تجري اليوم في زوريخ انتخابات الاتحاد الدولي لكرة القدم «فيفا» والتي يتنافس عليها الرئيس الحالي بلاتر والأمير علي بن الحسين لانتخاب رئيس السلطة الكروية العليا.
وكان السويسري جوزف بلاتر قد اعتقد أن انتخابه لولاية خامسة على رأس الاتحاد الدولي لكرة القدم «فيفا» سيكون مسألة روتينية كما جرت العادة خلال الانتخابات الأربعة السابقة رغم وجود الامير علي في وجهه، لكنه استيقظ على زلزال قضائي تسبب بارتفاع الاصوات المطالبة برحيله.
وجاء موقف الشركات الراعية لفيفا من اجل زيادة الضغط على السويسري ومن يدور في فلكه.
فشركات مثل كوكا كولا واديداس وماكدونالد وفيزا دفعت ملايين الدولارات من اجل رعاية فيفا وبطولاته ولا تريد أن «تلوث» سمعتها من خلال ارتباط اسمها بمنظمة يشوبها الفساد، ولذلك طالبت فيفا بأن «ينظف» نفسه.
وقالت شركة فيزا: إنها ستعيد تقييم ارتباطها بالاتحاد الدولي إلا في حال قام الاخير باعادة بناء نفسه ضمن ثقافة تعاونية، وأن «تكون الممارسات الاخلاقية القوية" في قلب كل ما يقوم به. ورغم الزلزال الذي هز السلطة الكروية العليا والتوقيفات السبعة التي قامت بها السلطات السويسرية بطلب من القضاء الأمريكي الذي وجه بدوره تهمة التآمر والفساد الى تسعة مسؤولين منتخبين في الاتحاد الدولي وخمسة مسؤولين كبار بسبب مخالفات ارتكبها المتهمون على مدى الاعوام الـ24 الاخيرة، أكد فيفا أن الكونغرس والانتخابات الرئاسية سيقامان في الموعد المحدد.
ويأتي تشبث الاتحاد الدولي رغم مطالبة العديد من الشخصيات والمنظمات الفاعلة في كرة القدم العالمية بتأجيل الانتخابات وعلى رأسها الاتحاد الاوروبي لكرة القدم، ورغم الانتقادات اللاذعة لبلاتر في وسائل الاعلام العالمية ورغم ما صدر عن النائبة العامة الأمريكية لوريتا لينش التي قالت في مؤتمر صحافي حاشد في نيويورك ان مسؤولي الاتحاد الدولي «أفسدوا اللعبة».
وبطبيعة الحال كان الإنجليز من المطالبين برحيل بلاتر بعد أن خسرت بلادهم حقق استضافة مونديال 2018 لمصلحة روسيا، وقال رئيس الاتحاد الانكليزي لكرة القدم غريغ دايك: «بلاتر يجب أن يرحل. لا توجد هناك أي طريقة لإعادة بناء الثقة بفيفا في حال بقي بلاتر في مكانه. فيجب عليه إما أن يستقيل، أو يخسر في التصويت (في انتخابات الجمعة ضد الأمير علي) أو يجب أن نجد طريقة ثالثة».
ومن جهته طالب الاتحاد الاوروبي لكرة القدم بعد اجتماع مكتبه التنفيذي في وارسو بتأجيل انتخابات رئاسة الفيفا 6 أشهر، وقال أمينه العام جياني انفانتينو: «إن الاتحاد الاوروبي يعتبر ان كونغرس الفيفا يجب أن يؤجل، وأن انتخابات الرئاسة يجب أن تحصل خلال ستة أشهر».
وواصل «هذه الأحداث تظهر مجددًا أن جذور الفساد عميقة في ثقافة فيفا»، محذرًا أن أعضاء الاتحاد القاري قد يقاطعون الكونغرس الذي قد يتحول إلى «مهزلة».
أما نجم البرازيل السابق روماريو الذي أصبح لاحقًا سيناتور فأمل أن تتسبب الهزة التي حصلت الأربعاء في خسارة بلاتر، مطالبًا بـ«قائد جدير» لإدارة اللعبة، مضيفًا «آمل أن يتسبب ذلك في تغيير شيء ما، وهناك أمل، على أقله بالنسبة لي شخصيًا أن يتم إيقاف بلاتر».
لكن فيفا وعلى لسان مسؤوله الاعلامي والتر دي غريغوريو اكد في مؤتمر صحافي أن بلاتر والامين العام جيروم فالكه ليسا متورطين في قضية الفساد، لكن قد يكون ذلك «حتى إشعار آخر؛ لأن كيلي كوري المدعي العام الفيدرالي في بروكلين بالوكالة، قال: «إن الاتهامات الـ14 هي بداية جهودنا وليس نهايتها».
أما بالنسبة لمنافس بلاتر في انتخابات الجمعة الأمير علي بن الحسين فاعتبر أن الأزمة لا يمكن أن تستمر بهذا الشكل في الفيفا، مشيرًا إلى أن الأخير في حاجة إلى قيادة تتقبل تحمل المسؤولية لأفعال المؤسسة وعدم إلقاء اللوم على الآخرين.
وقال الأمير علي في بيان رسمي: «لا يمكن لأزمة الفيفا أن تستمر بهذا الشكل، إنها أزمة مستمرة منذ فترة ولا تتعلق فقط بأحداث اليوم».
وأضاف «يحتاج الفيفا إلى قيادة تحكم، تعتني وتحمي اتحاداتنا الوطنية. قيادة تتقبل تحمل المسؤولية لأفعال مؤسستها ولا تحمل المسؤولية إلى الآخرين. قيادة تعيد الثقة إلى مئات الآلاف من أنصار اللعبة حول العالم».
أما بلاتر نفسه فأقر أن الفيفا يعيش «وقتًا صعبًا» وتعهد بطرد المسؤولين المذنبين من اللعبة.
وفي أول رد فعل له قال بلاتر الأربعاء في بيان: «هذا وقت صعب لكرة القدم، المشجعين والاتحاد الدولي كمنظمة. نتفهم خيبة الأمل التي عبر عنها كثيرون وأعرف أن أحداث اليوم ستؤثر على نظرة الناس إلينا».
وتابع: «دعوني أكون واضحًا، سلوك مماثل لا مكان له في عالم كرة القدم وسنعمل على ضمان وضع الضالعين بهذا الأمر خارج اللعبة».