بكل مقاييس الجريمة، فإن ما حدث في مسجد العنود بالدمام يوم أمس الأول، يعد مسلكا إرهابيا خطيرا لابد من احتواء أسبابه ومسبباته، فتلك الزمرة الفاسدة التي أرادت قتل أكبر عدد ممكن من المصلين في هذا المسجد، تسلك نفس المسلك الذي حدث في مسجد الامام علي ببلدة القديح بمحافظة القطيف قبل أيام قلائل، فكلاهما يمثلان مسلكا اجراميا ملفوظا ليس من قبل تعاليم العقيدة الاسلامية السمحة فحسب، ولكنه ملفوظ من العقول النيرة ومن القوانين الدولية المرعية ومن كل الأعراف الانسانية التي جبل الانسان السوي عليها.
إن ماحدث في مسجد العنود يدل على خسة وجبن يتمتع بهما أولئك الذين باعوا ضمائرهم لشياطينهم فأرادوا بفعلتهم النكراء تلك، خدش الحالة الأمنية التي عرفت بها المملكة، وهي حالة يعلم الجميع أنها تحولت الى علامة فارقة من أهم علاماتها التي عرفتها الشعوب والأمم عنها.
تلك العلامة الكبرى لن يتمكن أولئك المجرمون من خدشها أو النيل منها لأنها متغلغلة في نفوس وقلوب وضمائر أبناء المملكة الأوفياء لقيادتهم ووطنهم، والأوفياء لما نشأوا عليه من عادات سليمة تنبذ الحقد والكراهية والفتن، وتنبذ الجريمة بكل أشكالها ومسمياتها وأهدافها الخبيثة.
وإزاء ذلك فإن جريمة العنود لن تؤدي إلى اهتزاز الحالة الأمنية في هذه الديار الآمنة التي تعوّد أبناؤها على الاستقرار والعيش الرغيد والكريم، ولن يتمكن أولئك الجناة الذين تلطخت أياديهم بدماء الأبرياء من المساس بأمن هذا الوطن واستقراره وكرامة أبنائه.
ولاشك أن أولئك الجناة يعملون على تنفيذ أجندة أجنبية يهمها تخريب هذه البلاد وتدميرها والعبث باستقرار أبنائها ومحاولة إصابة الحالة الأمنية فيها في مقتل، وهي محاولات فاشلة، الهدف منها يكمن في زعزعة أمن هذا الوطن واستقراره، ونشر الفتن بين أبنائه، ونشر عوامل الطائفية البغيضة الملفوظة على الأرض.
ويخطئ أولئك الجناة في تقدير حساباتهم إن ظنوا أنهم بأفاعيلهم تلك قد يصلون إلى أغراضهم الدنيئة المتمحورة في تقويض الحالة الأمنية في هذه البلاد أو السعي لشق وحدة الوطن والعبث بمقدراته، فالوحدة الوطنية لا يمكن أن تهتز بتلك الأفاعيل التخريبية الشيطانية.
ويخطئ أولئك الجناة من جانب آخر إن ظنوا أن بإمكانهم تمرير ما تمليه عليهم أجندتهم الأجنبية من مخططات ارهابية يراد منها النيل من الوحدة الوطنية المتغلغلة في نفوس أبناء المملكة، وسوف تفشل كل محاولاتهم الدنيئة للوصول الى تحقيق أغراضهم الشيطانية التي لا يمكن تحقيقها بأي شكل من الأشكال.
ويضرب رجالات الأمن الأشاوس في هذه الديار دائما أروع الأمثال بتمكنهم بفضل الله ثم بفضل القيادة الرشيدة من كشف تلك الجرائم البشعة، يضرب أولئك الرجال أروع الأمثال في التضحية والفداء، وهم يقفون دائما في وجه أولئك الجناة الذين يريدون العبث بأمن الوطن ومواطنيه.
وسوف تظل المملكة بفضل الله وبفضل قيادتها الرشيدة في مأمن من أمثال تلك الجرائم التي قد تظهر بين حين وحين، ولكن أصحابها لن يتمكنوا بأي حال من الأحوال من العبث بأمن هذه الديار ووحدتها الوطنية وتلاحمها الوثيق مع قيادتها الرشيدة والواعية.
ولن يتمكن أولئك الجناة من تمرير مخططاتهم الارهابية طالما وقف المواطنون ورجالات الأمن الأشاوس وراء قيادتهم الرشيدة التي مازالت تضرب بيد من حديد على كل عابث يحاول المساس بأمن هذا الوطن واستقراره، أوالمساس بمعيشة أبنائه والعبث بكرامتهم وحريتهم.