جسد مشهد تشييع شهداء مسجد الإمام علي بن أبي طالب بالقديح أمس الأول اللحمة الوطنية بين جميع أطياف الوطن واتفق الجميع على أن الارهاب وعملياته المشبوهة هدفها تمزيق وحدة الوطن وجره الى الفتنة ، وأرسل مشهد التشييع رسائل أبرزها أن أهالي القطيف طالبوا بالانتباه إلى مخطط التفرقة الغاشم.
شكرا لخادم الحرمين
وقد أشاد المشرف العام على فرع الجمعية الوطنية لحقوق الإنسان بالمنطقة الشرقية الدكتور عبدالجليل السيف بمضامين برقية خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز لولي العهد التي شدد خلالها على أن كل مشارك أو مخطط أو داعم أو متعاون أو متعاطف مع جريمة القديح سيكون عرضة للمحاسبة والمحاكمة، وسينال عقابه.
وقال السيف: نعم؛ فاقمت هذه العملية الجبانة جراحنا، وتزايد معها مصابنا الجلل الذي كانت آثاره كبيرة على أهالي المنطقة ككل؛ فنزلت هذه البرقية بردًا وسلامًا وأمنًا وأمانًا على الجميع: شكرًا يا خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، على هذا التوجيه الكريم، الذي يعكس العدالة في أوجها دون تفرقة بين أبناء هذا الشعب.
فقد كنا دومًا - بعد كل حادثة أليمة - نتساءل: ثم ماذا بعد ..؟ حتى أصدر المليك الحكيم العادل هذا التوجيه الكريم؛ الذي نأمل أن يتوج بسن قانون يجرِّم الطائفية والعنصرية والقبلية والكراهية والمناطقية وكل ما من شأنه بث الفرقة وتفتيت وحدتنا الوطنية، ويكون ملزمًا لكل نسيج هذا الوطن الواحد، ومن ينتهكه يتحمَّل عاقبة فعله ويستحق المساءلة والحساب والعقاب، جنبًا إلى جنب مع وقف كل الوسائل الإعلامية التي تبث الكراهية والحقد والطائفية، وتجفيف منابع الإرهاب ضد من تسوِّل له نفسه العبث بأمن الوطن وأمان المواطنين. فشكراً لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ونسأل المولى - عزَّ وجل - أن يحفظ هذا البلد آمناً مطمئنًا رغدًا من كل سوء ومكروه.
وأضاف ان العمل الإرهابي الذي استهدف بلدة القديح بمحافظة القطيف وأوقع عددا من الشهداء والجرحى من المصلين يوم الجمعة محل استنكار.
وأشار السيف الى أن هذا العمل الإجرامي الذي تكرر من هذه الفئة ضد أبرياء من المواطنين العزل بالمملكة وفي بيت من بيوت الله في هذا الشهر الحرام مدان بكل المعايير الدينية والإنسانية.
مضيفا أنه أدين من جميع شرائح المجتمع ممثلا في القطاعين العام والخاص وفي مقدمتها الأجهزة التنفيذية والهيئات القضائية والجمعيات الحقوقية في الداخل والخارج.
وذكر الدكتور السيف ان الحادث البغيض تمت إدانته على المستويين الإقليمي والدولي من معظم الجهات الحقوقية، وهذا العمل الإرهابي استهدف مواطنين أبرياء لأغراض غير سوية، في مقدمتها شرخ مسيرة الألفة الوطنية للوطن والمواطنين.
وأكد ان هذا ما يوجب على الجميع عدم إعطاء الفرصة لإنجاحه بتشديد الرعاية والرقابة الأمنية وتفعيل الإجراءات القضائية والنظامية للحد من تلك الظاهرة.
وقال: إن الجمعية الوطنية لحقوق الإنسان بالمملكة أدانت هذا العمل الإرهابي وهي إذ تقدم تعازيها لأهالي الشهداء متمنية لهم الصبر والسلوان والأجر والثواب للشهداء، وتتمنى الشفاء العاجل لكل المصابين.
مضيفا ان هناك فريقا شكل لزيارة البلدة لتقديم واجب العزاء نيابة عن كافة أعضاء الجمعية بالمملكة.
رسالة ثبات وصمود
وأكد الشيخ حسن الصفار ، ان المشهد العظيم لتشييع شهداء مسجد الإمام علي في القديح رسالة ثبات وصمود. مشيرا الى ان مشهد التشييع لم تشهد البلاد له نظيرا، لافتا الى ان الأهالي أثبتوا القدرة على التلاحم وادارة المواقف وتنظيم الامور.
