الجميع تابع بألم ما حدث في القديح والعنود، وما آلت إليه هاتين الحادثتين من ذهاب ضحايا أبرياء، لا ذنب لهم سوى أنهم تواجدوا في مكان الحدث، وألم فراقهم عاشته الدولة بأكملها.
ومن هنا لا بد أن يكون هناك التفات قوي للشباب واحتوائهم من قِبَل القائمين على قطاع الرياضة، واعتماد برامج توعوية ذات أبعاد كبيرة وبعيدة، وذات محتوى قوي يكون قادر على الدخول إلى معاقل الشباب الفكرية والسلوكية.
باتت الدولة مطالبة بجدية العمل تجاه قطاع الشباب وتكثيف البرامج الاستراتيجية الموجهة لهم لاحتوائهم وإبعادهم عن أيدي من يحاول زعزعة أمن الوطن وفُرقة أبنائه.
الرياضة هي أهم الوسائل التي يجب أن تتبناها الدولة لإيصال ما تريده من رسائل تحذيرية وتوعوية، كون الرياضة تحظى باهتمام كبير من شريحة الشباب الفئة المستهدفة من أعداء الدين والوطن.
الملاعب تمتلئ بكل فئات وشرائح المجتمع، بالإضافة إلى المتابعة التليفزيونية الكبيرة تعتبر بيئة مناسبة لتمرير كل ما تريده في هذا الاتجاه والوصول إلى الهدف المنشود.
تسخير الرياضة لدعم أمن الوطن وحقن دماء الأبرياء خطوة خلاّقة وحيوية لو تم تفعيلها بالصورة المطلوبة، باعتماد الوقت والطريقة والوسيلة المناسبة.
شبابنا، ومجتمعنا، أهم المقدرات التي يجب على الجميع الحفاظ عليهما وإبعادهما عن أي خطر محدق بهما، يجب أن يكون العمل جادا وبدافع الوطنية الحقة.
يجب تفعيل كل الامكانات المتاحة والاستعانة بمن لديهم الاستعداد للتعاون مع الرئاسة العامة لرعاية الشباب، والجهات المعنية للوصول إلى ما نريد تحقيقه.
اللائحة الداعشية التي أعلنتها وزارة الداخلية شملت أطفالا لم تصل أعمارهم للخامسة عشرة، تم تجنيدهم لخدمة الفكر التكفيري المعادي للدين الحق وأمن الوطن، وهذا يسوقنا إلى تساؤل مهم: كيف وصلوا إليهم وتحت أي شعار؟!
ولهذا لا بد أن يكون العمل على تغيير واقع خطر محدق تجاه أبنائنا من أشخاص وهبوا أنفسهم للتخريب والقتل وسفك الدماء تحت شعار الدين.
أتمنى أن تكون خطوات الرئاسة العامة لرعاية الشباب متسارعة وفاعلة، وذات جدوى لاحتواء شبابنا وإبعادهم عن الانسياق وراء الداعشيين وجرائمهم البشعة.