سيطرت قوات المعارضة السورية امس الخميس على مطار "الثعلة" العسكري قرب مدينة السويداء جنوب البلاد بعد ما اسمتها معركة "سحق الطغاة"، وبثت كتائب مقاتلة فيديوهات تظهر صواريخ "تاو" تصهر دبابات لنظام الاسد كانت تقوم بحماية المطار العسكري، لتواصل حجارة دومينو نظام بشار الأسد التساقط من إدلب وريفها ثم ريف اللاذقية، إلى حوران التي أطلق ثوارها أمس معركة "سحق الطغاة" لتحرير مطار الثعلة العسكري في السويداء وقرية الدارة وحاجزها، بعد أن أسقطوا أول أمس أهم قلاع الأسد الحصينة «اللوء 52 مدرع» في درعا في غضون 6 ساعات، فاتحين الطريق نحو السويداء، فيما عيونهم على معركة دمشق المفصلية. وأفاد المرصد السوري لحقوق الانسان امس الخميس بسقوط طائرة عسكرية تابعة للقوات النظامية قرب منطقة نجران بالريف الغربي لمحافظة السويداء.
معركة دمشق قريبة
وقالت مصادر عسكرية لموقع "سراج برس" الإلكتروني: إنّ سقوط اللواء 52 فتح الباب على مصراعيه لتحرير المراكز العسكرية التي تتحصن فيها قوات الأسد في المنطقة الجنوبية عامة، حيث كان يُشكل اللواء خطاً قوياً للدفاع عن تلك النقاط والكتائب.
وأكدت المصادر العسكرية أن الأيام القادمة ستشهد مفاجآت كبرى لنظام الأسد وعناصره في المنطقة الجنوبية، وأن معركة دمشق باتت أقرب من أي وقت مضى، موضحة أن سيطرة الثوار على اللواء 52 هي بداية سقوط قوات الأسد في محافظة درعا، وهي دليل واضح على ضعف قوات الأسد وانهيارها، وتحولها إلى ميليشيات طائفية تحاول الحفاظ على رأس النظام، كما أنها تثبت أن جميع عمليات الثوار الأخيرة مدروسة بعناية.
معركة «سحق الطغاة»
ويُشارك في معركة "سحق الطغاة" كل من جيش اليرموك، وألوية الفرقان، ولواء المهاجرين والأنصار، وفوج المدفعية، وفرقة خيالة الزيدي، ولواء الحق وألوية العمري، وجميعها تابعة للجبهة الجنوبية.
وأوضحت مصادر عسكرية لـ"سراج برس" أن أهمية مطار الثعلة العسكري تكمن في كونه خط الدفاع الأول عن قوات الأسد داخل مدينة السويداء، وهو يبعد عن مركزها 12 كيلو متراً غرباً.
ويحتوي المطار على 16 حظيرة اسمنتية وفيه مروحيات، وطائرات من طرازي ميغ 21 و23 وله مدرجان رئيسيان بطول 3 كيلو مترات، ويحتوي دفاعات جوية من صواريخ سام 7 ورادارات قصيرة التردد.
وأضافت المصادر: إن مساحة مطار الثعلة 4 كيلو مترات طولاً و2 ونصف كيلو متر عرضاً، إضافة لوجود مساكن خاصة للضباط في جزئه الجنوبي الشرقي.
وللمطار طريق مباشر باتجاه مركز مدينة السويداء عبر بلدة الثعلة الملاصقة له من الجهة الشرقية، بينما يبعد الثوار عنه 3 كيلو مترات بعد سيطرتهم على قرية رخم ومحيطها الشرقي غرب المطار.
ويُعد مطار الثعلة أحد أهم مطارات النظام العسكرية في المنطقة الجنوبية، إضافة إلى مطار خلخلة الذي يبعد عن مركز مدينة السويداء 40 كيلو متراً شمالاً، ومطار السويداء المدني. وكانت قوات الأسد تستخدم مطار الثعلة لقصف المناطق المحررة في محافظة درعا، حيث تنطلق المروحيات والمقاتلات الحربية منه بشكل مستمر مستهدفة منازل المدنيين.