وقال الصفار : إن الارهابيين القتلة أرادوا بث الرعب والذعر في النفوس، من خلال استهداف بيت من بيوت الله وجمع من المصلين يوم الجمعة. مبينا ان العمل الارهابي سعى لدفع الناس تجاه مواقف التشنج والتوتر وايقاظ الفتنة الطائفية، مؤكدا ان تلك الأهداف خابت وفشلت. مضيفا أن أهالي القطيف رضعوا الثبات والعزيمة والقوة بالتمسك بالدين، مؤكدا ان مواطني القطيف يختزنون الحب الصادق للوطن والوعي العميق بالوحدة الوطنية، وبالتالي فمن الطبيعي ان ينجحوا في تجاوز الامتحان الصعب مع هول الفاجعة وقسوة الالم.
وأضاف ان مشهد تشييع الشهداء مثل رسالة واضحة في الثبات والصمود ضد الارهاب والاجرام، بالإضافة لإدانة ورفض التحريض على الفتنة الطائفية. مشيرا الى ان هناك تحريضا مستمرا وتشكيكا وقدحا في الولاء للوطن بأساليب مختلفة عبر مختلف وسائل الإعلام والمنابر.
وذكر ان مواطني القطيف أصروا على وضع حد لهذا التحريض، خاصة بعد حادثة الدالوة اﻷليمة في اﻷحساء قبل شهور، لافتا الى ان التحريض يجرح الكرامة، ويهيئ أجواء الفتنة، ويشجع على القتل والارهاب.
وأعرب عن أمله في أن تؤدي هذه رسالة ( التشييع) التي أكدها مئات اﻵلاف المشاركين في التشييع دورها، وان تجد الإصغاء والاستجابة الضرورية لحفظ أمن الوطن وحماية وحدته.
وسأل الله - تعالى - الرحمة للشهداء اﻷبرار الذين عرجت أرواحهم الى بارئها في يوم مبارك ومكان مقدس وهم يؤدون الصلاة لربهم، وان يمن على الجرحى بالشفاء العاجل وان يلهم أهالي القديح الكرام خاصة وأهالي القطيف عامة الصبر والسلوان.
وشكر الجهود المبذولة من قبل اللجان وجميع المواطنين في اظهار هذا التشييع بالمظهر اللائق وجزيل الامتنان للوفود التي شاركت أهالي القطيف المصاب اﻷليم من مختلف المناطق من داخل المملكة وخارجها.
الشدائد والمحن
وقال الدكتور عبدالله علي السيهاتي (رجل أعمال) : إن الأعداد الغفيرة التي توافدت لتشييع جثامين العمل الارهابي الجبان الذي شهده مسجد الإمام علي بن أبي طالب بالقديح لهي دلالة واضحة لا تقبل الشك في أن الوطن في الشدائد والمحن يلتف أبناؤه صفا واحدا خلف قيادتهم للذود عنه ضد الأخطار التي تحاك به والتي تهدف الى زرع الفتنة البغيضة. لكن أبناء الوطن ينتبهون لهذه المخططات التي لن تزيد الجميع إلا اصرارا ووحدة ضد هؤلاء الذين تجردوا من انسانيتهم وساقتهم أفكارهم الضالة البغيضة التي لا يقبلها عقل ولا منطق ولا دين.
وأضاف السيهاتي بقوله: ألم يستوعب القتلة الارهابيون هذا الدرس الذي ظهر في مشهد التشييع ؟ نقول لهم لن نتفرق وسنقف ضدكم بكل ما أوتينا من قوة. فهذا الحدث يُبين أن من يقف خلفه أعداء لأمن واستقرار هذا الوطن المبارك ووحدة صفه يحملون ضده كل الحقد والكراهية لما هو فيه من خير وأمن واستقرار واجتماع لكلمته والالتفاف حول قيادته.
وقال السيهاتي: إن المملكة العربية السعودية بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود - أيده الله - مستمرة بكل قوة في مكافحة الإرهاب واجتثاثه، إضافة إلى تلاحم أبناء الوطن الذين يقفون صفاً واحداً ضد هذه الأعمال الإجرامية التي تنافي كل القيم والأعراف.
وأكد السيهاتي أن ما حدث في بلدة القديح بمحافظة القطيف من تفجير إرهابي إنما هو منكرٌ عظيم لا يستفيد منه سوى أعداء دين الله وأعداء هذا البلد الطيب. مشيراً إلى أنه يهدف إلى إشاعة الفتنة والفرقة بين أبناء هذا البلد العظيم بقيادته الحكيمة وشعبه ومواطنيه.
