وطـني أنتَ للسـلامِ تُـنادي واثِـقَ العَـزْمِ راسِـخَ الأطْـوادِ
قُـدُسِـيٌّ هَـواكَ قـد عـانَقَـتْـهُ في الفضاءاتِ صافِناتُ الجِيادِ
فأطلَّتْ أنْوارُ مَجْدِكَ فَيْضاً من ضِياءٍ يَمْحُو ظَلامَ الفَسادِ
تتوالى على الـدُّنا نَكَــباتٌ وبـكَ الأمْـنُ ثابِـتُ الأبْـعــادِ
وسُـمُومٌ مـن الغُـلُوِّ أتَـتْـنا جَلبَتْهـا لـنا الـرِّياحُ الغَـوَادِي
ما عَرفْنا إلى الخُنُوعِ طريقاً حين نَمْضِي لِرَدِّ كَيْدِ الأعادي
بسلاحٍ عُنْوانُهُ الحَقُّ يَسْرِي في نُفُوسٍ تَضجُّ في الأجْسادِ
وعُقُـولٍ تَرَى الخِلافَ عَدُوّاً وشَـتاتاً يَهِــيمُ فــي كُـلِّ وادي
وتُنادِي إلى السَّـلامِ بِحَـزْمٍ وبِعَـــزْمٍ وعـــدَّةٍ وعَـــتادِ
إن تَعَـدَّى عليكَ يَوْماً رَذِيلٌ واجَهَـتْهُ نُفُـوسُــنا في عِــنادِ
عاصِفاتٌ بها انْتِصارٌ تجَلَّى حـين دَكَّـتْ مَعاقِـلَ الأوغـادِ
وحَّدَتْنا على الوِئامِ خُطُوبٌ حـين أفْضَى العَـدُوُّ بالأحْـقادِ
جـاء يَسْـعَى للانْتِقـامِ جَهُولٌ لغَّمُـوهُ للقَتْـلِ باسْـمِ الجِهـادِ
لحظـاتٌ تَجَسَّدَ الحُـبُّ فيهـا في خُشُوعٍ لأمْرِ رَبِّ العِبادِ
فإذا النارُ في "القُدَيْحِ" ضِرامٌ تَتَلَظَّى في غَيْـمَـةٍ مِن سَـوادِ
وتَهـاوَت أرْكانُ بَيْتٍ وفِـيهِ مَنْ إلى اللهِ والصَّلاةِ يُنادِي
وأُرِيقَـتْ به الدِّماءُ اعْتسافا وبِـأيْـدٍ لمْ تَجْـنِ غَـيرَ القَـتادِ
وإذا الناسُ في ذُهُـولٍ كَبِيرٍ وحِــدادٍ يَفُـوُقُ كُلَّ حِــدادِ
مَوْكِبُ الحُزْنِ سار فيهِ الثكالى والمُعَـزُونَ أقْبَلُوا في احْتِشادِ
جاءَ رُعْبٌ مِنْ "العَنُودِ" يُنادِي: (إنَّ في المَوْتِ مِلَّتِي واعْتِقادِي)
خَيَّمَ الهَــمُّ والنُّفُوسُ حَيارى وشَـبابٌ تَسـارَعُـوا فـي اتْحـادِ
وافتدَى الناسَ فِتْيَةٌ لم يُبالوا حـينَ صَـدّوا جَرِيمَـةَ الإفْسـادِ
ودَّعَتْهُمْ إلى الخُلودِ قُلوبٌ حَمَلَتْهُـمْ إلى الجِـنانِ الأيــادِي
كيفَ يَدْرِي عَنِ الجَمالِ دَعِيٌّ عاش بالقُبْحِ مُوغِلاً في الفَسادِ
داعِشِيٌّ نَتاج فِكْـرٍ مُضِلٍّ قـد تَـرَبَّى فـي بُـؤْرةِ الأحْقــادِ
رَضَعَ الحِقْدَ والكَراهَةَ حتى جَلَـبَ الشَّـرَّ بالخِـلافِ يُنـادي
حِين أبْكىَ من اليَتامَى صِغارا والأيـامَى في حُـرْقَـةِ الأكْــبادِ
هل نَسـينا: إنَّ التآمُـرَ طبْعٌ؟ في عَــدُوٍّ يُـرِيـدُ هَـدْمَ البِــلادِ
هل نَسـينا: إنَّ الـبِلادَ بِخَـيرٍ؟ حينَ ضاقَتْ بها صُدُورُ الأعادِي
وحِّدُوها صُفُوفَنا في وِئامٍ يَتَحَــدَّى مَطــامِــعَ الحُسّــادِ
ما عَرفَنا للسابِقينَ اخْتِلافاً فاسْـتعِيدُوا مَسِـيرَةَ الأجْــدادِ