دخول الساحل
وتعقيباً على الانتصارات التي يحققها الثوار، قال رئيس المجلس العسكري الأعلى في الجيش السوري الحر العميد الركن مصطفى الشيخ في حديث لموقع "كلنا شركاء" الإلكتروني: إن جيش الفتح الذي بتوحده حرر إدلب وامتد الى أطراف اللاذقية، هو من أفضل الموجودين على مستوى الوطن تنظيماً وأداء، وإن الداعمين لهذا الجيش مسيطر عليهم من قبل أمريكا التي لن تسمح بالدخول الى الساحل، وهي تهددهم بقطع الدعم في حال دخلوا الساحل.
وشدد الشيخ على ضرورة دخول الساحل تحت أي ظرف كان، حتى ولو اقتضى مخالفة الداعمين، وعلل السبب ببساطة الى أمرين: الأول: دق إسفين بالساحل، وإنهاء حلم الأسد بالدولة العلوية ووصلها مع الشيعة بلبنان من خلال الهرمل، والبقاع، وبعلبك، والثاني: إجبار العالم المتآمر على حقيقة المقايضة السياسية أو حظر الطيران عن المناطق المحررة من خلال مناطق آمنة، حيث إن الدخول الى الساحل لديه ضوابط، منها عدم وقوع مجازر أو انتقام، وحرص على الابتعاد عن العقلية الانتقامية التي ينتظرها بشار وداعموه لتكون حجة لتدخل دولي أو إقليمي بالساحل، وكي لا ينقلب كل شيء وينتهي أي أمل بالنصر في هذه المعركة.
واستناداً إلى التطورات الميدانية الأخيرة، يقدّر مراقبون نسبة فقدان سيطرة النظام الفعلية على مساحة البلاد بأكثر من 75 في المائة، مقابل قوات المعارضة المتنوعة وتنظيم داعش بعد التقدم العسكري الذي حققه الأخيران على عدد من الجبهات وبخاصة خلال الشهرين الماضيين.
النظام يتداعى
ورجح المحلل السياسي والاستراتيجي السوري، سمير التقي، أن النظام في دمشق سيتداعى قريباً مع انتقال الصراع الفعلي إلى وسط وغربي البلاد في المرحلة القادمة، متوقعاً تحوله إلى ميليشيا مسلحة ذات تنظيم وتسليح عالٍ.
وأوضح التقي وهو مدير «مركز الشرق للدراسات والأبحاث الاستراتيجية، ومقره دبي، أن دمشق حالياً لم تعد عاصمة فعلية للدولة، والسيادة السورية باتت في مهب الريح، الاقتصاد تفكك، والشكل الوظيفي للدولة بات واهياً ويقتصر على دمشق فقط.
قصف عنيف
وفي باقي التطورات الميدانية أفادت لجان التنسيق المحلية بأن قوات النظام شنت حملة قصف عنيفة على مناطق في حي جوبر، الحي الذي يشهد اشتباكات متواصلة بين قوات النظام وفصائل المعارضة.
وصعدت قوات النظام من حملة قصفها أيضاً على مدينة داريا المحاصرة منذ عامين، ما أدى لسقوط عدد من الجرحى في صفوف المدنيين، كما استهدفت في قصفها المزارع المحيطة ببلدة خان الشيخ وبساتين مدينة الكسوة بالغوطة الغربية.
من جانب آخر، تمكنت فصائل المعارضة من استهداف تجمعات قوات النظام بصواريخ غراد في بلدتي جورين وعين سلمو بريف حماة الغربي، يأتي ذلك فيما شن النظام غارات على قريتي أبوالغر والحسناوي بريف حماة الشرقي.
قتل 20 درزيا
وذكر شهود عيان أن جماعة جبهة النصرة قتلت 20 من طائفة الدروز في قرية "قلب لوزة" في ريف إدلب شمال سوريا.
وأكد عدد من الاهالي لوكالة الانباء الألمانية (د.ب.أ) أن "الذي ارتكب المجزرة هو إرهابي تونسي جهادي يدعى ابو عبدالرحمن التونسي، حيث هاجم منزل احد الضحايا مطالبا تسليم ابنهم الذي يؤدي الخدمة في جيش النظام السوري، لكن الأهالي رفضوا تسليمه كونه غير موجود في المنزل أصلا، ثم اطلق النار على بعض من اهله وحصل اشتباك مع اهالي مقربين من الضحايا".
