنظيم داعش في صنعاء، مسؤوليته عن تفجير مسجد الصياح بالعاصمة.
وقال في بيان له نشر على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، "إن مفرزة من جنود الخلافة في ولاية صنعاء، قامت بتفجير عبوة ناسفة على حسينية "مقبرة الصياح"، التابعة للحوثيين المرتدين في حي شعوب".
وأضاف البيان، إن الانفجار أدى إلى مقتل وإصابة عدد كبير منهم. هذا وأفاد شهود عيان، عن سقوط حوالي عشرة جرحى، إثر انفجار عبوة ناسفة في إحدى المساجد في العاصمة صنعاء.
وقالت المصادر إن حوالي عشرة جرحى بينهم أطفال سقطوا جراء انفجار عبوة ناسفة أمام مسجد الصياح التابع للحوثيين في حي شعوب.
وانفجرت العبوة بحسب المصادر، عقب اداء صلاة الجمعة، اثناء خروج المصلين من المسجد.
وكان تنظيم داعش قد أعلن مسؤوليته في مارس الماضي، عن تفجير مسجدي بدر والحشوش في صنعاء ما أسفر عن سقوط مئات القتلى والجرحى.
خسائر
وفي صرواح في محافظة مأرب (شرق صنعاء) شنت مقاتلات التحالف صباح الجمعة سلسلة من الغارات على مواقع للحوثيين بحسب السكان.
ويواصل التحالف التحالف العربي الذي بدأ حملة غاراته في 26 مارس ضغوطه على المتمردين من خلال تكثيف الحملات الجوية منذ انتهاء هدنة من خمسة ايام الثلاثاء. وفي عدن كبرى مدن الجنوب اليمني تحدثت مصادر عسكرية عن سقوط 16 قتيلا في صفوف الحوثيين وحلفائهم وثلاثة قتلى في صفوف خصومهم في غارات ومعارك الجمعة.
وتركزت الغارات الجوية للتحالف على مواقع الحوثيين في عدة احياء مما ادى الى مقتل ثمانية منهم، حسبما ذكرت هذه المصادر.
واضافت ان ثمانية حوثيين آخرين وثلاثة من انصار الرئيس عبدربه منصور هادي قتلوا في قتال شوارع.
نواة الجيش
وفي صعدة حيث معقل الحوثيين شمالي البلاد، قصفت طائرات التحالف مواقع للحوثيين في منطقة شعارة والقلعة، ومنطقتي الحصامة والمثلث بمديرية شدا..
وأكدت مصادر أنه يتم الإعداد لتجميع القوات العسكرية التي تنتمي إلى ما كان يسمى بالفرقة الأولى مدرع، التي سرحها الحوثيون، لتكون نواة للجيش الذي سيهاجم الحوثيين وقوات صالح. وأضافت المصادر إن رئيس هيئة الأركان أحمد علي المقدشي يشرف على هذه العملية من مقر المنطقة العسكرية الثالثة في محافظة مأرب.
المساعدات الانسانية
على صعيد اخر تتقاطر على اليمن المساعدات وشحنات الدواء والطعام لكن العملية مازالت بطيئة مع انتظار مزيد من السفن السماح لها بتفريغ حمولتها في الموانئ ومع الضغط الذي تتعرض له النقاط اللوجيستية نتيجة الحرب ونقص الوقود.
ويواجه اليمن المزيد من المشاكل بعد أن انسحب عدد كبير من شركات الشحن من البلاد.
وخلال الأيام القليلة الماضية وصل إلى اليمن أكثر من 130 ألف طن من القمح في سفن تجارية بالإضافة إلى إمدادات أخرى منها السكر والوقود وذلك لأسباب من بينها الهدنة الإنسانية التي بادرت بها المملكة وانتهت يوم الأحد. لكن جماعات الإغاثة تقول إن هذا ليس كافيا وحذرت من تفاقم مشكلة الجوع والأزمة الإنسانية.
وقال جوناثان كانلايف مدير الهيئة الطبية الدولية في اليمن وهي جماعة إغاثة لا تسعى للربح "12 مليونا من بين 26 مليونا هم إجمالي عدد السكان يحتاجون الآن إلى مساعدات غذاء وهذا الرقم آخذ في الزيادة.
"ما من شك أن مخزونات الطعام نفدت. في عدن لم يتبق شيء فعليا. أسعار القمح زادت أربع مرات في البلاد كلها. لا توجد قوة شرائية." ولم تتضح الكمية التي سحبت من المخزون الاستراتيجي لليمن من القمح والسلع الأخرى. وتحتاج البلاد إلى اكثر من مئة ألف طن من الحبوب كل شهر بالإضافة إلى سلع أساسية أخرى مثل الزيوت النباتية والغلال واللحوم.
تحركات مشبوهة
سياسيا، قامت وفود من تحالف المتمردين (الحوثيين والرئيس المخلوع) بجولة في
المنطقة وأجرت لقاءات مع حلفائها في سوريا والعراق، حيث التقى يحيى صالح نجل شقيق المخلوع علي عبدالله صالح، رئيس النظام السوري بشار الأسد في العاصمة السورية، وذلك ضمن وفد اتحاد المعلمين العرب الذي عقد مؤتمرا مؤخرا في دمشق. وكان يحيى محمد عبد الله صالح قد التقى في وقت سابق بثينة شعبان مستشارة الأسد في دمشق.
ويشغل يحيى رئيس "مركز الرقي والتقدم"، وكان يشغل منصب رئيس أركان الأمن المركزي، وأقيل يوم 19 ديسمبر 2012 بقرار من الرئيس عبدربه منصور هادي.
وفي العراق استقبل نوري المالكي نائب رئيس الجمهورية العراقي وفدا من جماعة الحوثي برئاسة عضو المكتب السياسي للجماعة محمد القبلي. وقال بيان لمكتب نائب رئيس الجمهورية إن المالكي استقبل الخميس في مكتبه وفدا يمنيا برئاسة عضو المكتب السياسي لجماعة الحوثي محمد القبلي.
ووفقا لمصادر حكومية عراقية، فإن الوفد الذي ضم سبع شخصيات حوثية التقى أيضا وزيري الداخلية والنقل وأعضاء في البرلمان، وطالب بدعم الجماعة.
كما التقى الوفد الحوثي جاسم الجزائري عضو المكتب السياسي لجماعة كتائب "حزب الله" في العراق، والذي أعلن تأييد جماعته للحوثيين في اليمن.