5 شعراء أضاؤوا الأربعاء الماضي مسرح شاطئ الراحة في الإمارات بقصائدهم وأمنياتهم وأحلامهم بالحصول على بردة الشعر وخاتم الإمارة، 5 شعراء من 5 بلدان عربية مثلوا بلادهم وهم السفراء في الشعر والكلمة العذبة الحلوة، الشعراء الخمسة ومنذ المرحلة الأولى رأوا أنفسهم في الحلقة الأخيرة متألقين ويرتدون بردة الشعر وخاتم الإمارة، إلاّ أن حيدر العبدالله تقلد هذا اللقب وحصل أيضاً على مبلغ مليون درهم إماراتي، فيما حصل الشاعر المصري دكتور عصام خليفة على المركز الثاني وفاز بمبلغ 500 ألف درهم، واستطاع الشاعر الموريتاني محمد ولد إدوم أن يحصل على المركز الثالث وفاز بمبلغ 300 ألف درهم، فيما حل الشاعر العراقي نذير الصميدعي رابعاً وفاز بمبلغ 200 ألف درهم، وأتت الشاعرة السودانية مناهل فتحي في المركز الخامس وفازت بمبلغ 100 ألف درهم، هذا إضافة إلى تكفل إدارة المسابقة بإصدار دواوين شعرية مقروءة ومسموعة للفائزين.
الحلقة الاخيرة
أمّا معايير الحلقة الأخيرة فتلخصت في أن يتوجب على الشعراء كتابة قصيدة عامودية لا تقل عن 8 أبيات ولا تزيد عن 10 مستوفية الشروط الفنية من وزن وقافية بموضوع حر يختاره كل شاعر حسب رغبته، فيما طُلب منهم كتابة أربعة أبيات تتمحور حول السؤال التالي "ماذا لو لم تنل لقب أمير الشعراء".
العبدالله أميراً
أول نجوم الأمسية كان الشاعر السعودي المتميز حيدر العبدالله، الذي أصبح أمير الشعراء في الموسم السادس مع نهاية الحلقة، واستطاع من خلال قصائده التي قالها في المراحل الأربع أن يستحوذ على إعجاب الجمهور وأعضاء لجنة التحكيم، والذي قال في تقرير مصور عرض قبل صعوده إلى المسرح عن التفاؤل الذي تملكه منذ اللحظة الأولى، وذلك لأنه يكتب ما يكتب ويقرأ ما يقرأ أمام اللجنة والجمهور بكل ثقة، بداية قال الأبيات الثلاثة إجابة عن السؤال "ماذا لو لم تفز باللقب؟":
لو لم يفز بـ(حيدر) (حيدر) فالشعر ليس جولة تخسر
الشعر أن نحب، أن ننثني كالغصن أحياناً فلا نكسر
نضيء للغرقى بزيتوننا، نمده جسراً لكي يعبروا
ومن ثم قرأ قصيدته بعنوان "قبلة على فم القصيدة" جاء فيها:
كأي رضيع يشتهي جوعه الثدي يراودك المعنى .. يطاردك الوحي
قصيدتك الأولى تظل بعيدة .. يضيق بها المسعى، يليق بها السعي
وتبقى إذا الصحراء أهدتك روحها نبياً مجازياً يصوِّفه الرعي
بداية قال الدكتور صلاح فضل: يا حيدر أنت غصن يانع جميل تلعب دورك الشعري بإتقان وبراعة، هل أنت الذي يعطي القبلة للقصيدة أم أنك تأخذ منها؟، ترضع من ثدي الشعر عبارتك مصورة بليغة، ولغتك جميلة، وقلبك طفل، تعود إلى زين الشباب إلى أبي فراس الحمداني؛ لتتساءل معه وأنت لست عصي الدمع، وتأخذ صورة بلقيس، ذاكرتك مشحونة بكل ما هو جميل في اللغة، وشعرك نقي شفاف.
وقال الدكتور علي بن تميم: قصيدتك تصوير صوفي جميل وجليل من لحظات المكابدة إلى لحظات الإلهام الشعري والإبداع الشعري، قصيدتك رحلة بحث جميلة مليئة بمجازات حديثة، خاتمة قصيدتك تلاعب جميل بين الناي والنأي، تنأى عن القصيدة لتقترب منها، تنسى من تكون لتكون، ما أجمل هذه اللحظة حيث التأرجح بين الاثنين، وأنا بدوري أضع قبلة على هذه القصيدة المملوءة بالشعر والحب والجمال.
وقال الدكتور عبدالملك مرتاض: سأحتفي بقصيدتك لأنها أهل بالاحتفاء، ويحق لك أن تفاخر بها وأن تكون مسك ختام مشاركتك، فشعرك شعر، وتصويرك تصوير، ونسجك لها عبير يتمرمر في وجه من حرير، ما هذا الشعر يا حيدر، يحق لأبوظبي أن تختال بشعرك ولأنها الأجمل (أبوظبي) فكان الأليق بها هذا السحر الحلال، إنه لنص استثنائي ما أحلاه وما أبدعه..