وتعليقا على تلك الأحداث، أكد الحزب التقدمي الاشتراكي بقيادة الزعيم الدرزي اللبناني وليد جنبلاط في بيان استنكاره لما جرى، وقال: إنه يسعى لمعالجة هذا الحادث مع المعارضة السورية.
وأضاف البيان: إن "الاتصالات التي قام بها رئيس الحزب وليد جنبلاط مع فصائل المعارضة ومع قوى إقليمية فاعلة ومؤثرة أثمرت سعيا مشتركا لضمان سلامة أبناء تلك القرى الذين وقفوا إلى جانب الثورة منذ انطلاقتها، واستقبلوا النازحين في بيوتهم، وحرصوا أشد الحرص على الوحدة الوطنية بين أبناء الشعب السوري".
ودعا الحزب إلى "التهدئة والتروي وعدم الانجرار وراء الأخبار غير الصحيحة وغير الدقيقة في هذه المرحلة الحرجة، التي قد ترغب أطراف عديدة خلالها أن تصطاد في الماء العكر".
جنبلاط يدعو للتصالح
ودعا جنبلاط، دروز منطقة السويداء في سوريا، إلى تشكيل قيادتهم الوطنية والتصالح مع أهل حوران، معتبرا أن النظام السوري قد انتهى وسقط بسقوط مقر اللواء 52 في جنوب البلاد.
وقال جنبلاط، في سلسلة تغريدات عبر حسابه الرسمي بموقع تويتر: إنه وجه أولى رسائل التضامن مع الشعب السوري "أثناء تصديه السلمي لطغيان النظام في صيف 2011"، وتوجه إلى الدروز في سوريا الذين يتركز وجودهم فيما يعرف بـ"جبل العرب" قائلا: "إلى أهل جبل العرب أقول: وحدها المصالحة مع أهل حوران وعقد الراية تحميكم من الأخطار".
وتابع جنبلاط بالقول: "اليوم ينتصر الشعب السوري ويسقط النظام.. لقد انتهى النظام بعد سقوط اللواء 52 وسقوط مناطق شاسعة أخرى في شمال سوريا وغيرها من المناطق"، داعيا الدروز في سوريا إلى "المصالحة مع أبطال درعا والجوار"، قائلا: إن "أبطال درعا انتصروا. وتضحيات المناضلين والمناضلات في جبل العرب الذين واجهوا النظام انتصرت".
ورفض جنبلاط تدخل بعض من وصفهم بـ"المتطفلين" من الدروز في لبنان بالوضع السوري قائلا: "دعوا أهل الجبل يشكلون قيادتهم الوطنية من أجل المصالحة بعيدا عن الانتهازيين الذين راهنوا على النظام في لبنان وفي سوريا.. وإنني عند الضرورة أضع نفسي ورفاقي بالتصرف من أجل المصالحة مع أهل حوران والجوار، بعيدا عن أي هدف شخصي".
داعش يذبح 4
ونفذ تنظيم داعش عملية إعدام جماعي لأربعة رجال في مدينة الميادين بالريف الشرقي لمدينة دير الزور السورية.
وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بأن التنظيم أحضر 4 رجال يرتدون "اللباس البرتقالي" إلى باحة أمام قلعة الرحبة في الأطراف الجنوبية الغربية لمدينة الميادين، بعد صلاة العصر من يوم الثلاثاء، وسط حضور العشرات من عناصر التنظيم، الذين منعوا المواطنين من الاقتراب من ساحة الإعدام.
وقامت عناصر أخرى من التنظيم بتصوير عملية الإعدام بعدة كاميرات، وأكدت المصادر أن 4 عناصر من التنظيم قاموا بذبح الرجال الأربعة بواسطة سكاكين، وأن تصوير عملية الإعدام استمر لنحو ساعة ونصف. ورجحت المصادر أن يكون الذين تم إعدامهم من جنسيات أجنبية، وتم أسرهم في منشآت نفطية بالعراق.