انطلق في القاهرة، أمس، مؤتمر المعارضة السورية، لبحث آفاق الحل السياسي في البلاد، ومواجهة ميليشيات الإرهاب.
وفي كلمته أمام المؤتمر الذي عقد، في أحد فنادق العاصمة، تحت عنوان من أجل الحل السياسي في سوريا" وبمشاركة عدد كبير من تيارات المعارضة، أكد وزير الخارجية المصري، سامح شكري، إنه من الواجب على العرب مواجهة التحديات التي تهدد شعوبنا، مشيرا إلى أن استضافة القاهرة لأطياف المعارضة السورية، يهدف إلى التوافق على حل سياسي، وإقامة دولة مؤسسات موحدة، والحفاظ على الأراضي السورية، مؤكداً: إن الكلمة الأولى والأخيرة للشعوب العربية، والديمقراطية ليست حلما بعيد المنال.
وأشار شكري، إلى أن الحراك الشعبي الذي بدأ مارس 2011، والتدخل الأمني الغاشم، ساعد في وصول الميليشيات المسلحة إلى الداخل، وحول الأراضي السورية إلى ملاذ آمن للجماعات الإرهابية، وتدار فوق أراضيها حرب بالوكالة.
وأضاف، إن المؤتمر هدف إلى وضع تصور للحل السياسي، وتوثيق مؤتمر جنيف لبلورة الحل المتفق عليه، مؤكدا على أن التصورات التي ستخرج من هذا المؤتمر، هي البداية لوضع أمل للنجاح.
وأوضح أن انتشار الميليشيات الإرهابية على الأراضي السورية، بات يهدد المنطقة كلها، ولا يمكن السكوت عنه، لذلك لابد من العمل على وثيقة جنيف 2، وإنفاذ دولة القانون وتمكن الحكم من فرض السيادة على الأراضي السورية. واستطرد: إخواني السوريين أنتم تحملتم ما لا يتحمله بشر، من أجل دولتكم، لذلك حكم التاريخ عليكم بتحكيم العقل، وتجنيب الخلافات والبحث عن حل سياسي، والترفع عن صغائر الأمور.
من جهته، قال الأمين العام للجامعة العربية، نبيل العربي، إن تفاقم الأزمة السورية وشلالات الدم التي تراق، يحتم علينا إعادة النظر في وجهات النظر والرجوع إلى الحل السياسي.
وركز ـ في كلمته ـ على ضرورة التوافق والتضافر والعمل على إيجاد صيغة مناسبة لتطبيق وثيقة جنيف 2012، كما أوضح أنه لا بد أن تضمن الوثيقة تحقيق الشعب السوري تطلعاته في الحرية والعدالة الاجتماعية، في ظل إصرار النظام على التدمير والعنف والأعمال الإجرامية، ومن جهة أخرى، تمدد نفوذ الجماعات الإرهابية قائلا: "الظلم يدمر.. والعدل يعمر".
وأوضح أنه في عام 2012، والجامعة العربية تحاول توحيد المعارضة السورية، وتبنى مؤتمر القاهرة في ذلك الحين الرؤية المجتمعية المشتركة للبناء الوطني.. وركز على ضرورة أن يكلف الاجتماع الحالي بتحديد رؤية عربية مشتركة، وأشار إلى أن الفترة السابقة وخلال أربعة سنوات، وبعد الدمار الشامل ومقتل الأطفال، يجب أن تتغلب المعارضة السورية على خلافاتها لإنقاذ سوريا.
بالسياق، أوضح رئيس البرلمان العربي، أحمد الجروان، إن الشعب السوري يواجه الحرب مطالبًا بالحرية والعدالة، لافتا إلى أن هناك مصالح خاصة جعلت من سوريا أرضا خصبة لتصفية الحسابات.. محملاً نظام الرئيس بشار الأسد، مسؤولية كل ما يحدث على الأراضي السورية. وركز على أن، على البرلمان العربي أن يقف أمام وخلف الشعب السوري، مطالبا بتنحية الخلافات جانبًا، والعمل على تفعيل المسالك الدبلوماسية والسياسية لتحقيق تطلعاته.