وحذر السيهاتي من الانجرار وراء الفكر الضال والمنحرف ومن يبث دواعي الشر، وكذلك عدم إعطاء الفرصة لكل من يريد التربص بأمن وسلامة المواطنين، مشيراً إلى أن الإرهاب لا يعرف دينًا ولا وطنًا.
وأكد أن المملكة ستظل - بإذن الله - تحت قيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وسمو ولي عهده الأمين، وسمو ولي ولي العهد - حفظهم الله - قوية، وستتصدى لأي فتنة، داعيًا الله - عز وجل - أن يحفظ الوطن من كل سوء ومكروه، ومن كل حاقد وحاسد.
وقال السيهاتي: إن استهداف المساجد وقتل الأبرياء عمل لا يجرؤ عليه إلا عدو لله ورسوله, والقيام به في يوم جمعة يدل على خبث ودناءة تلك الفئة الفاجرة الضالة التي استهانت بدماء المسلمين في أعظم أيام الله، لكن كيدهم سيرد الى نحورهم أمام اجتماع هذا الشعب بجميع مكوناته في ظل دولة تحكم بشرع الله عز وجل.
فهذا العمل الإجرامي الذي ينم عن تفكير عقيم لا يحسب العواقب ولا يراعي حرمة الآمنين, ويفتح بابا للشر يجد من خلاله أعداء الوطن منفذاً لتحريك الفتنة التي لعن في ديننا من أيقظها وهذه الأعمال هي في حقيقتها فساد عقدي ومنهج إجرامي ومسلك فوضوي يخرب أكثر مما يصلح ويهدم أكثر مما يبني, وهو ناتج عن جهل بحقيقة وجود الإنسان على هذه الأرض.
وقال رئيس الاتحاد السعودي والعربي لكرة اليد سابقا محمد عبدالله المطرود: في الشدائد والمحن تظهر معادن الرجال وفي محنة حادث القديح الاجرامي ظهرت معادن أبناء الوطن الواحد. أما في مشهد تشييع جثامين الشهداء فكان المشهد جللا وعظيما فها هم أبناء الوطن الواحد جاءوا من كل مكان التفوا على قلب رجل واحد يستنكرون ويشجبون هذا العمل، ويردون على الارهابيين القتلة بأنهم مهما فعلوا فلن يستطيعوا تنفيذ مخططهم. لقد شاهدنا أعدادا غفيرة من المواطنين من كافة المناطق جاءت لترسل هذه الرسائل لمن يحاول زرع الفتنة البغيضة.
وأضاف المطرود بقوله: خيّب اللهُ - تعالى - أمل الحاقدين في تحقيق أهدافهم السوداء لزرع الفتنة، والتحريض، والشحن بين أبناء الجسد الواحد. فشعب هذا الوطن لا تهز لُحمته مثل هذه الأعمال الإجرامية وأكبر مما يتخيل هؤلاء المجرمون من أن تنال هذه الجرائم الإرهابية من ألفته وسِلمه الاجتماعي.
وأكد المطرود أن هذا العمل الجبان لن يؤثر - بحول الله - على النسيج الوطني المتلاحم، سائلا المولى - تعالى - أن يتقبل الموتى في الشهداء، وأن يمن على المصابين بالشفاء العاجل. معرباً عن ثقته التامة في أن القيادة الرشيدة - أيدها الله تعالى - بحكمتها وحرصها سخرت كل إمكاناتها للحفاظ على أمن هذا الوطن الغالي واستقراره.
ودعا المطرود إلى مكافحة هذا الفكر الضال، واجتثاثه، والحرص على نشر تعاليم الدين الإسلامي التي حفظت للناس دماءهم وأعراضهم وأموالهم، مع أهمية قيام الجميع كل في مجاله بواجب بيان الحق للناس والتحذير من شرور الإرهاب ونتائجه، بالحوار والحكمة والموعظة الحسنة. منوهاً بالجهود التي تبذلها حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود - حفظه الله - لاقتلاع جذور الإرهاب ومحاربته بكل قوة وحزم، التي حققت إنجازات كبيرة على مستوى العالم في مكافحته، وبذلت الكثير من الجهد والدعم في سبيل التصدي لهذه الظاهرة التي تسفك الدماء المعصومة دون وجه حق.
المواطنون توافدوا لتشييع الجثامين