يعتبر مطار الأحساء شيخ مطارات المنطقة لأنه الأقدم. بل إنه من المطارات القليلة في العالم الذي كان مسجلا رسميا في العام 1948م وتذكر أرشيفات الطيران العالمية أنه كان أحد محطات الهبوط لخطوط طيران (بان أميريكان إير ويز) في وقت كانت فيه هذه الخطوط الأكبر في العالم والأكثر شهرة بسبب اقتنائها كل ما هو جديد في عالم الطيران. ومنذ فترة كانت الأحساء تتطلع ليكون مطارها دوليا لأسباب كثيرة. ومن أهمها الكثافة السكانية وموقعها المميز الذي يربط الجزء الشرقي من المملكة مع مناطق الداخل ومنها إلى دول الخليج. والحق يقال ان الغرفة التجارية بالأحساء وغيرها من الإدارات كان لها دور كبير للتسويق لهذا المطار والذي بدأ يستقبل طائرات من دولة الامارات العربية المتحدة ممثلة بطيران العربية وتبعته خطوط فلاي دبي ومن ثم الخطوط القطرية. وكما هو معلوم فما أن تصل إلى مطار دبي أو الدوحة فبإمكانك الطيران إلى أي مدينة في العالم. ومن الملاحظ أن تلك الخطوط الثلاثة كلها تطير باتجاه الشرق بغض النظر عن قصر المسافة. ولكن وفي يوم الاثنين الموافق 1 يونيو بدأت خطوط طيران النيل بالهبوط في مطار الأحساء لتقلع بعدها باتجاه القاهرة في خطوة سيتحول معها مفهوم الطيران من وإلى مطار الأحساء. وسيرجع شيخ مطارات المنطقة إلى عهد شبابه. ومع تلك الخطوط الدولية فهناك الخطوط السعودية وطيران شركة ارامكو والذي يعتبر من أقدم شركات الخطوط في العالم رغم أن ما تملكه هي شركة وليست دولة. وبهذا لا بد من تغير أمور كثيرة فيما يخص المطار. فخدمات المطار تختلف كونه أصبح مطارا دوليا. وأصبح مطار الأحساء جاهزا للمنافسة. ولعلم القارئ فالخطوط الجوية كلها والتي تطير من الأحساء مثل الخطوط القطرية ستقوم عاجلا أم آجلا بوضع تسعيرة معينة للطيران من مطار الأحساء باتجاه الدوحة ومنها إلى العالم لجذب الزبائن للطيران على القطرية انطلاقا من الأحساء. وهذا أمر روتيني لكل الخطوط. وبهذا من الممكن أن يقوم حتى المسافر القطري بالسفر للأحساء بواسطة السيارة ومن ثم الطيران من مطار الأحساء إلى مطار الدوحة وبعدها إلى مطارات بعيدة إذا كان هناك فرق كبير في السعر. وعلى سبيل المثال تقوم الخطوط القطرية في أحيان كثيرة بعرض تذاكر للطيران إلى مدن مثل واشنطن من مطار البحرين بسعر أقل من تذاكر الدوحة إلى واشنطن.
ونظرا للكثافة السكانية في الأحساء وما جاورها فمن الممكن أنه وبتحسين في الخدمات وتجديد المباني أن يتحول مطار الأحساء إلى ما يسمى (هب إيربورت). ولدى الأحساء خاصية تحبذها أي خطوط وهي سرعة الانتهاء من عمليات (الهبوط والإقلاع) والتي توفر كثيرا على خطوط الطيران خاصة لو تم عمل مدرج هبوط وإقلاع آخر بزاوية متقاطعة مع المدرج الحالي لاستخدامه عند تغير اتجاه الريح ولكي يتفادى الطيار الإقلاع والهبوط في ما يسمى (كروس ويند). والآن جاء الدور على الخطوط السعودية وغيرها من خطوط مثل (ناس) أو شركات الخطوط الوطنية التي من المتوقع تشغيلها قريبا بأن تضع رحلات مباشرة من الأحساء باتجاه بعض مدن المملكة مثل المدينة المنورة والقصيم ونجران. والآن شيخ مطارات الأحساء جاهز لقفزة نوعية وآخرها عندما سمعنا صوت خطوط النيل والذي ردد له نهر الخدود صدى. كاتب ومحلل سياسي